تراثك يا بلادي! بقلم ” أميرة شابي”⁦✍️⁩

في تلك المنطقة التي تقع في الحدود مع تونس يعيش أغلب
سكان هذه المنطقة على خطى السلف من عادات و تقاليد ، و تراث مكتسب من قبل الأجداد ، بعض المناطق القليلة فقط أو بالأحرى قلب المدينة تغيرت فقط ، فيما بقت المناطق الأخرى محافظة على عاداتها و كل شيء يخص التراث ، عن منطقة تبسة أحدثكم تشتهر هذه الولاية بالأعراس أكثر شيء ، والبارود و هو ما يميز الشاوية و رجالها . معظم سكانها يتقنون اللهجة الشاوية ، و بعض العائلات تناستها مع مرور الوقت ، تعرف الأعراس في منطقة بئر العاتر ” بالمحفل ” حيث يذهب النساء إلى العروس جماعة يغطي رؤوسهم قطعة قماش كبيرة ، بدون أن ننسى الغناء بالأغاني القديمة التي لا تنسى أبدا و ما أجملها ، كلام في الصميم و يحمل العديد من المعاني ، حيث كانت النساء تغني بكلام ملحون و موزون ، ما يسمى بالشعر الشعبي ، في اليوم التالي تكون* حفلة الحنة * عند العروس صباحا و عند العريس مساء ، النساء في هذه المنطقة لازلن يحافظن على العادات و متمسكات بها كثيرا ، يحضرن “الرحى” و قمن برحي بعض القمح، و يذقن منه الفتيات العازبات لتمر عندهم عدوى الزفاف ، الحنة عند العروس حفلة بين الفتيات يجتمعن يرقصن و يغرحن و يحنين أيديهن و أرجلهن ، أما حفلة الحنة عند الرجال فتمتاز عموما بالفنان ، حيث يحضر العريس فنانا ‘مغنيا ‘يغني الأغاني المعروفة في المنطقة ، يجتمع أهل العريس و أقاربه و أصحابه و الجيران ، و مع نهاية الحفلة بوضع الحنة في أصبع اليد اليسرى ، في اليوم الثالث ، هذا يوم راحة للجميع تحضر العروس نفسها للذهاب الى بيت زوجها ، خصص لها هذا الوقت من أجل الراحة ، في اليوم الرابع يعرف منزل العريس حشدا كبيرا من العائلات من أجل مشاهدة العروس ، تنهض العروس باكرا و تذهب الى الحمام و تجهز نفسها و تستعد للذهاب ، تستقبل أم العريس العروس بقطعة قماش خضراء تشير بها لها من بعيد ، و عند دخول العروس توضع في يدها القليل من الزبدة و تضعها في أعلى الباب ، بعد هذا تزف العروس مع زوجها و يعود الجميع إلى بيوتهم ، في الأيام الأخرى تسمى ب ” أيام الحجابة ” في كل يوم يعزم العريس عند شخص طيلة سبعة أيام و تستمر بعدها العزائم ، دون أن أنسى البارود ، فعندما تذهب السيارات لجلب العروس تأخذ معها بندقيات ، حتى يخيل لمن لا يعرف المنطقة بأنها حرب ، كذلك من أهم العادات التي تعرفها هذه المنطقة تحضير طعاك الكسكس كل جمعة ، أيضا عند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعرف الأسواق ازدحاما كبيرا ، مفرقعات و حناء و شموع ، و يعرف المطبخ التبسي تحضير الشخشوخة ، فهي أكلة تقليدية معروفة جدا في هذه المنطقة ، يعرف رجال هذه المنطقة بإنشاء حفلات شواء و مسابقة بالخيول مع اللباس التقليدي البرنوس و اللباس العربي الأصيل ، ففي كل مرة يتجمع الرجال في الريف لإحياء هذه الطقوس المتوارثة عبر الأجيال ، و كذلك لا تخلو هذه الحفلات من جلسات الشعر الشعبي …
كثير من العادات التي لا نكاد نستغني عنها في هذه المنطقة .
من بين العادات أيضا أو الأكلات التقليدية المشهورة هو “البركوكش” حيث أن النساء ، يقمن بطبخ ما يسمى ببركوكش بالحشيش ، للمرأة التي ولدت حديثا ، ولابد أن تتناوله طيلة فترة نفاسها ، يحتوي هذا الطعام على مختلف أنواع الحشائش و الأعشاب التي تساعد في علاج العديد من الأمراض ..
لا ننسى أيضا الحديث عن باب السور مخلفات الرومان ، و الحضارة السومارية ، كل الآثار التي في هذه المدينة ، كل واحدة منها تحكي قصة ماض بعيد و حضارات مرت من هنا تركت أثرا لها .
ربما في حديثنا عن التراث لن تجف الأقلام ، فلكل منطقة عادات و تقاليد ، لا نستغني عنها أبدا ، و ستبقى موروثة من الجد إلى الحفيد . و هذه بعض عادات ولاية تبسة .

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC هو مؤسسة تعليمية متخصصة تهدف إلى توفير برامج تدريبية متميزة تساهم في تطوير المهارات وتعزيز فرص العمل للمشاركين. يعمل المركز بالتعاون مع #الشبكةالأهليةللتعليم NEN، وهو…

الشيف عبير الصغير تكشف عن خطيبها في فيديو وجلسة

الشيف عبير الصغير تكشف عن خطيبها في فيديو وجلسة تصوير مميزة فاجأت الشيف اللبنانية عبير الصغير متابعيها بالكشف عن خطيبها من خلال مقطع فيديو وجلسة تصوير راقية نُشرت عبر حساباتها…

One thought on “تراثك يا بلادي! بقلم ” أميرة شابي”⁦✍️⁩

اترك تعليقاً