تحبُّه .. وتَسُبُّه / شعر الدكتور عبد الولي الشميري

تحبُّه .. وتَسُبُّه

شعر الدكتور عبد الولي الشميري

شاعرٌ تاهَ مِثلَما تاهَ دَرْبُهْ
لَيلُه البحرُ والسَّفينةُ حُبُّه

تَتوالى عليه أمواجُ ذِكرى
لا يراهُ سِواه واللهُ رَبُّه

المجاديفُ تَلتوي والأَعاصيـ
ـر ووجدانُهُ الرَّقيقُ وقَلْبُه

والسَّماءُ الّتي تَعَّودَ مَرأى
وجهِها غادرت وغادرَ صَحْبُه

شاعرٌ ساهرٌ يَهُدُّ ويَبْني
أَلِفَ اللَّيلَ والبُكاءُ يُحِبُّهْ

في يَدَيْهِ الأقلامُ لا تَعرفُ النَّوْ
مَ ولا يُسْعِدُ الوَسائدَ قُرْبُهْ

ذكريات لها وللَّيلِ ذِكرى
منذ كانتْ وكان للَّيلِ ذَنْبُه

أغمدت في الضُّلوعِ سهمًا ولكن
للهوى سَهْمُهُ وللطَّيشِ رُعْبُهْ

شاعرٌ في شُجُونِهِ يَتَلَظَّى
والشَّجا مُرُّهُ لَذيذٌ وعَذْبُهْ

أين تلك التي إذ جلسَ الشّا
عـرُ يَشْدو جاءتْ لِيَرتاحَ لُبُّهْ

مِن قناديلِ (لندنَ) آهِ ما (لنـ
ـدنُ) إلّا جراحُ قلبي وطِبُّهْ

في يَدَيْها كأسٌ وفي الثَّغرِ كأسُ
ظَمَأٌ زادَهُ مَدى اللَّيلِ شُرْبُهْ

كلّما لَمْلَمَ الضَّبابَ قِبابا
أقبلَتْ نَحْوَهُ الرّياحُ تَجُبُّهْ

شاعرٌ لا يَرى القصيدةَ إلَّا
وجهَ أُنْثى تُحِبُّهُ أو تَسُبُّهْ

Related Posts

فتيلٌ من بقايا نبي

صحيفة نحو الشروق

روابي الدمع /محمد مجيد حسين

روابي الدمعمهداة إلى أميرة اللغة المتجددة مرشدة جاويشأحسُ بكِ أيتُها السابحة في ماء العفاف والنبل العميق كلانا فقدنا بوصلة روحينا ..الموت يؤكد عبثية الحياة وهشاشتها حيث يتخندق الكائن البشري خلف…

اترك تعليقاً