التكبر بقلم زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

التَّكبُّر _______________________________البحر : الوافر
علامَ رفعتَ أنفكَ بازدراءِ ___على من كانَ يحلمُ باللقاءِ
تغيَرَ كلُّ شيءٍ مذ رحلنا ___ ووصلٌ كانَ في ذاتِ المساءِ
وقد ودَّعتُ خِلّاً لا يبالي ___ بما قد كنتُ أحملُ من مضاءِ
لقد كانَ الوداعُ على رصيفٍ ___ وذاكَ الباصُ يأخذني لناءِ
وقد مرَّت سنونٌ لا تراني ___ سوى فردٍ تباعدَ عن بلاءِ
أحقَّاً كانَ هذا كُلُّ قصدي؟! ___ وقد أمَّلتُ نفسي بالنَّقاءِ
…………………..
لقد عانيتُ في بلدٍ غريبٍ ___ وكانَ العيشُ مع خبزٍ وماءِ
وطالَ بي المقامُ وقد سلمنا ___وذاك الشوقُ يُصلبُ بالتنائي
وذكرى لا تفارقني لأهلٍ ___وقلبُ قد تعلَّقَ بانتمائي
لأرضٍ قد سبكتُ بها حياتي ___ وللأغرابِ أرنو باستياءِ
وها قد عدتُ مشتاقاً لخلٍ ___ولا أسفاً على أيِّ ارتقاءِ
فبعدٌ قد يجبُّ الحبَّ منّا ___ وكلُّ الحبُّ في زمن الوفاءِ
…………………
تحررت المشاعرُ من كثيرٍ ___ من الأطماعِ تعلو في سمائي
وهانَ المالُ والحاجاتُ تُقضى ___بكلِّ سماحةٍ لا لاجتراءِ
على قانونِ من يقضي بعدلٍ ___ وأعمالٍ لهُ تَرضَى بِنَاء
وما قابلتُ يوماً من تعدَّى ___ على صدقٍ يجولُ معَ الفناءِ
ومافكرتُ يوماً أن أُلاقي ___ صديقاً قد تنكَّرَ لاحتوائي
………………..
ألا إنَّ الوفاءَ لهُ بريقٌ ___ يضيُ ظلامَ من تَحتَ اللواءِ
فهل كانت صداقتُهُ نفاقاٌ ___أم التفَّت بثوبٍ من رياءِ
أينسى كلَّ ودٍّ كانً منَّا ؟!___ وقد كنَّا الدواءَ لكلِّ داءِ
ألا إنَّ التكبُّرَ باتَ يزري ___ بمن صعد المناصبَ بالتواءِ
وقد شمخت أنوفٌ قد تعامت ___عن الأصحابِ من بعدِ ارتواءِ
وقد جالت بكبرٍ قد يوازي ___ شياطينَ الجحيمِ مع استواء
………………..
حمدتُ الله أن راقت خصالٌ ___ لأشرافٍ أتوا من كلِّ ناءِ
ترحبُ بالقريبِ لكلِّ قلبٍ ___ وتفرحُ بالسلامةِ من حداءِ
فسبحانَ الَّذي أعطى فؤاداً ___دروساً لا تزولُ معَ الهناء
وحسبي أن أجودَ بكلِّ ودٍ ___ لمن يعلو على كلِّ ابتلاءِ
وأنسى كلَّ مغرورٍ تعالى ___ بكبرٍٍ ليسَ يُهضمُ كالعداءِ
صلاةٌ والسلامُ على حبيبٍ ___ وأصحابٍ لهم كلُّ الولاءِ
…………….
الأحد 27 جمادى الآخرة 1443 ه
30 يناير 2022 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

بسام العبدالله بن احمد حاصل على الاجازة في كلية التربية قسم معلم صف ودبلوم تأهيل التربوي من جامعة دمشق لديه العديد من القصائد وحاصل على العديد من بطاقات الشرف والتقدير من العديد من المجلات العربيه وحاصل على جائزة جمعية الرواق الثقافية

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

اترك تعليقاً