الصباح ملك //بقلم م.وائل السعدني

الصباح ملك.

ها هو الصباح قد أتى واثقاً من نفسه كثيراً، و كيف لا يكون مفرط الثقة هكذا و هو كملك أرسل وفوده للناس لاستقباله.
فقد أرسل ضوءا خافتا عجيباً قد غلبت عليه ألوان شتى من أسود لأسود و رمادي لرمادي فاتح مشوبا بحمرة كحمرة خجل فتاة جميلة أحست أن العيون كلها تترصد حركاتها و سكناتها، هل اكتفى الصباح بهذه الوفود؟
بالطبع لا فهو ملك له حجمه و لذلك أرسل شعاع رقيق خافت من شمسه لكي يمهد الطريق لهذا الملك القادم.
الضوء يزداد شدة و عنفوانا و لكي ينتبه الناس لهذا القادم المبجل إذا بالشمس تحث الناس على الانتباه فأرسلت مع شعاعها بعض الدفء المشوب بالحرارة.
و فعلاً إنتبه الناس و قاموا من رقدتهم و أخذوا يغتسلون و يتحضرون لاستقبال الضيف المهم.
و في موعد اللقاء تماماً خرج الناس، خرجوا و كلهم ترقب و فرح فهذا الضيف ليس ضيفاً ثقيلاً على النفس التي دأبت على الشكوى من كل آت و طارق، فهذا الضيف ينير لهم طريق حياتهم و يمنحهم شعوراً بالأمل.
يخرج الناس منتبهين و قد تهيأوا للقيام بأدوارهم المنوطة بهم و التي فرضها عليهم هذا الصباح.
الصباح عندما يعطي الأمل لا يعطيه للخاملين و الكسالى و لكن يعطيه للمفعمين بالحيوية و النضار، يعطيه لمن يريد أن يكون في حال أفضل من حاله.
و بعد أن يرى الصباح رعيته الذين اختارهم يبتسم للناس ابتسامة جميلة عجيبة يحسها كل من رآه، فهي ابتسامة على هيئة مكافآت تتنوع في كينونتها من رزق و سعي و ربح و تعارف.
هل هذا الصباح يختص الناس فقط بهذه المكافآت و العطايا؟
الجواب نراه في زقزقة العصافير و تمايل الأزهار.
الصباح يعطي لكل من يريد أن يراه كل ما يتمناه فهو يتعامل كملك و هذه عادة الملوك الصالحين.
وائل السعدني

Related Posts

شاعرة تتاهت منها حروفها لزهرة الحروف اسيا حملاوي

شاعرة…تاهت منها حروفها وإن غبت عن مضمار الشعرمزقت دفاتر حروفيكسرت أقلام قصائديقلمت أظافر كلماتيفقل ضاع الشعر مع احساسشاعرتيوصمت البوح مع شهرزاد حكايتيوذبح ديك الحببعدما نفت الزمان كل ريشهوهاجرت أساطير الغراممع…

أنا والضمير بقلم هناء ميكو

أنا والضمير بقلم هناء ميكو أنا الكل في مملكتي لما أكون الجزء في العراءأنا الكل في روح ابداعي لما أكون الجزء في مادة ألواني أنا الكل في سمو جماليلما أكون…

اترك تعليقاً