الصواب بقلم: الأديبة “عبير صفوت”

مقال
الصواب
بقلم الأديبة عبير صفوت
لِعَمَل بِدَايَة فِكْرِيَّةٌ صَحِيحِه عَلَيْنَا الاِبْتِعَادُ عَنِ الْمُخَالَطَةِ وَعَدَم الْوُقُوع فِى الْخَطَّاء والمشاكل وَعَلَيْنَا صَوَابِهَا الِاحْتِيَاط .
الْبِدَايَات /
الْبِدَايَات لَهَا عِدَّةُ أَفْعَال ومسميات ، لَهَا وَاقِعٌ نَضَع أَنْفُسِنَا بِه ، أَو تضعنا الظُّرُوف بِهَذِه الْمَوَاقِف ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ مَا نَقَعَ فِيهِ ، لَكِنْ مِنْ الْجَائِزِ أَنْ نَبْدَأَ بِبِدَايَة سَهْلَة .
مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ عِنْدَ الْبِدَايَة :
الِاحْتِيَاطِ مِنْ الْوُقُوعِ فِى أُحْبُولَة .
مِثَال :
عِنْد الْهِجْرَة ، عِنْد الِانْتِقَال ، عِنْد صَدَاقَة الْآخَرِين ، عِنْدَ الدُّخُولِ فِى عَمِل ، عِنْد كِتَابِه قِصَّة ، عِنْد صِنَاعَة الْأَشْيَاءِ أَوْ التَّعَامُلَ مَعَ الشُّخُوص ، عِنْد تَحْدِيدٌ الْمَصِير ، عِنْد البَوْح بِرَأْي ، أَو التَّنَقُّلَ بَيْنَ الْمَوَاضِيع . . . إلَخ
الْمَخَاطِر :
هُنَاك الْكَثِير يَعْتَبِرُون الْهِجْرَة ، حَلّ الْمُشْكِلَة ، إنَّمَا الْبَطَالَة هِي نَاتِجٌ أَفْعَال الْإِنْسَانِ وَعَدَمُ التَّجْرِبَة وَعَدَم الْإِصْرَار وَالتَّدْرِيب عَلَى تَخَطِّي الْمُشْكِلَة .
الْهِجْرَة لَهَا قَرَارٌ مُحَدَّد مَحْسُوبٌ ، مِنْ الْجَائِزِ أَنْ النَّاتِج هُو الْمَخَاطِر الَّتِى تُؤَدِّي إلَى الْمَوْتِ ، إذَا حَلَّ الْهِجْرَة هُو الاِبْتِعَادُ عَنِ الفِكْرَة إذْ كَانَتْ نِهَايَتِهَا غَيْرُ مَحْسُوبَةٍ .
حَلّ البطالة/
حَلّ الْبَطَالَة هِي الثَّقَافَة وَالتَّطَلُّع وحسبان التَّجَارِب الَّتِى تخرجك مِن أُحْبُولَة الْبَطَالَة وَالتَّدْرِيب عَلَى التَّخْطِيط والتخطي .
عِنْد الِانْتِقَال إلَى عَمَلِ جَدِيد :
عَلَيْنَا التَّفَكُّر بجدية أَو نَعْمَل دِرَاسَة جَدْوَى لنصل إلَى نَاتِجٌ جَيِّد ، وَإِنْ لَمْ نَصِلْ إلَى هَذَا النَّاتِج ، فَعَلَيْنَا الِانْسِحَاب .
لِنَجَاح الِانْتِقَال :
عَلَيْنَا بِالثَّقَافَة وَالْعِلْم وَالتَّطَلُّع وَالْحِكْمَة
الصَّدَاقَة :
مِنْ الْجَائِزِ أَنْ تَكُونَ الصَّدَاقَة الْجَدِيدَة ، مِنْ الْأَشْيَاءِ الَّتِى تُقَلِّل مِن اجْتِهَادُك وَتُقَلَّل مِن وَقْتِك وتبعدك عَن النَّجَاح وَالثَّقَافَة وَالتَّقَدُّم ، إذْ عَلَيْك اخْتِيَار الْأَصْدِقَاء فِى بِدَايَة حَيَاتِك .
،،
عِنْدَ الدُّخُولِ فِى عَمِل :
عَلَيْنَا الاِبْتِعَادُ عَنِ حاقدين الْعَمَل ، إلَّا ننثاق نَحْو الْحِكَايَات وَالْخُرُوجُ إلَى الْأَمَاكِنِ الَّتِى تَأْخُذُ مِنْ جَهْدَك وَتَأْخُذ مِنْ وَقْتِ الْعَمَلِ وتهمش مِن جَمالِيَّة الشَّكْل الْعَامّ فِى السُّلُوك وَالشَّكْل الْخَارِجِيّ الأسلوبي .
عِنْد كِتَابِه قِصَّة :
الْبِدَايَة هِى مَا تَصَنَّف الْكَاتِب ، إِذْ كَتَبَ عَنْ الْإِيحَاء ، لَقَبٌ عَنْ كَاتِبِ الإيحاءات ، إِذْ كَتَبَ عَنْ الدَّيْنِ الْمُقْنِع ، لَقَبٌ عَنْ كَاتِبِ الدِّين الْمُقْنِع إِذْ كَتَبَ عَنْ الْجَرَاءَة لَقَبٌ بِكَاتِب الْجَرَاءَة وَهَكَذَا .
سيلازمك الْأُسْلُوب مدي حَيَاتِك .
مِنَ الصَّعْبِ التَّخَلُّصِ مِنْ الْأُسْلُوب المسبق .
عِنْد صِنَاعَة الْأَشْيَاء :
عَلَيْك الْحَذَر وَالْحُسْبَان عِنْد صِنَاعَة الْأَشْيَاء ، حَتَّى لَا تُحْدِثْ الْمَصَائِب والمشاكل ، والنهايات غَيْر الْمَرْضِيَّة .
التَّعَامُلَ مَعَ الشُّخُوص :
مِنَ الصَّعْبِ التَّعَامُلَ مَعَ الشُّخُوص ، لِأَنَّك تتعامل مَع نفسيات وشخصيات تَعُود لبيئتها الْأَصْل وَأَنْتَ لَا تُعْرَفُ الْكَثِير عَن خَلْفِيَّة هَذِه الشُّخُوص إذ احْذَر مِن التَّعَامُلَ مَعَ الآخَرِينَ الْإِغْرَاب إِلاَّ فِى حُدُود .
الِانْتِقَالِ إلَى الْأَمَاكِنِ :
مُشْكِلَةٌ الِانْتِقَالِ إلَى الْأَمَاكِنِ الْغَرِيبَة ، هِي اخْتِلَاف الثَّقَافَات وَاخْتِلَاف لِلْعَادَات والتقاليد وَاخْتِلَاف الطقوس ، مِن حِينَذاك أَن الشِّجَار عَلَى ابْسُط الْأَشْيَاء ، إذ عَلَيْنَا حُسْبَان التَّعَامُلَ مَعَ الآخَرِينَ فِى الأَمَاكِنِ الْجَدِيدَة الَّتِى نَنْتَقِل إلَيْهَا ، حَدِيثِه الْعَهْد .
عِنْد التمصير فِى قِصَّةِ :
بَعْض النِّهَايَات مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ تُعْجَبَ الْقُرَّاء ، إذ عَلَيْنَا الْحَذَر فِى اخْتِيَار النِّهَايَات حَتَّى لَا يَكُونُ هُنَاكَ اللَّغَط بَيْن الْآرَاء .
عِنْدَمَا يسئلونك عَنْ رَأْيِك :
بَعْض الْآرَاء لَك يعتربها الْجَمِيع ، مِن شخصيتك الأسَاسِيَّة ، لِذَلِك عَلَيْنَا حُسْبَان عَدَم البَوْح بِالرَّأْي الَّذِي يَأْخُذُ الْآخَرِين عَلَيْنَا بالسذاجة أَوْ يَأْخُذُ عَلَيْنَا الْآخَرِين بِسُوء الْفِكْر ، فَإِنَّ خَيْرَ الْأُمُورِ الْوَسَط فِى التَّعَامُل .
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ هُنَاكَ نِهَايَات كَانَتْ الْبِدَايَةُ لَهَا ، عَدَمُ الْعِلْمِ بِهَا وَعَدَمِ الثَّقَافَة وَعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ ، لِذَلِكَ كَانَتْ النِّهَايَات مُؤْلِمَة جِدًّا
عَلَيْنَا الْحُسْبَان :
فِى الزَّوَاج أَيْضًا ، فِى مُخَالَطَة الْآخَرِين ، فِى أَخَذ القَراَرَات ، فِى الْفُرْصَة وَإِلَخ
تَصْوِيب الأَخْطَاء بَعْد الْوَقِيعَة فِى الْخَطَّاء :
هَل نَسْتَطِيعُ أَنْ نصوب أَخْطَأْنَا بَعْدَ الْوُقُوعِ فِيهَا ، مِنْ الْجَائِزِ ذَلِك ، إنَّمَا أَيْضًا مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ نَبْدَأَ بِدَايَة أَخِّرِي يَكُونُ لَهَا الْفَضْل فِى خُرُوجُنَا مِنْ الْبِدَايَة الْقَدِيمَة .
نَحْن وَالْآخِرِين :
نَتَعَلَّم مِن بدايات الْآخَرِين النَّاجِحَة ونتعلم مِن المهارات أَيْضًا .
تَأْثِير الْأَفْعَالِ عَلَى الْآخَرِينَ :
لَيْسَت الْأَفْعَالِ فَقَطْ مِنْ يَحْتَسِبُهَا الْآخَرِين عِلْمٍ أَوْ حُكْمُهُ يَحْتَوِي بِهَا ، بَل السُّلُوك وَالطِّبَاعِ وَالْعَادَاتِ السَّيِّئَة والتخاذل فِى الْمَوَاقِف .
إذَا ، عَلَيْنَا أَنْ نَقِي أَوْلَادِنَا مِنْ طِبَاعِ الْآخَرِين السَّيِّئَة وَمَن سُلُوكِهِم الْغَيْر سَوِيَّة بِالتَّأْسِيس السَّلِيم وَرِعَايَتِهِم .
إِعاقَةٌ التَّفْكِير :
بَعْض البَرامِج . الافلام والمسلسلات تَصْنَع أفْكَار عُدْوانِيَّة أَوْ تَكُونُ بِمَثَابَةِ فِكْر سَلَبِي يعيق الْفِكْر الْإِيجَابِيّ ، يَصْنَع حَائِلٌ بَيْنَ هَذَا وَتِلْك .
التَّلَوُّث السَّمْعِيّ :
عَدَمِ الِاسْتِقْرَارِ الْبَدَنِيّ والذهني وَعَدَم حصولك عَلَى الرَّاحَةِ وَالهُدُوءِ الْكَافِي ، يَصْنَع مِنْك إنْسَانٌ مُتَوَتِّر مُنْزَعِج ، غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى التَّفْكِير السَّلِيم ، مِمَّا يُصْنَعُ إِعاقَةٌ بَيْنَك وَبَيْنَ التَّخْطِيط الْجَيِّد .
الْبِدَايَات لاَبُدّ لَهَا ، مِن اسْتِقْرَار مَعِيشِي مُعَيَّن .
الْبِدَايَات الصائبة وَالْبِدَايَات الْخَاطِئَة :
مِنْ الْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ بدايات خَاطِئَة أَو بدايات صائبة ، إنَّمَا الْمُشْكِلَة ، كَيْفِيَّةَ الْخُرُوجِ مِنْ الْبِدَايَات الْخَاطِئَة ، وَهِي عَمِل بِدَايَة أَخِّرِي نَاجِحَة تأخذك إلَى خَارِجٍ الْبِدَايَة الْخَاطِئَة الْقَدِيمَة
لِكَي تَنَجَّح الْبِدَايَات :
لاَبُدَّ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ اسْتِعْدَاد مَادِّيٌّ وثقافي وفكري وأدبية وَفَنِي ، لِكَي تَسْتَطِيعُ أَنْ تَفَكَّر بِكُلّ الْعُقُول ، وتستنتج النِّهَايَات الْمَعْقُولَة .
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC هو مؤسسة تعليمية متخصصة تهدف إلى توفير برامج تدريبية متميزة تساهم في تطوير المهارات وتعزيز فرص العمل للمشاركين. يعمل المركز بالتعاون مع #الشبكةالأهليةللتعليم NEN، وهو…

هل الطلاق حل بقلم الكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

هل الطلاق حل؟ لا يحدث الطلاق إلا بعد الزواج. للطلاق أسباب متعددة، ورغم قوة المرأة ، فإن الرجل يُعَّدُ لها سندًا كما هي له، حيث يتكامل دورهما في الحياة. لا…

اترك تعليقاً

مختصرات

في سحره غنى الفؤاد بقلم الشاعر الدكتور عمار القحوي

  • مايو 7, 2025
  • 37 views
في سحره غنى الفؤاد بقلم الشاعر الدكتور عمار القحوي

إحتفالا باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة

  • مايو 4, 2025
  • 80 views
إحتفالا باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة

احتفاءًا باليوم العالمي لحرية الصحافة

  • مايو 3, 2025
  • 66 views
احتفاءًا باليوم العالمي لحرية الصحافة

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

  • مايو 1, 2025
  • 79 views
مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

المخرج محمد خميس يشجع على حضور مهرجان مالمو للسينما العربية

  • أبريل 27, 2025
  • 31 views
المخرج محمد خميس يشجع على حضور مهرجان مالمو للسينما العربية

نقابة الفنانين في سورية تكرّم فضل شاكر و تكشف سر منحه العضوية

  • أبريل 26, 2025
  • 42 views
نقابة الفنانين في سورية تكرّم فضل شاكر و تكشف سر منحه العضوية