الوسطية والاعتدال في الإسلام ______________البحر : الوافر بقلم: “زكيَّة أبو شاويش أُم إسلام”

هذه مشاركتي المتواضعة :
الوسطية والاعتدال في الإسلام ______________البحر : الوافر
غرورُ المرءِ يُفضي للرَّديم ___ إذا ما الحكمُ كانَ من العليمِ
وذا شكٌّ يباري كُلَّ حقٍّ ___ إذا كانَ السُّؤالُ عن القديمِ
فتاريخٌ يزوَّرُ كلَّ حينٍ ___ بإخفاءِ الحقائقِ من لئيمِ
أرى إنَّ الشريعةَ لا تداري ___ جهولاً إن قضى مثلَ اللطيم
وعلمٌ بالحلالِ أتى مُعيناً ___ يزيلُ الشَّكَّ عن عقلِ عقيمِ
وإن رمتَ الهناءَ فلا تجازفْ ___ بأيِّ رزانةٍ فوقَ الأديمِ
……………………
ولا تحسب دوامَ الحالِ شرَّاً ___ وفي التغييرِ تنغيصُ المقيم
ولا تسرِعْ لغيرِ الحقِّ ممَّا ___ يجولُ بخاطرٍ عندَ السَّقيمِ
وكن متعلِّقاً باللهِ واقبلْ ___ بكلِّ مقدَّرٍ تحتَ السَّديمِ
وجُد بالعفوِ بعدَ قضاءِ حقٍّ ___ فإنَّ الرزقَ من ربٍّ كريمِ
وللأعمالِ لا تمشِ الهوينا ___ وخذْ بالجدِّ تظفرْ بالحميمِ
ولا تقنطْ إذا ما فاتَ وقتٌ ___بتغييرِ المسارِ إلى السَّليم
…………………
ولا تقبل عطاءً من شحيحٍ ___ يريدُ الضِّعفَ من وصلِ النّديمِ
وخذ ما تستطيعُ ودعْ صعيباً ___ فليسَ المستحيلُ بمستقيمِ
وصاحب من أردتَ بلا عتابٍ ___ إذا ما طارَ يوماً كالظليمِ
وإذلالُ النُّفوسِ جرى بطاغٍ ___ فلا تأمن معاملةَ البهيمِ
وكن حذراً إذا ما زاغَ قلبٌ ___ إلى طمعٍ وميلٍ للوسيمِ
فربَّ صداقةٍ تردي أُسوداً ___ وربَّ عداوةٍ مرَّت كريمِ
……………………..
ولا تنسَ المحبَّ إذا توارى ___عن الأحبابِ من فقرٍ صريم
فخسرانُ الأحبَّةِ باتَ صعباً ___ على قلبٍ تعلَّقَ بالحليمِ
فكن وسطاً فكم حبٍّ تمادى ___وبعدَ الوصلَ فرَّ مع الغريمِ
وكم جلبت لنا الأفراحُ غمَّاً ___ إذا عينٌ أصابت من خصيمِ
وكلُّ مصيبةٍ تأتي بخيرٍ ___ إذا كانَ الرِّضى فوقَ الرَّديمِ
فأمراضُ الجسومِ لها دواءٌ ___وأمراضِ النفوسِ بلا مقيمِ
…………………
وإنفاقٌ يكونُ بغيرِ شُحٍّ ___ ولا سرفٍ ، يباعِدُ عن جحيمِ
وربٌّ بالعطاءِ يجودُ دوماً ___فهل للعبدِ من عقلٍ فهيمِ
تأمَّلْ في الخلائقِ كلَّ حينٍ ___تجدْ أنَّ الحياة من الرَّحيمِ
يجدِّدُ ما انتهى في كلِّ فصلٍ___ وإنعام الإلهِ بلا خطيمِ
فحمداً يا إلهي بعدَ حمدٍ ___ وتسبيحٍ وتهليلٍ عظيمِ
وصلِّ على الحبيبِ وآلِ بيتٍ ___وأصحابٍ لجنَّاتِ النَّعيم
…………………..
السَّبت 21 جمادى الأُولى 1443 ه
25 ديسمبر 2021 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

سلو االفؤاد للشاعرة السورية غنوة حمزة

سَلوا الفؤادَ سلوا الفؤادَ بلطفٍ عن مواجعِنالايُجدي للجرحِ بعدَ النزفِ تطبيبُ في بحرِ عشقٍ هوَت للقاعِ قافيتيوالشيبُ في إلهامٍ لايجديهِ تخضيبُ أغفو وأصحو على ذِكرى تعذّبُنيقد شابَ قَلبي وبعضُ الشّوقِ…

كأنك مطر بقلم بسام احمد العبدالله

كأنكِ مطر لا تسألي كيف أحبكِأنا لا أملك تفسيرًاكما لا تملك الريحُ مبررًا لجنونهاولا البحرُ سببًا لافتراسه اليابسة حين تغيبينتغلق المدنُ أبوابها، وتصير الأرصفةُ مبلّلة بالأسىكأنكِ المطرُولم تأذني للغيم أن…

اترك تعليقاً