الغلاء الوحش

الغلاء الوحش

شعر /د.عبد الولي الشميري

أَيُّ وَحْشٍ كاسِرٍ لا يَنْثَني
أَيُّ أَفْعَى سُمُّهُ في بَدَني

والهُتافُ المُتَعالي جَزَعًا
ليسَ إلّا مِنْ حَريقِ الوَطَنِ

والضَّجِيجُ المُرُّ في حارَتِنا
لمْ يَكُنْ إلَّا نُواحُ الحَزَنِ

فالغَلاءُ الوَحْشُ لَيْثٌ جائِعٌ
يَنْشُرُ الفَقْرَ بأرضِ اليَمَنِ

ما على مَنْ ماتَ بِالجُوعِ إذا
لم يَجِدْ حَتَّى رُفاتَ الكَفَنِ

 عاطلًا يَلْوي بِلا شُغلٍ ولم
يَتَمَنَّ غَيرَ حُلْمِ السَّكَنِ

كُلُّ ما يَمْلِكُهُ في عُمْرِهِ
حُبَّهُ الأهلَ وبُغْضَ الزَّمَنِ   

      ماتَ مِنْ جُوعٍ، ومِنْ
هَمٍّ، ومِنبَرْدِ كانون، وداءٍ مُزْمِنِ

مُثْقَلاً في لَحْدِهِ، مِيراثُهُ
كَشْفُ أرقامِ الدُّيونِ المُتْقَنِ

وبَقايا مِنْ دُمُوعٍ سُكِبَتْ
فوقَ ثَوْبٍ أَثَرِيٍّ عَفِنِ

وبُنَيَّاتٍ على مضجعهِ
قُصَّرٍ يَرْضَعْنَ ثَدْيَ المِحَنِ 

   آهِ مِنْ قَومٍ رَأَوْا مَصْرَعَهُ
ومَضَوْا كالضَّاحِكِ المُسْتَهْجِنِ

ولَكَمْ قارون في أُمَّتِهِ
ماتَ (بليونير) مَوتَ المُدْمِنِ 

  • Related Posts

    سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

    سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

    سورية لا تخافي سلمان له وقفه

    يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

    اترك تعليقاً