( أَنَا وَاُلْشَّمْسُ وَالْوَطَنُ بقلم) الشاعر:(محمد عبد القادر زعرورة)

  1. ………………. أَنَا وَاُلْشَّمْسُ وَالْوَطَنُ ……………………

… الشَّاعر الأديب …

…… محمد عبد القادر زعرورة …

 

الْشَّمْسُ تُطِلُّ عِنْدَ الْفَجْرِ

بَاسِمَةً تُعَانِقُنِي تُحَيِّيِنِي

 

تُرْسِلُ أَشِعَّتَهَا كَخُيُوطِ الْتِّبْرِ

تُسْعِدُنِي بِطَلَّتِهَا تُنَاجِيْنِي

 

وَتُطْلِقُ شُعَاعَهَا الْدَّافِئَ بِأَنْحَائِي

وَتَخْتَرِقُ شَرَايِيْنِي فَتُدْفِيْنِي

 

وَتُخْبِرُنِي عَنِ الْمَاضِي الْجَمِيْلِ

بِإِعْجَازٍ تُحَدِّثُنِي فَتُنْشِيْنِي

 

وَالْبَدْرُ عِنْدَ حُلُولِ الَّلَيْلِ

يُرْسِلُ ضَوْءَهُ الْسَّاطِعَ لِيَهْدِيْنِي

 

يُسَهِّرُنِي يُسَامِرُنِي وَيَرْوِي أَجْمَلَ

الْقِصَصِ عَنِ الْمَاضِي يُسَلِّيْنِي

 

يُحَدِّثُنِي عَنِ الْجَدَّاتِ وَالْسَّهَرَاتِ

مَا بَيْنَ الْمَزَارِعِ وَالْبَسَاتِيْنِ

 

وَجُلُوسَهُنَّ قُرْبَ الْمَاءِ بِعَيْنِ

الْوَرْدِ بَيْنَ الْوُرُوْدِ وَالْرَّيَاحِيْنِ

 

يُصَوِّرُ لِي لَيَالِي الْأُنْسِ في

بَلَدِي تَحْتَ الْرُّمَّانِ وَالْتِّيْنِ

 

وَيَرْسُمُ أَجْمَلَ الَّلَوْحَاتِ في

عَيْنِي عَنِ الْوَطَنِ فَيُبْكِيْنِي

 

وَيَبْكِ بُكَائِي مُعْتَذِرَاً عَنِ

الْتَّذْكِيْرِ بِمَأْسَاتِي يُهَدِّيْنِي

 

وَتَجَمَّعَتْ حَوْلِي الْكَوَاكِبُ تَرْبِتُ

عَلَىَ كَتِفِي وَبَاكِيَةً تُوَاسِيْنِي

 

وَتَحَلَّقَتْ حَوْلِي الْنُّجُومُ تَرْبِتُ

عَلَىَ كَتِفِي وَبَاسِمَةً تُهَنِّيْنِي

 

أَنْتَ مِنْ وَطَنٍ غَنَّتْ فِيْهِ

الْطُّيُوْرُ شَادِيَةً عَذْبَ الْأَلَاحِيْنِ

 

وَتَرَاقَصَتْ فَرَاشَاتُ الْرَّبِيْعِ فِيْهِ

عَلَىَ تَغْرِيْدِ وَزَقْزَقَةِ الْحَسَاسِيْنِ

 

وَعَانَقَ الْأَزْهَارَ فِيْهَا الْنَّحْلُ

حُبَّاً وَشَوْقَاً لِلْشَّهْدِ الْفِلِسْطِيْنِي

 

وَقَصَائِدُ الْشِّعْرِ الْجَمِيْلِ تَنْعَتُهُ

بِطُهْرِ تُرَابِ الْأَرْضِ وَالْطِّيْنِ

 

وَذَرَّاتُ الْتُّرَابِ يَفْدِيْهَا الْشَّبَابُ

وَالْصَّبَايَا بِالْأَرْوَاحِ وَالْدَّمِ الْقَانِي

 

إِصْبِرْ فَتَحْقِيْقُ الْمُرَادِ يَقْتَرِبُ

فَقُلْتُ هَضْمُ الْحَقِّ شَاوِيْنِي

 

وَغُبْنُ شُعُوْبِ الْأَرْضِ لِشَعْبِيَ

الْمَظْلُومِ وَالْأَوْطَانِ حَارِقُنِي وَكَاوِيْنِي

 

فَالْظُّلْمُ يَجْتَاحُ الْنُّفُوسَ مُسْتَعِرٌ

وَيُشْعِلُ فِيْهَا نِيْرَانَ الْكَوَانِيْنِ

 

كُنْتُ في وَطَنٍ أَعْشَقُهُ وَيَعْشَقُنِي

وَأَحْضُنُهُ فَيَحْضُنُنِي وَيُطْعِمُنِي وَيَسْقِيْنِي

 

وَإِنْ مَرِضْتُ ثَرَاهُ أَعْفُرُهُ عَلَىَ

جَسَدِي بِإِذْنِ اللهِ يُشْفِيْنِي

 

وَنَسَائِمُ الْفَجْرِ الْعَلِيْلَةُ فِيْهِ

تُقَبِّلُنِي وَتُنْعِشُنِي فَتُسْعِدُنِي وَتُحْيِيْنِي

 

إِنَّهُ وَطَنُ الْأَجْدَادِ وَقُدْسُ

أَقْدَاسِ الْشَّعْبِ الْعَرَبِي الْفِلِسْطِيْنِي

 

إِنَّهُ الْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ وَقُدْسِي

قَدَاسَتُهَا فَوْقَ الْعُهُودِ وَالْمَوَازِيْنِ

 

فَلَا عَهْدٌ لِمُحْتَلٍّ بِأَرْضِي وَلَا

حَقٌّ لِغَيْرِي فِي وَطَنِي الْفِلِسْطِيْنِي

 

………………………………..

كُتِبَت في / ٣ / ٨ / ٢٠٢١ /

… الشَّاعر الأديب …

…… محمد عبد القادر زعرورة …

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

سلو االفؤاد للشاعرة السورية غنوة حمزة

سَلوا الفؤادَ سلوا الفؤادَ بلطفٍ عن مواجعِنالايُجدي للجرحِ بعدَ النزفِ تطبيبُ في بحرِ عشقٍ هوَت للقاعِ قافيتيوالشيبُ في إلهامٍ لايجديهِ تخضيبُ أغفو وأصحو على ذِكرى تعذّبُنيقد شابَ قَلبي وبعضُ الشّوقِ…

كأنك مطر بقلم بسام احمد العبدالله

كأنكِ مطر لا تسألي كيف أحبكِأنا لا أملك تفسيرًاكما لا تملك الريحُ مبررًا لجنونهاولا البحرُ سببًا لافتراسه اليابسة حين تغيبينتغلق المدنُ أبوابها، وتصير الأرصفةُ مبلّلة بالأسىكأنكِ المطرُولم تأذني للغيم أن…

اترك تعليقاً