” تقــوى الثعالــب :بقلم الشاعر :عبدالناصر عليوي العبيدي

تقــوى الثعالــب
————-
ديــكٌ يُــصلّي والإمــامُ الــثعلبُ
وعــلى المنابرِ بالفضيلةِ يَخطبُ

يَــتَصنَّعُ الــتقوى ويــبدو عــابداً
بــاللَّحمِ أمــسى زاهداً لا يرغبُ

وبــأنّهُ الــحامي الأمــينُ لخمِّهمْ
بــالليلِ يــبقى ســاهراً لا يــتعبُ

لا يَــلمِسُ الــديكَ الــغبيَّ لخَشْيَةٍ
أنَّ الــوضوءَ بــلمسِهِ قــد يذهبُ

ويُــغَمِّضُ العينينِ حتى لا يرى
عــوْراتِ أهلِ الحيِّ حيثُ يُعذَّبُ

ظــنَّ الديوكُ الخيرَ عندَ إمامِهمْ
و هو المُخادعُ في الحقيقةِ يكذبُ

مــازالَ يــخدعُهمْ ويكسبُ وِدَّهُمْ
فــي كــلِّ ســانحةٍ لــهمْ يــتقرَّبُ

حــتى اِطْمَأَنُّوا والشكوكُ تَبَدَّدَتْ
بـــدأَ الــلُّعَابُ بــثغرِهِ يَــتَصَبَّبُ

فــدعا الــدِّيوكَ الــصالحينَ لبيتِهِ
لــينالَ أجــرَ المُحسنينَ ويكسبُ

فــأتى الديوكُ الطامعونَ إمامَهُمْ
وبــطونُهمْ أشهى الموائدِ تطلبُ

حتى إذا اكتملَ النصابُ فأُغلِقَتْ
كــلُّ الــمنافذِ واستحالَ المَهْرَبُ

جــعلَ الــديوكَ الأغــبياءَ وليمةً
بــعضُ الــمطامعِ للمهالكِ تجلبُ

لا يــخدعنَّكَ فــي الأنــامِ عِمامةٌ
فــلطالما فــيها تَــخَفّى الــمأرَبُ

لا يــخــدَعنَّكَ لــو تــغيَّر لــونُها
فــالــطبعُ دومــاً لــلتَّطبُّعِ يــغلبُ

فــي الــحيَّةِ الــرقطاءِ ســمٌّ قاتلٌ
وبــلونِها بعضُ الفرائِسِ تَجذِبُ

بقلم:عبدالناصر عليوي العبيدي

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

مراسل صحفي في صحيفة نحو الشروق مدير في شركة سياحية

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً