إشراقات أدبيةقراءات نقدية

غنوة حمزة: رحلة في عالم الجمال والعاطفة في قصائدها الجميلة بقلم المحرر اساهي فريد

“غنوة حمزة: رحلة في عالم الجمال والعاطفة في قصائدها الجميلة”

غنوة حمزة

ششاعرة سورية مقيمة في كندا  اطلق عليها لقب حكاية شامية ..

لأنها بأختصار تروي قصة فتاة الشام البسيطة وتعبر عن حاضر تعيشة كبقية الفتيات السوريات ومايتعرضن له من ظروف حاضرة

غنوة حمزة هي شاعرة معاصرة بارزة، وتتميز بأسلوب شعري فريد ومتنوع. تعتبر قصائدها جميلة وعاطفية، وتعبّر عن مشاعر الحب والفراق والوجود الإنساني بطريقة مؤثرة.

تستخدم غنوة حمزة مجموعة متنوعة من الأساليب الشعرية في قصائدها. قد تجد لديها قصائد تتبع الأسلوب الكلاسيكي التقليدي، مع استخدام القوافي والأوزان المنتظمة. وفي بعض الأحيان، تستخدم الأسلوب الحر، حيث تتخلى عن الأوزان المحددة والقوافي التقليدية لتعبر عن مشاعرها بشكل أكثر حرية.

تتميز قصائدها بالصور الشعرية الجميلة والمشاعر العميقة التي تنتقل عبر كلماتها. تستخدم التشبيهات والاستعارات بشكل متقن لإيصال رسالتها بشكل أكثر تعبيرًا وتأثيرًا. كما تتميز قصائدها بالبساطة والعفوية في أسلوب الكتابة، مما يسهل على القارئ فهم وتجربة الشعور الذي تحاول أن توصله.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر غنوة حمزة أيضًا مبدعة في استخدام اللغة والنغمة الشعرية. تستخدم العبارات الجميلة والقوية والتراكيب اللغوية المعقدة لتخلق تأثيرًا شعريًا رائعًا وتجعل قصائدها لا تنسى.

باختصار، أسلوب غنوة حمزة الشعري متنوع ومتعدد الجوانب. تستخدم القوافي والأوزان المنتظمة في بعض الأحيان، وتستخدم الأسلوب الحر في أحيان أخرى. تعتمد على الصور الشعرية الجميلة والمشاعر العميقة واللغة الشعرية المميزة لإيصال رسالتها بطريقة مؤثرة وجميلة.

ونبداء رحلتنا من حيث انتهت شاعرتنا  غنوة حمزة

 

جريمة عشق

عشقك جريمة مجهولة التوقيت والصور

ونبض الجسد ثائر لا يستقر

لون كحلي أصبح أبيضاً في عينيَّ
من كثرة السهر

والرمش تطاير من الجفون كالدرر

فوق الخدود دمع مقلتي انهمر

كالسيل الجارف دمعي فاض وغمر

و شربت كؤوس الشوق المستعر

سيد روحي :

أرقيك بدعواتي في السر والجهر

كلما هب نسيم الفجر

تلك كلماتي أرسلتها إليك مع الزهر

إن أردت الوصل أتبع الأثر

وحدك ملكت وثاقي لأخر العمر

مهجتي في بعدك أصابها الكدر

حين تصلك كلماتي احنُ عليها بحذر

كتبتها بدم وتيني المنصهر

وإن متُّ في غيابك زر رفاتي
وقت السحر

وتعال لروحي كالغيث العطر

غنوة حمزة
حكاية شامية

لنشرح ونحلل النص السابق كالتالي

القصيدة “جريمة عشق” للشاعرة غنوة حمزة تعبّر عن حالة العشق والغرام بشكل عاطفي. سنقوم بتحليل القصيدة على النحو التالي:

تبدأ القصيدة بالقول إن العشق هو جريمة مجهولة، حيث لا يعرف متى وكيف يحدث وما هي الصور التي تتشكل في الذهن خلاله. يتم تصوير نبض الجسد كثائرٍ لا يستقر، مما يعكس الاضطراب والحماس الذي يصاحب العشق.

يشير البيت الثاني إلى تأثير العشق على الشاعرة بوصف لون عينيها، حيث أصبحت العينان بيضاويتين بسبب السهر والتفكير المستمر في الحبيب. وتشبه الرموش الدرر التي تتطاير من الجفون، مما يعطي انطباعًا بالمظهر الجمالي والحسي للدموع.

في البيت الثالث، تصف الشاعرة تأثير العشق على حياتها العاطفية والجسدية. الدموع تهطل على الخدود وتغمرها كالسيل الجارف، مما يشير إلى شدة العاطفة والحب الذي تشعر به.

في الأبيات الأخيرة، تعبر الشاعرة عن حبها وشوقها للحبيب. تدعوه بدعواتها في السر والجهر، وتعد بأن ترسل له كلماتها مع الزهور في كل صباح. تطلب منه أن يتبع أثرها إذا أراد الوصول إليها ويذكره أنه هو الوحيد الذي يمسك بقلبها حتى نهاية حياتها.

تعبر الشاعرة عن حالة الحزن والألم الذي يصيبها في غياب الحبيب. تعد بأنها ستحن على كلماتها بحذر عندما تصل إليه، وتشير إلى أنها كتبتها بدمها وتينها المنصهر كرمز للتضحية والعشق العميق.

في الأبيت الأخير، تعبر الشاعرة عن أنها ستفارق الحياة في غياب الحبيب وتدعوه لأن يأتي إلى روحها كالغيث العطر، مما يعكس رغبتها في الوحدة والجمع بينهما.

بشكل عام، القصيدة تعبّر عن الشعور العميق بالعشق والحب المكثف وتصوّر الأحاسيس العاطفية والتأثير الذي يمارسه العشق على الشاعرة.

ننتقل للنص التالي

أعوام تمضي واعوام تأتي
ليست سوى أرقام…
وأيام تمضي كما مضى
العمر بأكمله ….
ولا زال ذلك المنزل القديم
يحمل بين زواياه ….
جمرات من حطب الذكريات
المتقدة…في مدفئة نارها أقل برداً
من احتراق قلب تائه وفكر مشتت
ومدينة جدران منازلها متصدعة
شوارعها لا تشبه ساكنيها
كل شيئ فيها يشبه الخريف

وطائر السنونو المهاجر
أبى الرجعة لوطنه …
فالغربة تمكنت منه ..
حتى وصلت لروحه ….
وجناحيه المقيدة بسلاسل
الخذلان .. طبعت لونها البرتقالي
الصدء على بياض قلبه
أصبح الكون في نظره غريب
مل تكرار الفصول ….
بنفس الملامح المعتادة
حيث كل فصل ينتهي قبل
أن يبدأ ….لم يعد يكترث بالعودة
لمسقط رأسه …فالغربة غربة
روح لم تعد غربة وطن ….
و الذكريات مرض تمكن
من جسده النحيل …
لم يعد هناك فرق إن أتى
عام جديد أو لم يأتي كلها
أيام تمضي والسنونو يكبر

خربشاتي
غنوة حمزة
حكاية شامية 24/12/2023

 

لنشرح النص كالتالي

 

القصيدة “أعوام تمضي” للشاعرة غنوة حمزة تعبر عن مفهوم الزمن والغربة والذكريات. سنقوم بتحليل القصيدة على النحو التالي:

تبدأ القصيدة بالقول إن الأعوام تمضي وتأتي، وأنها ليست سوى أرقام. هذا يشير إلى سرعة مرور الزمن وتبدل المستقبل والماضي، وأن الأعوام ليست سوى وحدات زمنية بلا قيمة ذاتية.

يتم تصوير العمر بأكمله كأيام تمضي مثلما مضى، مما يعطي انطباعًا بأهمية الحاضر والتركيز على اللحظة الحالية. ويشير البيت الثالث إلى أن المنزل القديم لا يزال يحتفظ بحطب الذكريات المتقدة في مدفئته، مما يشير إلى أهمية الذكريات وتأثيرها العاطفي على الشاعرة.

تصف الشاعرة المدينة بجدران منازلها المتصدعة وشوارعها التي لا تشبه سكانها. يشير هذا إلى حالة عدم الانتماء والغربة التي تشعر بها الشاعرة، حيث لا تجد الانسجام مع بيئتها المحيطة وتعتبر كل شيء فيها يشبه الخريف، وهذا يعكس الحزن والاكتئاب.

في البيت الخامس، تصف الشاعرة طائر السنونو المهاجر الذي رفض العودة إلى وطنه وأصبحت الغربة تسيطر على روحه. تشير إلى أن جناحيه مقيدة بسلاسل الخذلان ولونها البرتقالي الصدء على بياض قلبه، مما يشير إلى الحزن والخيبة والتغير الذي يحدث فيه.

في الأبيت الأخير، تعبر الشاعرة عن عدم الاهتمام بعودة إلى مسقط رأسه، حيث أصبحت الغربة جزءًا لا يتجزأ من روحها. تصف الذكريات بأنها مرض يصيب جسدها النحيل، مما يعكس تأثير الذكريات الحزينة والمؤلمة على حالتها العاطفية والجسدية.

بشكل عام، القصيدة تعبّر عن تجربة الزمن والغربة وتأثير الذكريات على الشاعرة. تصف الشعور بالعزلة والاضطراب العاطفي والحنين إلى الماضي.

ناتي بعد ذلك للنص الثالث

تراتيل العناق

أتخاف الضياع وانت بداخلي؟!…
اسميتك روح الروح …
ابقيتيك في حنايا القلب
ارمم بروحك جروحي
يسعد مهجتي الاكتفاء بك
العشق لك وحدك رغم بعدك
تغلغلت مع النبض في وريدي
يا شقيق الورد في ترف البهاء
راسخ الهمم عيدك عيدي ….
تقبع في حروف القصيد
متعالٍ عن كل قافية
تشبه معلقات العشاق
يخجل من بوحك الكلم
دع روحك تسبح بملكوت روحي
فو الله ازهرت بها منذ القدم
أرى عينيك لامعة في كبد السماء
تغازلني فيغار منا البشر
انا العاشقة لعينيك
ولي في ذمتها نظرات
برَّح بها طول الاشتياق
وقلبٌ يزف ببعدك ألما
تعال لتتلوَ على خافقي تراتيل العناق
لعلِّي اغفر لك بها سنين الفراق
و لعلَّها عهدً منك على البقاء
مهما بنا طال الزمن.

غنوة حمزة
حكاية شامية 22/12/2023

 

لنشرح ونحلل النص كالتالي

القصيدة “تراتيل العناق” للشاعرة غنوة حمزة تعبّر عن الحب والاشتياق والرغبة في الاقتراب من الحبيب. سنقوم بتحليل القصيدة على النحو التالي:

تبدأ القصيدة بتعبير الشاعرة عن خوفها من فقدان الحبيب ورغبتها في أن يكون داخلها. تسميه الحبيب “روح الروح” وتقول إنها تحتفظ به في أعماق قلبها وتستخدم روحه لترميم جروحها. تعبر عن سعادتها واكتفاء روحها بالحبيب.

تصف الشاعرة الحب بأنها للحبيب وحده رغم بعدهما، وأنه اخترق مع كل نبضة في شرايينها. تشبه الحبيب بـ”شقيق الورد في ترف البهاء”، مما يعطي انطباعًا عن جماله وأهميته في حياتها. تصفه بأنه ثابت الهمم ويعيد الاحتفال بعيدها.

تقول إنها تجعله متقعّدًا في حروف القصيدة وأنه يخجل من بوحها بالكلمات. تدعو روحه أن تسبح في ملكوت روحها وتعتبرها أنها ازهرت بها منذ القدم. تصف عينيه بأنهما لامعتان في سماء الكون وتقول إنهما يتبعانها بالغيرة من البشر.

تعترف بأنها متيمة بعينيه وتقول إن لها في ذمتها نظرات تعبّر عن الشوق الطويل وتصف قلبها بأنه ينزف بألم البعد عنه. تدعوه ليأتي وينقل تراتيل العناق على صدرها، عسى أن تغفر له سنوات الفراق وتتعهد أنها ستظل ملتزمة بالبقاء معه رغم مرور الزمن.

بشكل عام، القصيدة تعبّر عن العشق والاشتياق والرغبة في الاقتراب من الحبيب، وتصف الحب بأبهى صوره وأعمق مشاعره. تعبر الشاعرة عن تأثير الحب والعناق على حياتها وتعتبره عهدًا دائمًا بينها وبين الحبيب، مهما طال الزمن.

0 ناتي الي النص الاخير لهذه المقالة

 

تعلمت دروساً من الحياة
الشجرة المثمرة دائما تجذب الأنظار إليها
والسنبلة المليئة بحباب القمح دائماً تكون
عُرضة للريح العاتية
الأحترام وحسن الخلق إهم صفات الإنسان العاقل….
المنافق لا يؤتمن مهما أظهر لك صدق مواقفه ….
الحاسد شخص لا يملك الثقة بنفسه
العدوانية تأكل جوف حاملها
السيرة الحسنة هي إرثك
في الحياة وبعد الممات
كل شخص ينال على قدر نواياه
اللهم أبعد عنا وعنكم أصحاب الأقنعة
والحاقدين والحاسدين والمنافقين
وأصحاب النوايا السيئة
وأرزقنا حسن الخاتمة
طابت اوقاتكم
في حفظ الله ورعايته

غنوة حمزة
جكاية شامية

 

لنشرح هذا النص ونحلله

تحليل القصيدة:

القصيدة تعبّر عن دروس الحياة وتقدم مجموعة من النصائح والملاحظات العامة. سنقوم بتحليلها بالنحو الأدبي والبلاغي والفني:

التحليل الأدبي:
– يتم استخدام المصطلحات المجازية في البيانات الأولى من القصيدة لتوضيح الأفكار. مثال على ذلك الشجرة المثمرة التي تجذب الأنظار والسنبلة المليئة بحباب القمح التي تكون عُرضة للرياح العاتية.
– تُظهر القصيدة أيضًا التناص والاستعارة في وصف الصفات الإنسانية، مثل الحاسد الذي لا يملك الثقة بنفسه والمنافق الذي لا يمكن الوثوق به.

التحليل البلاغي:
– يتم استخدام البديع البلاغية في القصيدة، مثل التشبيه في المقارنة بين الشجرة المثمرة والسنبلة المليئة بحباب القمح، والتي تعكس جاذبية الخصال الحميدة.
– تستخدم القصيدة الاستفهام لتوجيه نداءات وأسئلة موجهة إلى الله للحفاظ على الأخلاق الحميدة والابتعاد عن السلبية والشر.

التحليل الفني:
– تتكون القصيدة من أبيات قصيرة وبسيطة، مما يعزز قوة ووضوح الرسالة المراد إيصالها.
– تستخدم القصيدة التكرار في استخدام عبارة “الحاسد” و”المنافق”، مما يعزز التأكيد على أهمية الابتعاد عن هذه الصفات السلبية.
– يتم استخدام اللغة العامية المشتركة في القصيدة، مما يجعلها سهلة الفهم وقريبة من الجمهور.

بشكل عام، القصيدة تحمل رسالة أخلاقية وتقدم نصائح حول السلوك الإنساني، وتستخدم الأساليب الأدبية والبلاغية والفنية لتعزيز قوة الرسالة وإيصالها بشكل فعال.

مماسبق نخلص الي القول التالي عن شاعرتنا الجميلة  غنوة حمزة

في ختام المقالة، يمكننا خصص أسلوب غنوة حمزة الشعري وجمال نصوصها على النحو التالي:

غنوة حمزة، الشاعرة الموهوبة، تتميز بأسلوب شعري فريد وجذاب يلتقط القلوب والعواطف. تتمحور قصائدها حول العواطف والأحاسيس، وتنسجم مع الواقع وتعكس تجارب الحياة. تستخدم غنوة اللغة البسيطة والمعبرة في قصائدها، مع توظيف المجاز والاستعارة والتشبيه لتعزيز قوة الرسالة.

نصوص غنوة حمزة تتمتع بجمالية فائقة؛ فهي تنسجم مع المشاعر الإنسانية وتفتح الأبواب للتأمل والتأمل. تتميز قصائدها العاطفية بعمقها وصدقها، حيث تنقل الألم والسعادة والشوق والحنين بطريقة مؤثرة وملموسة. تعبيراتها الشعرية تلامس الروح وتثير العواطف، مما يجعل قصائدها قادرة على الوصول إلى قلوب القراء وترسخ في ذاكرتهم.

باختصار، غنوة حمزة تتمتع بأسلوب شعري مميز وفريد، وتقدم نصوصًا جميلة ومؤثرة تعكس العواطف الإنسانية بكل عمق وصدق. إن قصائدها تثري المشهد الشعري بمحتواها العاطفي وتداخلها الفني، مما يجعلها قصائد تبقى في قلوب القراء وتستحق التقدير والتأمل.

وفي الاخير تحياتي للشاعرتنا السورية الرائعة

   غنوة حمزة ولكم ايها القرأء الكرام  بقلمي المحرر الصحفي  سعيد احمد صالح وهبان

اساهي فريد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى