الأزمات والكوارث بقلم الكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

الازمات و الكوارث
***
مفهوم الأزمة والكارثة وأسبابها إما طبيعية أو بشرية , وعادة ما تكون غير مسبوقة بإنذار , وتتطلب إتخاذ إجراءات غيرعادية للرجوع إلى حالة الاستقرار , وقد تؤدي الكارثة إلى ما يسمي بالأزمة , وبالعكس .

فقد تؤدي الأزمات إلى كوارث إذا لم يتم إتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمواجهته.

قد تحدث الازمة او الكارثة فجأة ، فقدان عزيز بالموت ، بالخطف ، بالإختفا المفاجئ مما يسبب صدمة لكل اهل البيت ، ثم للعائلة و منهما للمجتمع .

كيفية التعامل معها ؟
ليس كل إنسان قادر على إحتمال الصدمة او الكارثة ، منهم من يصاب بالهلع ، نوبات صراخ ، فقدان الوعي ،و منهم بالشلل الفكري ، لا يعي ما يفعل او يسمع ، و منهم قلة تكون عندهم رباطة الجأش و الوعي بالسيطرة على الوضع ، تحَّمل و مراعاة كل ما يجري و مع من يجري ،و تكون الأولوية للاكثر مصابا او ضياعا ..

التفكير الجدي و الفعال برؤية الصعاب و تقيم الخسائر الناتجة عن الحالة ، الإيمان بان ما حدث عليه التعامل معه ، ان كان بالموت ، الإتصال بمن بيده التعامل مع الجثمان ، لحين موعد الدفن .
تحضير كل ما يلزم لهذه الحالة مع المعنين بالتعاون مع الأهل و الأقارب و اذا توفر الاصدقاء المخلصين .
التاكد من إستيعاب اهل البيت الذين اصيبوا بالذهول او بالهلع بانهم قد إستوعبوا ما حدث .
إما بغياب او خطف عزيز ، إبلاغ الامن بما حدث ، ترقب الاسواء حتى جلاء الحقيقة .
و الادهى من هذه الحالات ، الكوارث الطبيعية كالزلازل ، او إنفجارات ، او حرب غير مقدر لها كما حدث في لبنان في العام 2006 .
فجأة إنقطعت الطرقات ، التواصل الهاتفي ، النت ، اصبح الشعب معزولا، الناس في هلع ، من ركض من منزله تاركا باب بيته مشرعا بسبب الدوي الهائل ، غالبية البيوت مشرعة و سكانها إما في الطوابق السفلية عند الجيران او يحتمون تحت الدرج و ما من مكان امان، و الفكر مشغول على منهم في اعمالهم ، قصف الطيران المهول ، ما من ملاجئ …
كل ذلك جعلنا نهدئ من روع الجيران من هلع او صدمات نفسية ، لكن و الحمدلله ما من منزل سرق منه حتى قشة ، كل هذه الحالات سببت للجميع مع الوقت الأمراض النفسية اهمها القلق ما من احد إستطاع ان يحمل معه ما خف حمله و غلى ثمنه ، حتى منهم من لم يكن يحمل مالاً .
اين الحل ؟
الحل بالإستيعاب اولا ،إستيعاب ماذا و من ؟ الغموض مسيطر ، حرب بدأت معلوم مع من ، لكن كم ستدوم ، المتواجدون اصبحوا كمن في علبة من السردين اكتظاظا ، انين ، خوف صامت، هلع باصوات مرتفعة ، ما تأثير كل ذلك ؟؟؟عنصر مفاجئ غريب ليس الجميع قادر على تحمل تبعاته.
ما من حل بالأفق ، البعض جائع ، الاخر عطش ، منهم من ارتفع ضغط دمه قد يتحول الى ازمة قلبية ، والذي يراعي هذه الحالات يتعب اكثر منهم يصبح همهم على كاهله ، كل ما جرى نتيجة لازمة او كارثة لم تكن متوقعة …
العناصر كثيرة ، لكن في هكذا حالة حتى الوقت غير متاح لإتخاذ اي قرار .
إذ بسيارة تصل الى البلدة ، تبينا سيارة من ؟ سيارة احد السكان قائلا: الله خلصني الجسور تقصف وصلت باعجوبة ، زاد الهلع عند الحضور . افق الجميع ضائع ، الاولاد يئنون خوفا و جوعا ، من لها القدرة من الامهات توجهت الى منزلها لإحضار ما توفر عندها من طعام لإطعام من يريد ان يأكل ، علهم بالاكل يتغافلون قليلا عن ما يجري…
ثم حان وقت التفكير بالإحتواء بقدر الممكن لغاية إنجلاء الامر ، تم احضار مسلتزمات للوقاية ، ادوية لمن بحاجة ، اغطية في حال النوم ، امهات اجبرن انفسهن على الشجاعة رحمة باطفالهن ، غادرنا الى منازلهن لإحضار الحليب و حاجيات اطفالهن ، فاصبح هذا المنزل يعج و يضج بالناس و ما يحتاجون اليه للبقاء ( هذا صراع البقاء )
الصبر عند المسنين بيننا تقبلوا ما يجري بالصبر و المساعدة و التهدئة .
خف القصف ، بعد ايام ، من فكر بالعودة الى منزله ، و منهم من غادر البلدة الى الجبال ، و لكن حتى الجبال لم تسلم …
انتهت تلك الحرب ، عاد من غادر لتفقد ممتلكاته ، لإحصاء خسائره ، كان للوقت اهمية كبيرة ، لإعمار ما تهدم حتى عودة الحياة الى طبيعتها ..
اشاعات كثيرة تضمنت تلك الفترة ، تعلمنا فيها كيف ندير حياتنا ، ترقب الاسواء ، إنتظار الفرج ، التفكير بالسلبيات و بالإيجابيات ، افق الإيجابيات مسدود نعيش اللحظة ..
كان القرار في وقته ، تحاشي سؤ الفهم لانه يؤدي الى المهالك .
كانت الإدارة إرتجالية لا عشوائية، للسيطرة على القرارت كونها مصيرية ، تحاشي اليأس ، كبت إستعراض القوة المبتذلة ، التصرف بحكمة، هكذا كان الوقت يحكم .

ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
2024/2/25

Related Posts

الصبر بقلم الكاتبة والأديبة اللبنانية ملفينا ابومراد

الصبر كم قيل في الصبر من المحاسن، حتى في الكتاب المقدس، حيث يُعدّ الصبر من ثمار الروح، ومن علامات الرجاء والإيمان .ففي رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (8:‏25)، يقول“لَكِنْ…

وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

اترك تعليقاً