بقلم نرمين الوافي

“أينسى المرء ”

أذْكُرُ جَيّدًا تلْكَ الأيّامٍ التي كنت فيها حضن السعادة لي .وسَبَبَ الحُزْنِ مَقرّ النَشْوَةِ وعِلّةُ الحَنِيْنِ واْلشَوْقِ ولكنّ عَلَى اْلٌأقَلِ كانّ في داخِلِي إحْسَاسُُ غَرّيْبُُ بِاْلٌظَفَرِ و اْلٌفَخْرِ وكَأنّنِي انتَصَرْتُ فِي مَعْرَكَةٍ حَامِيّةٍ ، كَانَ لأيّامِي معْنى جَلِيًا وقصدَا واضِحَا كان لدّي سبَبُُ في البقاء والمواجهة إلى آخر رمقٍ لكنك رمِيّتَ بي في فم لعنّة الحيَاة وبينّ مخالبها وهي لمْ تُقصِّر قَطُ.. التهَمتْنِي كالنسر حين يرى فريسته بعد يوم مَلٍيء بالتّعَب وعلى معدة قارعة هكذا قبضت الدنيا على الأجزاء المُفتتةَ والعَالِقَة بك هكذا طوتني الدّنيا طيًّا وسْكَبَتْ الأسى في قلبي وأسْقَتْنِي الدُمُوْعَ لتشفي غليل وقهرة قلب جَرِيمَتّه أنّه كان صادِقا ووَفِيًّا في زَمِنِ المَكْرِ والغدر…هكذا دون رحْمَةٍ على قلبي الهش أن ينكسر ويتحطم

حاولْتُ مِرَاراً نِسْيَانَكَ…وَلِكنَ لَيس بالأمٌرٍ الهَْين. أينسى المَرْءُ أوَلّ مَنَ أنْشَد على مسامعه أول بيت من قصيدة الحياة المعنوية, أينسى المرء أول مَنْ هَوَاهٌ قَلْبَهُ ومَنْ أصاَبَهُ بِصَبَابَةِ العِشْقِ وكَوِاٌهٌ بِنَارِ الهُيَامِ ايَنْسِى المِرّءُ مَنْ كان لَهُ رُوْحًا أبَدٍيَةً أزَلِيَةّ سَرْمَدِيِةٍ ..أيّنْسَى المَرْءُ مَنْ تَقِاسَمَ مَعَهُ ألْحَانَ الغِنّاءُ وَغَضَاتُ الّفَنَاءُ،أينسى المرء حُلّمَ عُمُرِه وهمْسَة إحْسَاسِه، أينّسى المرءُ من أحْيّا اْلٌحَيّاة في جَسَدِه وأطْفَأ نِيْرانّ غَضَبِه ..أيّنْسَى المَرٌءُ مَنْ قاسمه الجُنون وكَانَ مَعَهُ الحَنُوْنَ فِي المِحَنِ ، وشَارَكَهُ رُؤيَةَ النٌٌجُوْمِ ،أينسى المَرْءُ مَن كَانَ لَهُ ظلاً وسُحُبًا وسماء وشَمْسًًا و قَمَرًا وقَدْرً .وَطَنًا.غَابَةً وَصَحْرَاءً..لّوْلاَ أنَكَ لّمْ تَّكْنْ رّبِيْعَ أيامِي لَمّا تَحَمَلّتُ قَسْوَةَ شتاء صباحي وعويل ليلي.. لولا أنك لم تكن غصني العالي الشامخ الصامد لما تَحَمَلْتُ رُؤْيّةَ بّقِيّةَ أغْصَانِي مُنْكَسِرَة ذّابِلَة منحنية مُنْهَزِمَة..لَوْلاَ أنّكَ لَمْ تَكُنْ أفكَارِي المَلاّئِكِيَة لَمّا وِاجَهْتُ بَقِيَةَ الأفْكَارْ الشّيْطَانِيَة..لَوْلاَ أنَكَ لَمْ تَكُنْ بَسْمَة خَيَلِي وبَهْجَة قرّارِي وأمَلَ فُؤَادِي لّما تَحَمَلّتُ قَسْوَة الأيَامِي وخشونة النّسْيَانِ.