الفتاة االصغيرة سارة قصة بقلم علي بدر سليمان الجزء الاول.

الفتاة الصغيرة سارة
بقلمي علي بدر سليمان

              الجزء الأول

يعلو صوت القصف وأصوات القذائف على كل شيء ويأخذ الناس بالصراخ والضجيج.
ويبدؤون بمغادرة منازلهم وسط حالة من الذعر
والخوف.
وكل منهم يحاول أن يأخذ أقل مايملك
من احتياجاته من الطعام واللباس والأغطية
ويساعد الناس بعضهم البعض في حمل الأغراض
والبعض الآخر يستقل سيارة حتى يبتعد عن
مكان الخطر وتساقط القذائف فوق رؤوس
القاطنين.
تبكي الطفلة الصغيرة سارة بحرقة وترتعد فرائصها
من شدة الخوف والفزع والدمع يسيل بغزارة على خديها الصغيرين الجميلين الذين يعكسان طيبة قلبها وبراءتها ونقاء سريرتها وهي تصرخ بقوة:
أسرعي ياأماه
أسرعي ياأمي أرجوك
أصوات الناس تعلو في الخارج
أصوات مرعبة في الجوار
البيوت سوف تسقط فوق رؤوسنا
الناس يرحلون
أسرعي ياأمي أرجوك
الأم:
لا تقلقي ياعزيزتي
سنذهب سويا
لا تذهبي بمفردك انتظري
دعيني أوضب الأغراض قبل أن نرحل ياابنتي
تعود سارة لتصرخ وتقول:
أسرعي ياأمي
فلم يبقى أحد غيرنا هنا
وتمسك سارة يد والدتها وتشدها
فتقول لها والدتها:
لا أقوى على الركض ياابنتي فما عدت قادرة
على الحركة بسرعة.
رويدك ياابنتي
وعندما غادرتا المنزل وبعد مسافة ليست ببعيدة
تنظر سارة إلى الكيس الذي تحمله والدتها
وتقول لوالدتها انتظري ياأمي أرجوك

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً