
بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَى
وَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَا
رَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌ
فَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَا
هُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُ
وَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا
بِمَوْلِدِهِ اهْتَزَّتْ رُبَى الْأَرْضِ بَشْرَةً
وَغَنَّتْ سَمَاءُ اللَّهِ تَسْبِيحَهَا شُكْرَا
وَلَوْلَاهُ مَا اهْتَدَتْ رَوَابٍ بِخُضْرَةٍ
وَلَا أَثْمَرَتْ أَغْصَانُهَا نَفَحَاتِ بُشْرَا
وَلَوْلَاهُ مَا سَارَتْ بَنِي الْبَحْرِ سُفْنُهَا
وَلَا سَكَنَتْ أَكْوَانُنَا رَحْمَةً غُمْرَا
يَتِيمٌ وَلَكِنْ رَفْرَفَتْ فَوْقَهُ الْعُلَا
فَكُوِّنَ مِنْ صِدْقِ الْهُدَى عَزْمُهُ الْكُبْرَا
وَمِنْ كَفِّهِ فَاضَتْ عُيُونٌ مُبَرَّأَةٌ
وَسُبِّحَ حَصْبَاءٌ وَأَظْلَالُهُ الْخُضْرَا
وَحَنَّ إِلَيْهِ الْجِذْعُ يَبْكِي وَشَاقَهُ
فَكَيْفَ بِقَلْبِي لَوْ تَنَاءَى وَمَا حَضْرَا؟
إِذَا قَامَ فِي بَدْرٍ رَأَيْتَ وُجُوهَهُمْ
تَلُوذُ بِهِ كَالْبَحْرِ إِذْ جَاشَ أَوْ زَخْرَا
وَيَوْمَ أُحُدٍ لَاحَتْ سُيُوفٌ وَغَيْرُهُمْ
فَرُّوا وَمَا فَرَّ الْحَبِيبُ وَلَا غَدَرَا
وَبَدْرٌ تَرَى جِبْرِيلَ يَخْفِقُ جَاحِدًا
بِجُنْدٍ مِنَ الرَّحْمَنِ قَدْ أَحْدَثُوا نَصْرَا
وَمِعْرَاجُهُ الْآيَاتُ أَوْضَحُ بَيِّنَةٍ
رَآهَا، فَسَامَى الْمَلْأَ وَارْتَفَعَ الْأَمْرَا
فَأَمَّ جَمِيعَ الْمُرْسَلِينَ وَخَلَّفُوا
لَهُ الرُّتْبَةَ الْعُظْمَى وَمَا بَلَغُوا قَدْرَا
وَأَكْمَلُ مَنْ جَاءَ الْبَرَايَا بِرَحْمَةٍ
وَأَوَّلُ مَنْ يَأْتِي لِشَفْعَائِنَا فَخْرَا
فَيَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ مَا انْهَلَّ مَطَرٌ
وَمَا أَزْهَرَتْ فِي الْأَرْضِ رَوْضَتُهَا زَهْرَا
وَكُنْ لِي شَفِيعًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي
يَوْمٍ تَزِلُّ الْأَقْدَامُ، يَوْمٌ بَهُوَ أَكْبَرَا
فَإِنِّي ضَعِيفُ الْحِيلِ أَلْتَجِئُ الرَّجَا
إِلَيْكَ، وَمَا أَحْلَى مَلَاذَكَ إِذْ يُسْتَجْرَا