
أُذْكُرِيني
ـــــــــــ
أَشْعَلْـتُ فِي كُلِّ الْوُجُـودِ حَنِينِي
وَوَقَفْتُ بَيٰنَ تَعَقُّـلٍ وَجُنُـونِ
وَنَثَرْتُ مِنْ فَوْقِ الْجِبَالِ قَصَائِدِي
فَتَضَوَّعَتْ مِسْكًا وَطِيبَ شُجُونِي
وَمَضَيْتُ أَسْـأَلُ عَنْ هَوَاكِ حَبِيبَتِي
فَسَمِعْتُ مَا يُبْكِي ومَا يُخْـزِينِي
وَعَلِمْـتُ أَنَّـكِ قَـدْ مَلَلْـتِ صَبَـابَتِي
وَهَجَـرْتِ قَصْـرًا زَاخِـرًا بِفُتُـونِي
فَجَلَسْـتُ مَحْـزُونًا أَلُـومُ مَشَاعِـرِي
فَتَقَطَّـرَتْ حَسْـرَى كَدَمْـعِ عُيُـونِي
***
مَاذَا عَسَاكِ وَقَـد تَعَـالَتْ صَـرْخَتِي
وَرَأَيْتِ شَكًـا عَالِقًـا بِيَقِيـنِي
وَرَأَيْـتِ أَيْضًـا مَا يُؤَجِّـجُ مُهْجَـتِي
وَرَأَيْـتِ وَجْـدًا كالَّذي يَكْـوِينِي
مَاذَا جَنَيْتُ ـ حَبِيبَتِي ـ حَتَّى أَرَى؟
مَا كَانَ مِنْكِ ، وَمِنْ صُـرٓاخِ أَنِـينِي
فَخُذِي بِحَظِّـكِ مِنْ دَلالِـكِ وَابْعَـثِي
هَمَسَاتِ سِحْرٍ بِالْمُـنَى تُغْـرِينِي
وَخُـذِي مُرَادَكِ مِنْ شَبَـابِكِ وَاعْبَـثِي
بِهَـوَانِ قَلْـبٍ خَـائِـرٍ مَحْـزُونِ
***
أَفَكُلَّـمَا أَحْسَـسْتِ مِنِّي لَهْفَـةً
تَتَأَفَّفِـينَ مِنَ الْهَـوَى ، وَتُعَنِّفِـينِي
تَتَمَعَّضِـينَ ، وَتُسْـرِعِينَ بِلا هُـدًى
سَمِـعَ الزَّمَانُ الْوَجْدَ مِنِّي فَاسْمَعِينِي
إِنِّي سَئِمْـتُ الآنَ مِنْـكِ حَبِيبَتِي
وَسَئُمْتُ مَا أَوْدَى فُؤَادِيَ لِلْغُبُـونِ
فَتَمَهَّلِي ، إِنِّي دَعَـوْتُ الْحُـبَّ أَنْ
يُشْـقِي فُؤَادَكِ بِالشُّكُوكِ وَبِالظُّنُـونِ
فَتَأَلَّـمِي ، وَتَعَذَّبِي ، وَتَظَـاهَـرِي
ـ إِنْ خِفْتِ مِنِّي ـ بِالْهُدُوءِ وَبِالسُّكُونِ
***
الآنَ قَـدْ سَكَنَـتْ جَمِيـعُ جَـوَارِحِي
وَتَطَهَّرَتْ نَفْسِي وَعَادَتْ، فَاعْذُرِينِي
مَا عُـدْتُ أَسْـكَرُ بِالْوُعُـودِ وَبِالْهَـوى
مَا عَـادَ قَلْـبِي يَسْتَجِيبُ، فَصَدِّقِينِي
فَتَخَـيَّرِي مَـالًا إِذَا شِئْـتِ الغِـنَى
وَتَخَـيَّرِي إِنْ شِئْـتِ غَـيْرِي وَاتْرُكِيـنِي
أَصْبَحْتِ أَمْسِي لَا غَدِي أَصْبَحْتِ ذِكْـ
ــرى، فَارْحَلِي عَنِّي وَكُونِي مَا تَكُونِي
وَتَذَكَّـرِي عَهْـدًا مَضَى، فَإِذَا سَلَـوْ
تُكِ رُبَّمـا يَوْمًـا ذَكَـرْتُكِ، فَاذْكُـرِينِي
***
الشاعر سمير الزيات