مراسم الحب بقلم الأديب جمال الدين خنفري/ الجزائر

مراسم الحب

الذي يسقط الحب من قاموس حياته، قلبه تسكنه سطوة الجفاء، إحساسه لا يخشع لمظاهر الجمال و يتبرأ من خصائص الإنسانية، لا يحيا من أجل العطاء بل لنفسه فقط،الحب في رؤاه غباوة وتفاهة و رعونة وأن صيرورة الحياة الدنيا لا تستقيم إلا بالشدة و الغلظة و تناول القضايا بحكمة و جدة و ما يرجى منها من فائدة.

القلب الذي يفقد الإحساس بالحب تتعمق جراحه.

الحب صفاء و نقاء و مشاعر الإحساس بالطهارة، ولا يملك هذا الحب، إلا من كان قلبه يحمل الطيبة، و معطر بقيم الجمال، و واسع باتساع البحر في الجود و العطاء.

الحب طيب المسك، يضخ شرايين القلب بالدم، يهلّل الروح بالنشوة، يحجم المسافات البعيدة و يصنع التلاقي و يرسم ملامح البهجة على وجوه الأحبة.

الحب هو إشراقة أمل و بوادر سعادة و مشاعر فياضة للتفتح على كنه الحياة.

وهو المسلك الأقوم لتبني ترسيخ دعائم المودة و الرحمة.

الحب في أسمى فضائله و أشمل معانيه، يحيط بوجودنا و يسكن ضمائر كوننا، نرتل آياته ليلا نهارا، بعزة و إباء و بشغف كتوم.

و هو قبس من نور الله.

و الحب في أرقى صوره طاقة إبداعية، إن أخلصت النية في حدود ما شرع الله، ونوع من البركة تحط رحالها على القلوب الطاهرة، فتمد الحياة بالبسمة و العطاء و الطيبة، و تنال رضا الخالق بمنحه و كرمه..
جمال الدين خنفري/ الجزائر

  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    الى صديق سهيل سركيس

    سهيلُ سَركيسُ الوقورُ إذا خَطاقامتْ موازينُ العُلى من حيثُ كانْ من “قَبري حُوري” جاءَ ينسُبُ نخلَهُللرُّشدِ… للأصلِ الرفيعِ… وللأمانْ في صَدرهِ حُكمٌ، وفي عَينَيْهِ نورٌيفتي القلوبَ، ولا يُجادِلُهُ اثنانْ وسماتُه……

    سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

    سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

    اترك تعليقاً