الجنون بإيديهم….. بقلم الأديبة عبير صفوت

النزوح إلي عَالم آخر عَلي أَرْض الوَاقع هُو التَّنَازل عَنْ الْعِنَاد وَالتَّحَاور واللُّجوء إلَيّ فكَره تسلَّم لَهَا افكارك حَتَّي الْمَوْت ، هُو التَّخَلّي عَنْ كُلِّ مَا يحَدَّد هوايتك أَو يلقبك إِنَّكَ إِنْسَان .

هَلْ أَنْتَ صَاحِبُ مِيرَاث ؟ ! ذَات طَبِيعَة فسيولوجية خَاصَّة ، عِنْدَمَا يَرَاك البَعْض ، يعقبون عَلي رُؤْيَاك التي تَكُون فِي أَعْيُنِهِم ، مُثِيرة لِلغَرَابَة ، تتحاكي بِهَذَا الْأُسْلُوب الَّذِي يتْرُك بَصْمَة سَلْبِيَّة فِي أَذْهَانِ الْآخَرِين .
دوافع التَّحَوُّل النَّفْسِيّ /

التحولات النَّفْسِية لَهَا الكَثِيرِ مِنْ الدوافع ، بيئية ميراثية أَو تَعُود إليّ التغيرات الحياتية أَوْ إلَي الجينات .

المراحل الَّتِي يَمُرُّ بِهَا الْعَقْل وَالذَّات والشخصية والصدمات الَّتِي بَيْنهم ، رُبّما تأخذك إلَيّ مُنْحَدِر آمَن ، أَو تأخذك إلَيّ مُنْحَدِرٌ خَطِير .

يَتَوَقف مرسي المنْحَدَر الأَمْن عَلِي عِدَّة عوامل)

حَسَنٌ صِحَّة البِيئَة الأَصْل ، حَسَنٌ سُلُوك الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ ، حسَن سيكولوجية الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ .

حَسَنٌ تَوْرِيد التَّعْلِيم الصَّحِيح وَالثَّقَافة الْعَامة ، حَسَنٌ التَّعَامُلَ مَعَ الآخَرِينَ فِي نِطَاقِ ثقافتك المَحْدُودَة .

عَدَم التجراء مِمَّا لَا يدفعك للصدمة مِنْ بَعْد التَّعَامل .

التَّمَسُّك بِسِلَاح العَادَات والتقاليد وَالدَّيْنِ فِي حُدُودِ تُفْهِم الْعَقْل .

الْمُنْحَدَر الْخَطِير #

يُولَد الْمُنْحَدَر الْخَطِير مِن ظُروف عَمِيقَةٌ ، ظُرُوف سَيِّئَة نَابِعَة مِنْ خِلَافِ ذَاتِيٌّ مَعْنَوِيٌّ خَلْقِي ، يضفي عَلِيّ الْأَبْنَاء وَالْمُجْتَمَع رَدّ فَعَل مُبَكِّر ، يَخْرُجُ عَنْ الْمَأْلُوفِ الْعُمَرِيّ الْمحدد .

يتجراء العُنْصُر حَتَّي تَنْمُو بِدَاخِلِه رَغَبَات متشتتة مُبَكِّرَة وخطيرة ، لَهَا رَدُّ فَعَل مَأْسَوِي لَا يَسْمُو لِصَاحِبِه أَبَدًا ، يَأْخُذُه إلَيّ خَلْف بِـينة الْفَهْمِ مِنْ عِنْدِ زَاوِيَة التَّدَنِّي الأخْلاقِي .

يَنْضَج الفِكْر البَرِّيّ يَتْلُون بِالخَبَث ، يَضِيع بَيِّنٌ إلَّا مَعرِفَة وَعَدَم الِاهْتِمَام .

خِلَاف المُنْحَدَر السّيئ ، بِدَايَة التنمر واللجوء إليّ التَّجَارب السَّافِرَة لنفسية الخافتة الملتوية .

حَسَنٌ الأَقْدَار /

رُبَّمَا تساعدك الْأَقْدَار عَلي بِيئَة رَائِعَة عَلي مَحْمَل التَّخَطِّي إنَّمَا سَيَكون هُنَاك ذَلِك الشّي الَّذِي دوماً بداخلك يُعَذَّب حَالُك .

التَّخَطِّي وَالتَّجْدِيد فَقَط هُمَا مَا يدفعك إلَيّ بِنَاء نَفْسِيَّةٌ جَدِيد وَفِكْر مُخْتَلَفٌ ، إنَّمَا احْذَر التَّجَرد مِنْ الِاسْتِمْرَارِ فِي الِاخْتِلَافِ النَّاجِح .

هَل يَجْتَمِع ؟ ! العِلْمِ وَالجَهْلِ الْقَدِيم سَوِيًّا /

أَقُول نَعَم وَلَيْسَ بِالطَّبْع ذَلِك ، هُو سِلَاح ذُو حَدَّيْن ، الثَّقَافَة وَالعِلْم ووجيعة قَدِيمَةً كَانَتْ الذَّاتُ بِهَا جَاهِلَة ، قَد رَثَّت لَهَا الْمَشَاعِر فِي مِحْنَةٍ .

الْعِلْمِ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ عَلي الْحَجَر ، وَكُلِّ كَلِمَةٍ وَحَرْف وَفَعَل هِيَ عِلْمُ فِي ذِهْنِ الصَّغِير ، يَتَعَلّم مَا يُفْهِمُهُ وَيُشْعِر بِمَا يَحْتَكّ بِه كيانة الصَّغِير .

كَيْفَ يَكُون حَالَ الصغار ؟ ! عِنْدما تَحْيَا بِهِم أَصَابِع الاتِّهَام ، تراودهم مَشَاعِر مُبَكِّرَة ، تَسْرِق مِنْهُم الطُّفُولَة وَالْبَرَاءَة وَتَصْنَع خِلَافُ ذَلِكَ ، مُسْتَنْبَطٌ مِنْ الِاستِهْلَاك .

.عُقُول صَغِيرة واجسادا زَادَهَا الِاحْتِمَال ، اُتُّجِهَت إلَيّ التَّجَرد حَتَّي مَسْلَك الغاوية ، أَوْ العقد النَّفْسِية .

يَسْكُن الطِّفْل بِيبيت الْجَهْل الفِكْرِي ، ويرحل الْعِلْمِ مِنْ عُقُول المهمشين .

قَصِيدٌ المقتبل الْعُمَرِيّ ، الْخُروجِ عَنْ الْمَأْلوف بَيْن التَّجَارِب الْعَمِيقَة الْمُؤَثِّرَة التِي مِنْ خِلَاف الِاتِّبَاع لَهَا ، يَكُون تَمَرْكَز الْهَيْئَة بَيْنَ الصِّغَرِ وَالكِبَرِ ، ذَات تَجَارِب متجرأة قَاسِيَة .

الوَاقِع الْقَدِيم /

يَخْجَل الْجَمِيعِ عَنْ ذِكْرِ الْوَاقِعِ الْقَدِيم ، يَهْرُبُ مِنْ الصُّوَرِ الَّتِي تطاردة كالأشباح لَا يَقُومُ بمواجهة نَفْسِه الْمَرِيضَة الْخَائِفَة ، حَتَّي تُصْبِح الْوَاقِعَة دَاءٌ ، لَا يُمْكِن التَّخَلص مِنْه.

التَّلَاعُب بِالدَّاء مِصْيَدَة الرَّغَبَات /

هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ النَّظْرَة تَفِي بِالغَرَض ، وَالْكَلِمَة تَصْدُرُ مِنْ شخصية والشخصية تَعُود لِرَدّ فَعَل ، وَرَد الْفِعْل الْمُتَكَرِّر نَتَبَيَّن مِنْه مكامن الذَّات لِلْآخَر وَتِلْك الْمَسَاعِي الَّتِي تَأَوَّلَ إلَيّ دَاخِلٌ الْعَقْل وَالشُّعُور وَالْجَسَد .

عَوَامِل متراكبة مِنْ الصِّغَرِ حَتَّي النضوج ، لَن تَتْرُك الذَّات ، هِي وليفة شعورك ، تَعِيش بَيْن أفكارك وَتَحْيَا بَيْن أَوْقَات فَرَاغِك .

يُبْحَث الأعْدَاءَ عَنْ تاريخك ، وَعَن نِقاطٌ ضَعْفَك وَطَبِيعَةٌ الِاحْتِيَاج إلَيْك .

حَتَّي يَقُومُوا بتضخيم محنتك الْقَدِيمَة ، خَبِيئَة صَدْرِك ، وَيَعْمَلُوا عَلِيّ الإطاحَة بذاتك الْجَدِيدَة .

رُبَّمَا تَكُونُ خطاءك الْوَحِيد ، أَوْ نُقْطَةِ ضَعْفَك ، إنَّمَا لاَبُدَّ مِنْ الْمُوَاجَهَةِ وَالتَّخَلُّصِ مِنْ عَادَة مستبدة .

الثَّقَافَة وَالْهُرُوب /

لَا يَتَقَابَلا كُلًّا مِنْ الْعِلْمِ وَالثَّقَافَة وَالْهُرُوب إلي الْجَهْل بِغَيْر وَعِي .

هَذَا مَا تَعُود عَلَيْهِ الْعَقْلُ لَحْظَة هُرُوب ، رُبَّمَا بِهَا الخُرُوجَ عَنْ المَأْلُوف ، رُبَّمَا بِهَا مُوَاجِهَة العَالم الَّذِي جِنِّيٌّ عَلِيّ الذَّات الْبَشَرِيَّة ، أَوْ رُبَّمَا بِهَا لَذَّةً مِنْ الْوَهْمِ الْوَقْتِيّ .

النِّهَايَة مُزِيلِه بابدية مُقْنِعِه بالسَّراب .

الِاعْتِقَادَات المغلوطة /

الْإِيمَان بِالِاعْتِقَادَات المغلوطة ، وَالأَفْعَال التأثيرية عَلِيّ الْعَقْل وَالذَّات ، لَهُم ردود مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي لَهَا كُلُّ التمحور لِتَغْيِير حَيَاة الْإِنْسَان .

الأيديولوجيا الحَدِيثَة وَلِيدَة الْخَلَاء ، نحصد مِنْهَا تَغْيِير ذَاتِيّ نَفْسِي سيكولجي يُؤَثِّر عَلِيّ أَدِيم الْفِكْر .

التنمر الْخِلْقِيّ واللجوء لِاتِّبَاع مَسْلَك جَدِيد .

الْجَهْل وَالْهُرُوب مِن بَوَّابَة الْوَعْي ، وَالْقُنُوط فِي بِئْرٍ اللاَّمُبالاَة وَالْمُتْعَة .

التَّنَازُلُ عَنْ حَقِيقَة الْوَاقِع ، وَالسَّعْي خَلْفَ الْمَجْهُول .

التَّجْرِيد مِنْ الْعِلْم .

التَّخْوِيف مِنْ فِقْدَانِ الْمُتْعَة المسيطرة عَلِي الكِيان ، مِنْ أَجْل اقْتِنَاءِ الْمَالِ أَوْ السُّلْطَة .

اللَّعِب بالمشاعر ، وَتَحْوِيل الْفِكْر الْإِيجَابِي إلي فِكْر سَلَبِي بأحقية الرَّغْبَة وَعُلُوّ شَأْنُهَا كَحَقّ مُكْتَسَب .

دُور الشَّخْصِيَّة /

دُور الشَّخْصِيَّة هُنَا كَفِيلٌ بردع الْمُتَلَاعِب أَو بالاستمالة أَسْفَلِ قَدَمَيْهِ .

كَبْش الْفِدَاءَ هُنَا يَعْشَق الْمُخَاطَرَة ، يَكُون مُطِيع فِي الاستِقْطَاب ، يُشْعِر بِلَذَّة التَّنازُل وسمو الْجَهْل والتهميش والإنتحار بِبِئْر ضَبابِيَّة غَامِضَة .

يسيطر عَلَيْه المسيطرون بشتي الْأَسَالِيب ، يَتَلَاعبون بقدامي رغابتهم الْمَدْفونة وباعتقادهم المختبئ فِي نُفُوسِهِم .

الْمَشَاعِر هِي طَرِيق الاستِقْطَاب وَالسَّيْطَرة عَلي الذَّات الْقَوِيَّة ، تَسْلب مِن كبريئها وتتجرد مِن صمودها ، يَأْخُذُهَا الْمُرَوض إلَيّ حَلَبَة التعود .

عِنْدَمَا تتمرس يَزْرَع بعقلها سَمُوم الْأَفْكَار ، يُمْنَعُ عَنْهَا الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَيُلْقِي بِهَا فِي جَوْفِ الْجَهْل .

تتنازل الضَّحِيَّة عَنْ كُلِّ مُقَاوَمَة ، لَا تَفَقَّد الطَّرِيق خَاصَّتِهَا الَّذِي يستقطب ضَعْفهَا ، لِأَنَّهَا تَعَوَّدَت عَلِيّ لَذَّة الضَّعْف وَلَذَّة التهميش وَلَذَّة الضَّيَاع .

هِي تُحِبّ الضَّيَاعَ فِي الِاعْتِقَادِ الْخَاطِئ وَتَمْتَنِع وَلَا تُعَبِّر ، وتتناسي وَلَا تَتَذَكَّر ، وَإِن تَذَكَّرْت تُخَالِف الْوَاقِعِ فِي رُؤْيَاه .

تَكُون الشَّخْصِيَّة الْجَدِيدَة فَارِغَة ضَائِعَة ، تَحْيَا بِكُلّ الْمُسَمَّيَات المتدنية ، لَكِنَّهَا لَن تتنازل أَبَدًا عَنْ الطَّرِيقِ الَّذِي يُصِيبُهَا بِلَحْظَة مِنْ الْجُنُونِ حَتَّي الضَّيَاع .

الْبَعْضُ مِنْهُمْ /

نُرِي الْبَعْضِ مِنْ المتغافلين عَن مُوَاجِهَة الْوَاقع ، يؤيدون شَخْصًا مَا ، الشَّخْصِ الَّذِي اسْتَطَاع كَشْف مكامن الذَّاتِ بِهَذِهِ الشخصية الأثيرة والمتيمة بِه .

يَطْرق المستقطب عَلِيّ الْحَدِيد بَعْدَ أَنْ يَأْخُذَه نَحْو دَرَجة مِنْهَا يُعِيد بِنَاء تَشْكِيلة .

نَحْو أَغْرَاضِه الْخَاصَّة أَو إلي الْجُنُون النَّفْسِي .

  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

    مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC هو مؤسسة تعليمية متخصصة تهدف إلى توفير برامج تدريبية متميزة تساهم في تطوير المهارات وتعزيز فرص العمل للمشاركين. يعمل المركز بالتعاون مع #الشبكةالأهليةللتعليم NEN، وهو…

    هل الطلاق حل بقلم الكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

    هل الطلاق حل؟ لا يحدث الطلاق إلا بعد الزواج. للطلاق أسباب متعددة، ورغم قوة المرأة ، فإن الرجل يُعَّدُ لها سندًا كما هي له، حيث يتكامل دورهما في الحياة. لا…

    اترك تعليقاً