وما كنتُ حِزبِيَّا … شعر/د. عبد الولي الشميري

وما كنتُ حِزبِيَّا

شعر/د. عبد الولي الشميري

سَقَى الوَبْلُ ذاكَ الحَيَّ باكره ريَّا
وأَمْرَعَهُ وَصْلًا وأَيْنَعَهُ لُقْيا

وقَبَّلَ أَحبابي ضُحًى وسَقاهُمُ
بِكأسِ وِصالٍ حَبَّذا لكَ مِنْ سُقْيا

وذَكَّرَهُمْ عَهْدي وإنّي لِذِكْرِهِمْ
أخو لَوْعَةٍ تَلْوي الهُمومَ بِهِ لَيَّا

بِرُوحِيَ ذاكَ العَهْدُ في القَلْبِ دِفْؤُهُ
وَفِيٌّ لهُ مَيِتًا وَفِيٌّ لهُ حَيَّا

أَحِبَّايَ في غَوْرِ الجَزيرةِ إنّني
رَحَلْتُ، وهل أنسى، إذا صِرْتُ مَنْسِيَّا؟

إذا ما جرى دَمْعُ الجُفونِ لِشَوقِكُمْ
يُلَقِّبُني أهلُ الصَّبابةِ شَوقيَّا

ولستُ وإنْ عابَ الأَحِبَّاءُ مَذْهَبي
مُعَنًّى بِلَيلى، أو بثينةَ، أو مَيَّا

سَئِمْتُ مِنَ التَّرْحالِ، والبُعْدِ، والنَّوَى
إلى كم أذوقُ النَّشْرَ لا أَعرفُ الطَّيَّا

إلى كم يَطولُ النَّأيُ عَنكم تَذَكَّروا
إذا ما ذَكَرْتُمْ واجِمَ القَلْبِ مَنْفِيَّا؟

يُحارِبُني ذاكَ السَّخيفُ لأنّني
حَمَيْتُ له عَرْشًا، وعَهْدًا وكُرْسِيَّا

أَيجزيني ما تعلمونَ تَخَوُّفًا
وأمسيتُ في ظَنِّ العِصابةِ مَنْسِيَّا

أَعَيْبًا إذا قُلتُ الشَّبابَ قَضَيْتُهُ
شَقِيقَ سِلاحٍ فارسَ العِزِّ حَرْبِيَّا؟

يَعِيبونَ قَولي والهُدى ما أَقولُه
كَفَرْتُ بأحزابٍ وماكنتُ حِزْبِيَّا

سأبقى كبيرَ القَلبِ، والعَقلِ، والهَوى
ومازلتُ إنسانَ العُروبةِ شَرْقِيَّا

Related Posts

الصبر بقلم الكاتبة والأديبة اللبنانية ملفينا ابومراد

الصبر كم قيل في الصبر من المحاسن، حتى في الكتاب المقدس، حيث يُعدّ الصبر من ثمار الروح، ومن علامات الرجاء والإيمان .ففي رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (8:‏25)، يقول“لَكِنْ…

وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

اترك تعليقاً