الوفاء وطن بقلم الاستاذ سامي شكرجي

للوفاء وطن
————-
أُعلِنت المسابقة … سارع للإشتراك فيها ادَّعى بوفائه ولا أحد ينافسه … اجتمعت الكلاب… نظروا في قولته … أُهِّلَ لمسابقة الوفاء وجَّهوا له عدة أسئلة ، منها : 1- أين تعيش ؟ في قرية أو مدينة أو غابة … 2- مَنْ يرافقك طوال اليوم ؟ 3- وهل مررت بمحن أحرجتك أو أنهكتك فأوقعتك ؟ وإن حصل ذلك : 4- كم عدد المتفرجين الذين تجمعوا حولك؟ هل هم كثيرون ؟ أم أن الذين أسندوا ظهرك وأنقذوا حالك تراؤوا لك كثرتهم برغم قلة عددهم !!!! كان جوابه : أنا ساكن في مدينة ولا فرق لي في قرية أو غابة . يرافقني ضميري بكل لحظات عمري ، فلا أتأثر بغير الذي ينعش قلبي ويريح ضميري ، أتأثر لإنسان معوِّز ولحيوان جائع ، أبتغي مرضاة الله ، لا تهمني المفاضلة ، فكلاهما روح … فماذا لوفاء كلب لإنسان ، أَيُعقل لهذا الإنسان أن يعطي ظهره لكلب أكله العطش وشربه ، ويتركه عرضة للموت !!!! تلك طريقتي وخطاي ، فما اجتمعت الأحياء في هذا الكون إلّا لتتكامل حركة الحياة. هنالك خير يقابله شر وحق يقابله باطل وجمال يقابله قُبح وكلها في صراع مستمر ، صراع المتناقضات ، فأينما وُجِدت حالة ما ، برز نقيضها ، فلا يبرز النقيض إلّا عندما يظهر الأصل ، فلا هدم من دون بناء ، ولا شر من دون أن يضع الخير بصمته ، والبقاء للأقوى _ وإن لم يدمْ _. فالحق فوق كل شيء ولا بد أن ينتصر حتى يتحقق العدل . وأردف قائلا : لذلك عندما خنقتني العَبْرة وانقطعت بي السُبُل وجموع المتفرجين حولي يترقبونني ، أسعفتني قلة أخرى ، فكان متنفسي … كل واحد منهم يعادل ضعفا فالإثنان تعادل أربعا والأربعة تعادل ثمانية متفرجين ، تَضاعف الأمل حتى أحسست بالغلبة والنصر ، استنشقتُ نسيما قلَّما استنشقْتهُ في الربيع ، فكان ربيع عمري لحظات عشتها معهم . اندحر المتفرجون وانبعث الأمل من جديد ( فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل )، فلا زالت الدنيا بخير . تلك إجاباته ، والأسئلة تنهال على بقية المتسابقين ، وحسن الخاتمة لمن غرس وردة في أرض متعطشة للجمال.

سامي شكرجي
29 / 3 / 2019

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

فتيلٌ من بقايا نبي

صحيفة نحو الشروق

اترك تعليقاً