الكاتبة: سندس بلمرابط
خاطرة بعنوان:إختفاء غامض

ظننت أن العالم الآخر مجرد خرافة ، مثل ‘الغول’ الذي أخافتني به أمي في الصغر لكي أنام
في زاوية الغرفة عالم ثاني يريك كل شيء بوضوح، فقط يجب أن تؤمن بوجودهم لتعيش بسلام
ستتعجب قائلا:أين المنطق في كلامي؟
-المنطق أنني لست أنا من أخبرك هكذا ، بل ما حل بي…
إنه منتصف الليل ،الديجوز يملأ المكان، جسدي تعب ،وعقلي مشوش من تراكم الأفكار داخله وتزاحمها، جفوني تكاد تنغلق من الإرهاق، إلا أنني أسابق الزمان من أجل إتمام كتابة كتابي ‘إشراقة طفولة’
بينما أنا غارقة في كتابت الأحداث والتنسيق بين الأفكار ، لمحت شيء يمر أمامي بسرعة البرق، رفعت رأسي لأتحقق من الأمر، حسبتها في الوهلة الأولى أنها هرتي ‘مشماشة’ تتفقدني. إلا أنها طفلة صغيرة جميلة شعرها مسدول على كتيفيها ممسكة لدمية ، بدأت تقترب لي وهي تدندن ،وفي كل مرة تخطو خطوة تزداد دقات قلبي ومعها أنفاسي، عدت أدراجي إلى أن التسق ظهري بالحائط
ابتسمت لي ، وعندما لم أبادلها الابتسامة ، تغيرت ملامحها فإختفي الحسن والجمال وظهرت البشاعة
وجه مجعد ، وعينان حمراوتان وفم ينزف ، وجسد ملطخ بالطين، رائحة كريهة تفوح منها تسد الأنفاس
بينما هي تناضرني قالت: لنذهب في نزهة
عندها زاد ارتعابي وتحجرت الكلمات في حنجرتي وأبى لساني أن ينطق بأي حرف ، لم اعد أسيطر على حركة أطرافي فأوقعت قارورة العطر الموجودة على الرف ولم أعلم كيف جرحت أناملي
أمسكت يدي ثم لعقت أصبعي وهي تردد: دم شهي…. دم شهي …. دم شهي
وعندها بدأ حجمها بالإزدياد وزاد معه خوفي ورعبي … لكنني إستجمعت قواي ولم أدري كيف خرجت الكلمات من بين شفتاي : لن آتي معك
اصدرت كلمات غامضة بلغة غير معروفة
ضباب مخيف أحاط بي وكأنها قيود تكبلني ، بقيت في حيرة ماذا أفعل ،تلاشت صورتها من أمامي لكن شيء ما يسحبني بإتجاه زاوية الغرفة ثم عبرت…
10-10-2010
تاريخ إختفاء الكاتبة في ظروف غامضة.