أبحث عن وطن بقلم: “ضمد كاظم الوسمي”

أبحث عن وطن
*************
عَجَباً أَنَا الْعَرَبيُّ أَبْحَثُ عَنْ وَطَنْ
أَرْجاؤُهُ مِنْ طَنْجَةٍ حَتّى عَدَنْ
*
أَيْدي الْمُلوكِ تَسوقَني بِسِياطِهِ
تَمْتَدُّ مِنْ قابيلَ حَتّى الْكَرْكَدَنْ*
*
يُدْنيكَ مَقْتولاً وحِيناً قاتِلاً
مِنْ سِفْرِهِ يُسْقيكَ أَنْخابَ الْإِحَنْ
*
كَالظِّلِّ تَتْبَعُني بَنادِقُ داعِشٍ
وَتُريدُ مِنّي أَنْ أَموتَ بِلا كَفَنْ
*
حُكّامُنا يَرْمونَنا كَسَبيَّةٍ
لِلْغَرْبِ باعوها وَقَدْ قَبَضوا الثَّمَنْ
*
يَتْلونَ في سُوقِ النَّخاسَةِ حُكْمَهُمْ
بَينَ الْقَنانَةِ وَالدَّعارَةِ وَالْمِحَنْ
*
مِنْ نَفْطِنا وَرِمالِنا خَطّوا دِما
عُقَدِ التُّراثِ عَلى مَداراتِ الزَّمَنْ
*
نَثَروا عَلى عُرْبانِنا داءَ الْوَبا
إِذْ أُشْرِبوا التَّكْفيرَ مِنْ سَيفِ الْوَثَنْ
*
جَعَلوا لِكِلِّ مُثَقَّفٍ أَوراقَهُ
إِمْثولَةً تاريخُها حَرْقُ السُّنَنْ
*
وَإِذا تَفاقَمَ عُرْيُهُ قالوا لَهُ
فاتْرُكْ يَراعَكَ يَرْتَدي ثَوبَ السَّدَنْ
*
وَنُبايِعُ الْحُكّامَ رَغْمَ أُنوفِنا
بِهِمُ نُشيدُ وَنَحْنُ نَرْسِفُ في الرَّسَنْ
*
إِنْ لَمْ نُبايِعْ تُحْرَقِ الدّارُ الّتي
فيها الضُّلوعُ تَهَشَّمَتْ بِيَدِ الشَّطَنْ
*
أَخَذوا الضَّرائِبَ عِنْوَةً مِنْ شَعْبِنا
حازوا الضِّياعَ وَفي الرُّبى بَنَوِا الْفَدَنْ
*
كَيفَ التَّرَيِّثُ في ضَرائِبِ حاكِمٍ
والرَّأْسُ أُثْفِيَةٌ جَزاءَ مَنِ احْتَجَنْ
*
إِنْ جِئْتُكُمْ للصِّلْحِ مُحْتَسِباً أَنا
قُلْتُمْ إِذَنْ دِسّوا السَّمومَ إِلى الْحَسَنْ
*
قالوا إِذا الإِصْلاحُ أَخْرَجَ طالِباً
ذا خارِجيٌّ فَاقْطَعوا مِنْهُ الْوُتُنْ
*
لَمْ يَرْعووا حَيّاً أَنا أَمْ مَيِّتاً
حتَّى بَدا سِيّانِ قَبْري وَالْوَطَنْ
*
بَلْ في الْقُبورِ قَدِ اسْتَباحوا مِيتَتي
لَمْ تَكْفِهِمْ في الْعُمْرِ مَقْصَلَةُ الْفِتَنْ
*
إِنْ خَيَّروكَ فَلَيسَ أَنْتَ مُخَيَّراً
تُحْيى سُدىً وَتَموتُ في مَبْغىً عَطَنْ
*
ما أَغْرَقَ السُّفُنَ الْجَواريَ بَحْرُنا
قُلْ إِنَّما الْأَجْيالُ مِنْ غَرْقى السَّفَنْ
*
عَلَمٌ وَراياتٌ تُرَفْرِفُ في السَّما
في أُمَّةٍ ثَكْلى وَشَعْبٍ مُرْتَهَنْ
*
أَلرّايَةُ الْبَيضاءُ تُرْفَعُ لِلْعِدى
وَالرّايَةُ الْحَمْراءُ تُرْفَعُ لِلْمُجَنْ
*
عَلَمٌ يُشادُ عَلى رُؤُوسٍ قَدْ كَبَتْ
مِنْ سَطْوَةِ الطّاغي وَسُرّاقِ الْمِهَنْ
*
أَسَفي على حَظٍ تَناثَرَ في الدُّنا
بَشَرٌ عَظيمُ بَلائِهِ عَقْلٌ وَهَنْ
*
فِكْرٌ طَغى وَرَمَتْ جَنادِلُهُ الْقُرى
وَتَهافَتَتْ حِمَماً عَلى أَهْلِ الْيَمَنْ
*
أَبْناؤُها جُوعى عُراةٌ في الْفَلا
وَبِلا أَمانٍ لا طَعامٍ لا سَكَنْ
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق
* اشارة إلى المقبور أبي بكر البغدادي
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

أنفاس النبوءة

سألتُكِ: أينَ تُخفينَ النبوءَةَ الـتيشقّتِ الحُبَّ في رأسي، وفي صدري؟قُلتِ: بلقيسُ ما زالتْ تُجَرّبنيولا تَخونُ قلبًا ما زالَ في السَّرِّما عندكِ هدهدٌ يروي الحكايةَ لي،لكنَّ ما في دمائكِ الآنَ من…

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

اترك تعليقاً