قِصَّةً قَصِيرَة تومس ” كَلِمَة كُنْت أُرَدِّدُهَا بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت

 

فَوْق رَبْوَة تطل على مدينة لوس انجلوس ، كَانَت تَتَمَتَّع بفطنة مِنْهَا تستفهم و تعى و تستلهم الْأَحْدَاث ، تراودنى بِالظَّنِّ مِنْ قَلْبٍ أَم ، غَلِيظَة هِى نَظَرِه اللائمين عِنْدَمَا توجت بالعتاب مِنْ الْمَرْأَةِ الْعَجُوز تَقُول بصوتا مَسْمُوعٌ :
” تومس ” يَا لَك مِنْ وَغَد رِعْدِيد .

لَن يَطْمَئِنُّ قَلْبِي التعيس ، كُنْتُ فِى رَبِيع الْعُمْر خَالِصٌ النواية وَفِى لصديقى الوحيد” إدْمَان إدج” كُنْت أُحِبُّكَ يَا صَدِيقِي كَمَا كُنْت أُحِبُّ الْعَالِم ، وَوُجُوه الْمَارَّة لتزلج مِنْ فَوْقِ جَبَلِ ” سلفرتون “و عُيُون الفتايات يمرحون عَلَى شواطئ ” الألسكا ” كُنْت أُحِبُّك حَتَّى امتلكتك تَسْكُن قَلْبِي وَأَنْتَ لَا تُعْلَمُ ” تومس” كُنْت اعْتَقَدَ أَنَّ الْحُبَّ فَقَط بَيْنَ النِّسَاءِ ، لَمْ أُدْرِكْ أَنَّهُ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الرِّجَالِ ، كُنْت أَغَار عَلَيْك مِنْ اصدقائك ، كُنْت أُحَاوِل الْفَصْل بَيْنَك وَبَيْنَ اهوائك ” تومس” أُحِبُّك ”

تومس ” كَلِمَة كُنْت أُرَدِّدُهَا بَيْنِى وَبَيْنَ نَفْسِي ، وَكُنْت أَوَدُّ لَوْ يخامرك الْإِحْسَاس بِى وبصدق مَكْنُون قَلْبِي يَا صَدِيقُ عُمْرَى ، حَتَّى كَانَتْ اللَّحْظَة الَّتِى كُسِرَت بِهَا فؤادى ، قُلْت لِى وَأَنْت تبتسم :
أَحَبَّهَا ، أَحَبَّهَا ، بدى الْأَمْر وَتَمّ الْإِيقَاع بِى .

يَا وَيْلَتَى ، مِنْ هَذِهِ السَّارِقَة ل حَبِيبِي وصديقى ؟ !

هَلْ تَعْلَمُ ياصديقى شُعُور الجندى ؟ ! عِنْدَمَا يَقُولُونَ لَهُ ستذهب لِلْمَعْرَكَة وَسَتَكُون مَقْتُول ، أَوْ يَقُولُ الْجَاحِدِين مِنْ الْقُلُوبِ السَّوْدَاء :
أَنْتَ مِنْ اللائجين بِلاَ مَأْوىً .

هَرَب مَعْنَى الْحَيَاةِ وَ بُهْتٌ الْعَالِم ، وَهَرَب الْحَبّ وَالصَّدَاقَة وَالْإِخْوَة وَالْإِحْسَاس بِكُلّ هَادِي ومستقرا وَدِيع مِنْ الْوُجُودِ ، وَرَحَل ياصديقى ” تومس” .

لَم أَتَوَقَّع لَوْن حبيبتك ، أَو هَيْئَتِهَا أَو ضحكتها الَّتِى تنبض بِقَلْبِك وَتَحَرَّك مشاعرك وتتريس عَلَى حِلْمُك وَتَقُوم بِالتَّوْجِيه لخطاك وَحْدَك ، وَأَنَا أَنْظُرُ وَانْتَظَر صديقى رُبَّمَا تتذكرنى لأتفة الْأَسْبَاب .

صَعُبَ الْأَمْرُ عَلِيًّا وَمَازَال يَصْعُب ، و تَمَخَّض الْوَجَع بعقلى وَتَلاَشَت الرُّؤْيَة بِـ عيونى ، حَتَّى اِنْفَرَجَت زرعاك وَأَنْتَ تَقُولُ بِكُلّ جُرْأَة :
” بردويل ” أَنَا أَحَبّ ” سامنتا” يَا أَلْهَى وَيْالًا
صَفْعَة الْآلِهَة لمشاعرى ، إيَّاك وَالْحَقّ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ الْمُمِيت :
أَنَا كَاذِبٌ كَاذِبٌ , وَكَذَبَت إذْنِي .

حَقًّا هَل أَحْبَبْت ” سامنتا” ؟ !
كَيْف وَمَتَى ؟ ! وَمَتَى وَصَلَ الْحَبّ إلَى هَذَا الْجُنُونُ بعيناك ؟ ! كَيْف قَالَت الْأَقْدَار :
أَنَّ هُنَاكَ أُمُور سَتُحْدِث ، وَأَبَدًا لَن تَصَدَّق عَيْنَاك .

أَيْقَنْت الْآن ياصديقى تَحْقِيق رُؤْيَة كَانَتْ مِنْ بِضْعَةِ أَعْوامٍ تراودنى ، وَالْآن تَحَقَّقَت ، أَحْبَبْت وسترحل عَنْ حَبِيبِك وصديقك .

مَاذَا تَظُنُّ نَفْسِك فَاعِل ، عِنْدَمَا ربتت بمنكبى ، عِنْدَمَا رُفِعَت كفوفك تحتضن كيانى قَائِلًا :
أَبَدًا لَم نفترق .

لَاح الظَّلَام بعقلى عِنْدَمَا رَأَيْتُك بِجَانِب حبيبتك واختى الوَحِيدَة ” سامنتا” اتَّسَع قَلْبِي بِالْغَفْلَة ، هَرْوَلَت مِثْل الْمَجْنُون ” سامنتا” سامنتا” كَيْف تجرؤين وَتَتَعَدَّى حُدُودِك وتكسرين قَلْبِي وتملكين صديقى الْوَحِيد ” تومس” يالا وقاحتك وَأَنْت تضحكين ، يالا وقاحتك وَأَنْت ترددين مِثْل الغوانى :

” تومس الطَّيِّب ” أُضْحوكَة وَإِبِلُه ، يَتَقَرَّبُون النِّسَاءِ إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ أَمْوَالِه .

وَقَتَلْت مَعْنَى الصَّدَاقَة بِقَلْبِي ، وتعرت الْحَقَائِق آيَتِهَا الأفْعَى ، وتبدد السُّؤَال بعقلى :
هَل الْحَبّ بَيْنِى وَبَيْنَك أَيُّهَا الرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ الْمَال ؟ !

وَتَرَدَّدَت تِلْكَ الْكَلِمَاتِ بِأُذُنَىّ ” تومس ” لِى وَحْدِي ” بردويل” يَمْلِك ” تومس”

تَزَوَّجَت ” سامنتا” مِنْك ياحبيبي وَصَدِيقِي الْوَحِيد ، وَبَدَت الذِّكْرَيَات المؤلمة تضحكنى وتألمنى ، نلهوا ونمرح ونفرغ زجاجات الڤودكا بالبراح ، كُنْت الْوَحِيد الوح باصبعى الْكَبِير قَائِلًا :
الْأَصْدِقَاء أَبَدًا لَن يَفْتَرِقُون لَن يَخْتَصِمُون وَلَن يَرْحَلُون .

أَنْت مِلْكًا لِى ” تومس ” وَلَنْ تَكُونَ مِلْكًا لأختى الَّتِى اعْتَادَتْ أَنْ تستحوذ عَلَى كُلِّ مَا أَمْلِكُ .

وَاسْتَمَعْت لِهَذَا الصَّوْت الشِّرِّير ل” سامنتا”

تومس الطَّيِّب ” أُضْحوكَة وَإِبِلُه ، يَتَقَرَّبُون النِّسَاءِ إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ أَمْوَالِه .

قُلْت لِنَفْسِي أَنَا أَحَقُّ بِهَذِهِ الْأَمْوَال مِنْك ” سامنتا” وتوطأت مَع النذلة وَالْغَائِبَة عَنْ الشَّرَفِ ، وَرُسِمَت بعقلها الشِّرِّير يَوْم رحيلك ياحبببي وَيَا غَالَى .

وَقَفْت كَا امْرَأَة تَمَلَّكْت الْعَرْش وتغلبت عَلَى الْخُصُومِ ، تَرَبَّعَت عَلَى الْأَمْوَالِ الْمَقْصُورَة وبدى لِى الْأَمْر بخيبة الْأَمَل ، تَجَلَّت وحوشك أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ الْمَلْعُونَة ، وللاسف أُخْتِى الَّتِى اتنكر مِنْهَا ، أَخَذَت صديقى وَأَمْوَال صديقى ، وَجَعَلْته مِن الراحلين ، دَبّ إلْيَاس وَالضَّلَال بعقيم حَالِى ، كَيْف لِى الرُّؤْيَةُ مِنْ بَعْدِك ياصديقى ، إنَّمَا هَلْ أَنَا مُتَوَاطِئٌ خَذَلْت مَعْنَى الصَّدَاقَة وَالْحَبّ بِالتَّعَاوُن مَعَك آيَتِهَا السَّاقِطَة ، اِسْتَحْوَذَت عَلَى حياتى بامتلاكة وَالْعَمَلُ عَلَى رَحِيلِه ، واستحوذت عَلَى حياتى عِنْدَمَا قتلتية واستحوذت عَلَى أمْوَالِهِ ، لَا اعلمى أَن الثَّأْر يَا قَتَلَه لَن يُدَاوَى الْجَرَّاح إلَّا بِالثَّأْر . .

وَبَكَت نَفْسِي الحزينة عِنْدَمَا قَالُوا الْجَمِيعَ بَعْدَ عِدَّةِ أَعْوَام ، وَكَان الْجَمِيع يَكِيل ثرأى بِالاِحْتِرَام ، كُنْت أَطُوف بعيونهم وتتجول بِنَفْسِي الْأَسْئِلَة :
هَل اسْتَحَقّ إِنَّا هَذَا الثَّرَاء ؟ !

هَل اسْتَحَقَّ أَنْ أَكُونَ أَخَا لِمَن قَتَلْت ؟ !
أُخْتِى الوَحِيدَة ” سامنتا” أَم كَانَت تَسْتَحِقّ الْفَتْل لِأَنَّهَا سُرِقَت روحى وحياتى وَغَيَّرَت مَعْنَى الْحَبّ وَالصَّدَاقَة بِقَلْبِي .

مَهْمَا مَرَّت السَّنَوَات لِتَطِيب الْجُرُوح ، ويتناسي الْمَرْء فَعَلَتْه واحساسة ومشاعرة المتهالكة الَّتِى مَرَّتْ بَيْنَ الْحَبّ وَالْوَفَاء وَالسَّكِينَة وَالرِّيبَة والغموض وَالنِّهَايَة هِى الْقَتْل ، أَبَدًا لَن تُضْمَر الندبات وتلتأم الْجُرُوح ، وَلَن اتناسي تِلْكَ الْمَرْأَةِ الْعَجُوز الَّتِى بدى وَكَأَنَّهَا تَعَلُّمِ عِلْمِ الْيَقِينِ عَنْ مَكْنُون ملاذى ، بَعْدَ أَنْ دَامَ عُمْرِهَا مَعَنَا مُنْذ الْعَهْد ، وَهَى تكيل البَوْح بِبَعْض الْكَلِمَات الْمُوجِعَة قَائِلُه بَلَّغَهُ مِنْ الْعِتَاب :

” تومس ” يالك مِن وَغَد رِعْدِيد .

الْوَحِيد بضعفى اصفعى كبريائى آيَتِهَا الْعَجُوزِ مِنْ الْعَهْدِ فَأَنَا بِنَظَر الْجَمِيع غَامِضٌ فَاعِل لِلْأَمْر فِى ضَمِير قَلْبِى رَجُلًا أَحَبَّ وَخَدَع وَلَقَبُه الْقَاتِل الْقَاتِل ، بَلْ أَنَا هُوَ الْقَاتِلُ

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

الفتاة االصغيرة سارة قصة بقلم علي بدر سليمان الجزء الاول.

الفتاة الصغيرة سارةبقلمي علي بدر سليمان يعلو صوت القصف وأصوات القذائف على كل شيء ويأخذ الناس بالصراخ والضجيج.ويبدؤون بمغادرة منازلهم وسط حالة من الذعروالخوف.وكل منهم يحاول أن يأخذ أقل مايملكمن…

A unique love story by/ Abdu Morkos Abd El Malak

A unique love story by/ Abdu Morkos Abd El Malak My love story is a unique one. It is more romantic, dramatic, and fantastic than any of those stories; we…

اترك تعليقاً