” جراحُ إيزيس ….”
هي عنوان ” لحديث يسري في سكرة الجراح ”

في غَمرةِ سُكونِ البحرِ ، فتنةٌ تُخفي صخبَ الأشجانِ ،
حروفٌ تكدّستْ في أخبيةٍ تنتظرُ مرورَ عاصفةِ البوحِ ، تُغري بها رياحُ الشّوقِ ؛ لسردِ تفاصيل تشتعلُ بفتيلِ اللّهفةِ التي تغوي بإرهاصاتِ الوجدِ المُندلقِ في فؤادٍ تستبدُّ به عاطفةٌ لا تخضعُ لحدودِ أُفقها جغرافيّةٌ كاذبةٌ ، تُدميها جراحٌ سائبةٌ هنا وهناكَ تركتْ نُدباتها في ملامحَ وطنٍ يمتدُّ على خارطةٍ وهميّةٍ ، عرّتُه ريحَ العجزِ ، وأنهكتُه ثرثراتُ اليأسِ ، صوتُ رثاءاته يعلو فقط في منابر الرّفضِ والاستنكار تكشفُ خزيها قصائد تٌكتبُ بعاطفةٍ عقيمةٍ ، تقطّعتْ وشائجه وتناثرتْ أشلاءه على أمواج الظلم ، تسلبُ نيرانٌ متلبدةٌ بأوهامِ الجُبنِ ملامح جماله المُعتِق بالأصالةِ .
وفي آمالٍ مبتورةٍ تُسبى حريّته مطلعَ كُلّ شمسٍ تروي حكاية عُروبةٍ تُستباحُ كرامتها في صمتٍ سرمديّ تبكيها شجاعةٌ تمتشقُ أسل من خواء .
اللّيلُ لا يكفي لسردِ ارتجافاتي ،
فلغةُ الوصفِ تُطوّقها تباريحَ الوجعِ التّي تدقُّ إسفيناً في خاصرةِ واقعٍ تخترقُ آهاته حدود اللامكان ، وصدى أنّاته أبعد من الزّمانِ…
كم يُفجعني بقسوةِ زفراتِه …
وأنا أنا …..
أنا يمامةٌ بلا جناح ، أترنّحُ سُكرةَ
الحرفِ في أفق الوجعِ ،
أُلملمُ شتاتَ الشّجنِ المُنثالِ في زيزفون العزةِ وأُقحوان الكرامة
أتوسلُ الأبجدية َحينَ يصمتُ حبر الرّجاءِ ، أهذي بآهاتٍ تحصدُ مدامع الألمِ في أحداقٍ تموجُ في مواسم اليبابِ ، أُعاقرُ قصائدَ الأملِ التّي تَلِجُ بالحزنِ في رعشاتِ الأنينِ ، تُرهقني كلماتُ دُنقل ذات لحظة مُتمرّدةٍ على القمعِ….

أنا نَدَمُ الغَدِ والبارحة
رايتي: عظمتان.. وجُمْجُمة..
وشِعاري: الصَّباحْ!
كلماتٌ تخرجُ من أقبيةِ الخوفِ ، تستلُّ سيفَ الرّفضِ ، تتنمردُ على الظُّلمِ ، تستحضرُ في هجعةِ اللّيلِ نُبوءة لأسطورةٍ تُولدُ من جديد ، تتجلّى فيها ضفائرَ حزنِ ” إيزيس” وقد ملأتْ نهرَ النّيلِ دموعاً ، أقرأُ في عينيها إلهاماً للحُبّ ، وفي إخلاصها لهفةٌ تتوقُ لصهوةِ الحقِ ، تفصح روحها عن بعث جديد لشمس الحياة.
في رحلةِ بحثِ الرّوحِ عن الجسدِ ،
صورةٌ لمآذن السّكينةِ التي تلهثُ للسّلامِ في فضاءاتِ وطنٍ لا نهايةَ لأنين جراحه التي لا تملُّ من انتظارِ يومٍ يُشرقُ فيه نورُ الصّباحُ بخطى شريفةٍ ووعدٍ صادقٍ .

#سكينة_الرفوع

الأردن – البحرين
26 يوليو 2020