مُقْعَد … ،،، بقلم: “أروى محمد عيسى”

مُقْعَد … ،،،
كنت أقف على ذلك الشاطئ كغصن ثابت ، إلى أن قطعت أوصال كآبتي وجمودي تلك الموجة الواعية ، كانت ترفع قامتها على بعد أمتار كمن يتوعّدني ، ولهنيهة مع تطاير زبدها كخصالٍ بدت كجوادٍ أبيض يُسابق باقي الموجات وانهارت حين اقتربت منّي على قدميّ بالقبلات ، تقدّمتْ كبساطٍ سحري تحملني وراحت تمتدّ تارةً وتنسحب تارةً وأنا أقي نفسي من هجوم موجة مغايرةٍ غاضبة لخسارتها في مضمار السّباق ، ويُخيّل لي أني نجمة تزلّج لكثرة شقاوة البحر وغدوّي وإيابي على أبسطة تتالي الموجات ، ويخرّ جبلُ كآبتي ، تدكّه أنامل الموجات دكًّا دكًّا لتزداد سعة الشّاطئ ويغدو مسرحها الشّاسع بداية تنطلقُ منه وسائطي نحو الرّوحانيّات .
وبعدما اغرورقت قامتي وتشبّعت من تلاطم الموجات وصرت كمرآة تعكس المحيط ، أصحو من حلمي إثر قاربٍ قد اصطدم بي وإذ بي تلك الصّخرة التي لا تذوب مذ سنوات ، أقف في حلقوم القوارب كلّما همّ أصحابها للصّيد ليتوقف حلمي إثرَ قواربهم فأصحو من سُبات .
أروى محمد عيسى
  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    فتيلٌ من بقايا نبي

    صحيفة نحو الشروق

    الغدر للشاعرة اللبنانية ملفينا ابومراد

    الغدر**الغدرُ سيفٌ لا يُرى في قبضَةٍيُخفي ويَجرح، لا نُميّزُ مقرَّهُ نخشى الخيانةَ في العيونِ، فإنّهاسرٌ يُدارُ، ولستَ تدري مفرَّهُ يَجرح، يُضني، يَقتلُ الأحبابَ فيصمتٍ، فتَبهَتُ في العيونِ ممرَّهُ ضَحايا الغدرِ…

    اترك تعليقاً