
لا بد للمرء من التغير إلى الأفضل إن كان يعيش عكس ما يريد ..
إن التغيير ليس بالصعب أبدا كما يتادوله أغلبكم سواء في أحاديث عتاب النفس لذاتها ، أو مجالسات فضفضة مع الآخرين ، لتتغير للأفضل يكفيك أولا أن تنشأ هذا التغير كفكرة ، لأن التفكير في الشيئ نصف الوصول إليه ، بعدها أخرج من حيز السلبية الذي تحشر فيه نفسك ، حاول أن تفكر في أمل ما ، أن ترسم أهدافا نبيلة تكفيك لتنال الرضا الذي لا تشعر به للآن ، في النهاية إن الشعور بالرضا هو أسمى درجات التصالح مع الذات ، والمتصالح مع ذاته لابد له من الوصول عاجلا أم آجلا !
طالع مجالا لا تفقه فيه شيئا ، إسمح لعقلك بالعمل على أمور لم يتدبرها سابقا ، إجعله يعمل على نطاق أوسع ، إن الركود الفكري يسبب الكآبة التي بدورها تستوطن النفوس وتجعل من المرء جثة هامدة بلا روح ، ألم يحثنا الله بالتدبر في هذا الكون !
ألم يميزنا بالعقل هذا الذي لا تفسح له المجال ليعمل ، حتما سنحاسب عليه وإلا لم جئنا إلى هاته الحياة !
ورب العزة لإن الهموم ستزول بذكر الواحد الأحد والثبات على ديننا الحنيف ، إن الله قريب .. قريب جدا ، أقرب إلينا من حبل الوريد ، ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة ليسمع دعاء عباده ويجبر خواطرهم ، أذكر الله في نفسك وسيذكرك في نفسه ، تخيل أن يذكرك الله في نفسه ، إني أتخيل حجم سعادتك الآن ، لم لا ترفع يداك في هاته اللحظة بالضبط وتخاطب جلالته عزوجل خطاب العبد لربه !
إن الأمر لا يتوقف هنا وحسب بل بثباتك وعزمك على ما تريد ، بتصميمك على نيله ، وهذا ما يسمى بجهاد النفس ، حلاوته تكمن في صعوبته ، فلا تهمنك صعاب الأمور مع علمك أنك ستنال المراد ولو كان بعد لحظة من الآن !
يا سادة لا أروع من الحقيقة ، ولا أبشع من الأوهام التي تعد بدورها سبيلا للشقاء وأعوذ بالله من هاته الكلمة !
بعد أن تغير من نفسك ، ستحس بالأشياء الثمينة من حولك وستسعى لنيلها ، ستعيش كريما شريفا طاهرا غنيا بذاتك سعيدا ، ستتغير نظرتك للحياة ١٨٠ درجة ، حتى أسلوبك في العيش والتعايش سيغدوا نادرا ، ستكون قدوة لمن كان على حالك قبل أن تصعد هاهنا ، ستكرس حياتك لتزرع الخير وتحصده عند الله فإن كنت من أحب العباد إليه فقد تجاوزت الإختبار الحياتي بنجاح .
أسامة بوقصير