تأملات_في_الجيل_الجميل_03 بقلم الاستاذ سعدون_عبود

#تأملات_في_الجيل_الجميل_03
#بقلم_سعدون_عبود

الحقيقة المرجوة الآن من استنفار عصارة الجهد الذهني و التصوري لماهية ” الجيل الجميل ” هي أنه كلما هيأنا للأفراد – و لعلني أشير بصورة مباشرة لعنصر الشباب – مساحة للشعور بالوجود و الشعور بالقيمة و عملنا معه على تذليل العقبات سواء ما تعلق منها بالمعوقات الفعلية التي صنعتها و تصنعها الظروف الإجتماعية المتشابكة و التي تتدخل في إنتاجها عادة منظومات عشوائية لا تحكمها قواعد و لا مُثل شأنها شأن اقتصاد ما يعرف ب “البازار ” و غيرها أو ما تعلق منها أيضا بتلك العقبات الوهمية التي راوحت لنفسها مكانا قصيا في عقول هذا الجيل و استبطاته مليا في نفض غبار العجز و الكسل و تحريك طاقاته نحو التجديد و العمل و صناعة الوثبة و الحراك الخلاق .
أجل إن السياسات المتواترة منذ عقود على الأقل عندنا هنا في الجزائر كانت و لا زالت في مجملها تتحرك على محك القطيعة مع هذا الجيل و هي ما تفتؤ تضربه في عمق طموحاته ، و تستفز ثورته على الفشل لينتج عناصر النجاح و الإنخراط في قاطرة التحول نحو المستقبل المشرق .
و ما من شيء أهم قبلا من أن تفتح المخابر للبحث في بلورة مفاهيم جديدة في عقول الناشئة و الشباب خاصة و تلقينهم المصطلحات الصحيحة لمعاني النجاح و المفاهيم السديدة لماهية رسالته في الحياة و ما الوظائف و المهام المنوطة به كعنصر فعال في ديمومته و استقراره .
إنني بعبارة أخرى اود ان أعلن و بمرارة شديدة عن ثورتي الآن من خلال هذا المنشور لكل تلك القيم التي تشجع على الرعونة و الطيش و تصويب كاميرات البهرجة الإعلامية نحو بعض العناصر المهرجة في المجتمع الجزائري لتجعل منهم او تود أن تؤسس من تصرفاتهم انموذجا في النجاح و التألق و التحدي و غيره مما يشوش بصورة أو بأخرى عن المفهوم الحقيقي لعامل النجاح و كسر عموده و قطع دابره.
كنا قبل أيام في ملتقى طلبة الشيخ الغزالي الطبعة الرابعة بالعلمة و الذي كان هذه السنة بعنوان الشباب الرسالي و رهانات المستقبل و بعد عدة مداخلات قيمة لبعض الأساتذة و الدكاترة في الموضوع تناولت الكلمة بعدهم استاذتين في مداخلتهما المشتركة مستعملتان شاشة العرض عن بعض نماذج الشباب الناجح عندنا هنا في الجزائر و راحت إحداهن تعدد بإعجاب منقطع النظير مزايا و روح التحدي عند الشاب ” ريفكا ” الذي استطاع أن يحصد 10آلاف إعجاب و وصل به الأمر إلى أن حظي بتكريم عالي المستوى من قبل وزير الثقافة شخصيا .
هنا التساؤل يفرض نفسه عنوة ، هل فعلا الشاب ” ريفكا ” هذا الذي حسب ما أظهره الفيديو الذي بثته الأستاذة على شاشة العرض و ما أظهره من الطيش و العبث و بعض التصرفات التي اقل ما توصف به انها تصرفات طفيلية لا تمت بصلة لشخصية إنسان متوازن ..
و ربما تساءل الكثير من الإخوة و الأخوات في القاعة يومذاك عن سر انتقاء الأستاذة لمثل هذا النموذج من الشباب الذي يريد أن يصنع بؤرة أو ضجة يستقطب بها الأضواء الإعلامية و الأبواق اللاهثة وراء النعيق في الزوايا القاتمة و هل ” ريفكا” هذا – مع التحفظ- على المصطلح يمثل الشاب الجزائري الطموح فعلا ..,؟
ثم هل 10آلاف إعجاب بذاتها تعد نجاحا ؟
ارأيتم اصدقائي أن ثمة خلل عميق الفجوة في ذهنيات الكثيرين منا حتى في مفهوم النجاح و قيمته !
أنا أتساءل ماذا قدم ” ريفكا ” لبلده بعد حصده العشرة آلاف جام ..

يتبع بحول الله …. / …..

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

يالله ببقلم الشاعر الدكتور عمار القحوي

يَا اللهُ بِرِزقٍ يَهْطِلِ مِنْ غَيْثِكَ الْمَنّانْمِنْ غَيْرِ مَنَّةٍ، وَلَا فَضْلٍ، وَلَا إِحْسَانْ وَيَا رَبَّ صُبْحٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْأَحْزَانْوَصِحَّةٍ تُـمْطِرْ بِهَا عَلَلَ الْأَبْدَانْ وَبُشْرَى يُهَلِّلُ لِكِبَرِهَا دَمْعُ الْأَعْيَانْيَرْضَى بِهَا قَلْبِي،…

ياقدس بك مركعي للشاعرة اللبنانية ملفينا ابومراد

يا قدس بك مركعييا روحي لا تجزعيبك اصلي ضارعةلعودة حق لي اسمعي كم أرغب بالحج إلىمقامك الغالي باضلعيعقلي اليك يرنو متالمالا زالت اضرع لترجعي ف ل س*طين ما بكمقسمة مجزئة…

اترك تعليقاً