النيشن وشرف القبيلة بقلم: محمد الليثي محمد
مقالي بعنوان // النيش وشرف القبيلة
( المدن وشرائع القبائل نموذج )
ماذا فعلت المدن في شرائع القبائل ؟
هناك أكثر من تعريف للقبائل ..ومنها أن تعريف كلمة القبائل يرجع إلى أن ( القبائل من قبائل الشجرة أي أغصانها ويقال قبائل من الطير أي أصناف وكل صنف منها قبيلة …والقبيلة هي الجماعة من الناس يكونون من نحو واحد وربما كان القبيل من أب واحد كالقبيلة وهكذا فالتعريف يقوم على التصنيف وفكرة التجمع والتدرج كما أن هذا التجمع يقوم على النسب المشترك للمجموعة. ويقوم التعريف عادة على اعتقاد المجموعات القبلية في انتمائها إلى جد أعلى مشترك، يميزها من مجموعات أخرى مماثلة ويفصلها عنها.) 1
ويعطي الأستاذ فيليب خوري وصفا دقيقا لبنيات القبيلة وركائزها عندما يصفها بأنها (“نظام وهي الأصل في المجتمع البدوي، فكل خيمة تمثل أسرة والمعسكر المكون من عدة خيام يسمى حي، وأعضاء الحي الواحد يسمون قوما، ومجموعة الأقوام القريبة النسب يكونون قبيلة، يخضعون لرئيس واحد هو أسن أعضاء القوم، يتداعون إلى الحرب بصوت واحد، ويضيفون كلمة بني إلى الاسم الذي يجمعهم، ويتكلمون لغة واحدة وينتمون إلى أصل مشترك، كما يشتركون في ملكية منطقة من لأرض” ) 2
(يتميز المجتمع القبلي بانغلاق وحداته على نفسها فلا توجد اتصالات منظمة بالأجانب ولا هجرات إلا في الظروف المناخية الصعبة، كما أن انعزال أفراد القبيلة في البوادي والصحراء جعلهم هم أنفسهم دون تغيير مما ولد لديهم شعور لا سبيل إلى زعزعته بأن الأرض التي تكسب منها القبيلة عيشها هي أرضها ما دامت تقيم فيها وكل محاولة من جانب أي غريب تعتبر عدوانا صريحا يجب دفعه، واعتبرت بالتالي ملكية المراعي والآبار والواحات ملكا جماعيا وسمح للأفراد بتملك الحيوانات والمقتنيات الخاصة.)3
من كل تلك الاقتباسات نتعرف على تعريف القبيلة ونميز مجتمعاتها .. التي تختلف عن مجتمع المدينة ..فمجتمع القبيلة له تأثير على أفراده حين يمحوان شخصية الفرد وخصوصيته إلى شخصية ومكانة القبيلة ( تجد عنترة العباسي يحمل عصاه إلى الخلاء ليرعى أغنام قبيلة بني عبس ) إذا يتحرك الإنسان في الحياة عن طريق القبيلة .. ليس له طريق معين .. هو يعيش الحياة لنصرة القبيلة والدفاع عنها .. وذلك يختلف عن المدينة التي تذيب الإنسان فى وحداتها .. وتدفعه الى الانغلاق على ذاته لكي يبحث عن مصلحته الضيقة التي تتمحور حول شخصه .. وأسرته الصغيرة والكبيرة .. وأن كان ينسحب تحت مصالحه الشخصية والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا وصل الإنسان الى هذه العزلة ؟ .. حتى أنك تصاب بالدهشة عندما ترى حلم الوحدة العربية لا يتحقق .. برغم زراعة المبدأ الاساسى للوحدة فتجد أن النبي صلى الله وعليه وسلم المعماري الأول والذي قام ببناء مدينة يثرب ..وأن التغير الاساسى الذى طرا على المدينة والذي أثر فيها تأثيرا كبيرا هو بناء المسجد النبوي فى وسط مدينة يثرب .. حيث تم شق طرق رئيسية تصل المسجد بالضواحي، فقد أشارت الروايات التاريخية إلى طريق يمتد من المسجد ويتجه غربا حتى يصل إلى جبل سلع وطريق من المسجد يخترق منازل بني عدي بن النجار ويصل إلى قباء جنوبا ومن قباء وجد طريق يتجه شمالا إلى البقيع كانت الشوارع قياسية فقد كان عرض الشارع الرئيسي سبع أذرع، والذي يتفرع منه خمس أذرع والشارع الأصغر ثلاث أذرع. غطيت شوارع المدينة في حينها بالحصى .. وحين وصل المهاجرون .. وهى نقطة فارقة فى حياة المدن العربية ..حيث يتضح أن المهاجرين قد تركوا شرائع القبيلة خلفهم عندما وصلوا الى يثرب .. حيث وهب لهم الأنصار بعض الأراضي الفارغة ليسكنوا فيها، وقد قسمت الأرض بطريقة قبلية حيث إن لكل قبيلة أعطيت أرضا .. تبنى فيها كما تشاء ..كما أنه ترك السوق للخلاء حيث كان التجار يحضرون كل يوم لعرض بضاعتهم .ز وبرغم ذلك كان الاهتمام الأول للرسول .. هو للمرافق العامة حيث أقام الرسول خيمة بالمسجد لأجل التداوي، كما أقيمت دور الضيافة لاستقبال الوفود كان أهمها دار عبد الرحمن بن عوف واتخذت مواضع لقضاء الحاجات تسمى المناصع واختيرت مواضع للذبح بعيدا عن السكان، وعين مكاناً لصلاة العيد. في نفس الوقت وبالموازاة مع البناء قام الرسول بإعادة تنظيم المدينة إداريا واجتماعيا حيث أن أول عمل هو الموآخاة بين المهاجرين والأنصار والذي حقق الكثير من الأهداف أهمها المساعدة على دمج المهاجرين في المجتمع الجديد وتقوية الأواصر بينهم وبين الأنصار والتأكيد على أهمية التكافل الاجتماعي.
من كل ذلك تتبين أن البداية كانت في التخلص من عادات القبيلة .. والاندماج في مجتمع المدينة وتربية الحيوانات الخاصة وطرح مبدأ الخصوصية وبرغم ذلك ورغم التوسع فى فكرة المدينة تجد أن التخلص من شرائع القبيلة .. كان طريق غير ممهد ولكن كان هناك ارتدادات كثير منها على سبيل المثال ما جاء حين يٌعتبر هذا الشعور القبلي من أهم مشكلات البداوة، فقد باعد منذ القديم بين العرب وبين شعورهم بالأممية، أي اعتبارهم أمة واحدة فقد لاحظ الأستاذ أحمد أمين( )أن العرب لما انتصروا على الفرس في موقعة ذي قار لم يتغنوا كعادتهم في الفخر بنصرة العروبة عامة بل تغنوا بنصرة القبائل التي اشتركت في الحرب ومن هنا كان الفخر القبلي دليلا على فقدان الشعور بأن العرب أمة رغم أن الإسلام حارب هذه الحميّة القومية وسماها عصبية جاهلية وجعل الأخوة في العقيدة تسمو على كل العلاقات والانتماء الوحيد الذي يحق للمسلم الافتخار به هو الانتماء لأمة الإسلام العالمية.
أذا مسائله القبيلة تعيش مع الإنسان العربي .. لأنه شعور بالحماية والدفء بعيدا عن الخوف من المجهول ، الذي يكتنف الوحدة التي تلبس الإنسان في المدينة .. إن المتأمل للشعوب العربية يجد أنها متمسكة بشرائع القبيلة برغم ادعاء التحضر الذي تتظاهر به الشعوب والإفراد وقد أدرك ذلك الاستعمار .. فصال وجال على مدار التاريخ العربي ..حتى يتمكن من أسنغال ثروات المناطق العربية .. برغم أن التكافل الاجتماعي كان فكرة وفعل تم طرحة من بداية صناعة المدن العربية .. وصول المهاجرين – ثاني تلك التغيرات كانت المدينة في العصر الأموي حيث تم إضافة الكثير من المرافق العامة مثل منشآت الحكم ودور العلم والمشافي والشرطة والدواوين ودور العبادة ودوائر الحكم المختصة وغيرها، وكانوا يضعون هذه المرافق إما في المركز مع المرافق الرئيسية أو على طول الشوارع الرئيسية التي تربط الضواحي بمراكز المدن كما بنوا القصور المميزة وعرفت القصور الأموية بروعة بنائها ونافست دار الخلافة ودور الإمارة. أضف إلى ذلك، سمح الأمويون للناس بالبناء في الأسواق فلم تعد أرض فضاء بل إنها أصبحت مبنية والدكاكين ثابتة فيها وكانت بداية لآنشاء الأسواق الثابتة في العصور الإسلامية اللاحقة وتميز العصر الأموي بطراز من البناء وأسلوب انتشر في كافة البلاد وعرف بطراز البناء الأموي. .
وبرغم كل هذا التاريخ نجد أن الإنسان العربي يعيش داخليا حالة ثقافة القبيلة بعيدا عن المدن .. والاندماج في علاقات المدن والدفاع عن منجزاته الحضارية .. وهناك نماذج ثلاثة داخل المدن تدل دلالة أكيدة على تغلغل ثقافة القبيلة وتمسك الإنسان العربي بذلك والدفاع عنها .. النموذج الأول وجود تكتلات داخل المدن تنتمي إلى قبائل بعينها هذه المناطق تخرج من حياة المدنية وتعيش في حياة القبيلة وثقافتها .. فأنت عندما تدلف إلى إحدى هذه المناطق تحس بتغير كبير في المنظر والأشخاص والرائحة وعلاقة الأشخاص كذلك في نوعية الملابس التي ترتدي كان الأشخاص لديهم انفصالا .. كما أنك تجد أشخاصا يجلسون في هذه المناطق مهمتهم هي الدفاع عنها .
النموذج الثاني .. ما يطلق من تسميات على بعض المناطق تنتمي إلى قبائل بعينها .. أو رجال
وهذا الفعل راجع إلى تبني ثقافة القبائل وهذا الفعل يدفعنا إلى النموذج الثالث وهو انتشار الجمعيات التي تنتمي إلى بلاد بعينها حيث تقوم هذه الجمعيات بتقديم خدمات معينة بعيدا عن سلطات المدن كما إن الملاحظ أنها تقوم بعمل مدافن خاصة بها بعيدا عن الآخرين مما يوجد انتماءات مختلفة داخل المجتمعات العربية والمدن العربية وكان الواجب الانتماء الى المدن والبلاد حتى لا نوجد للاستعمار والأعداء النفاذ من تلك الثغرات لتفتيه الأمة العربية التي جاء الإسلام لكي يجعها أمة واحدة قادرة على التصدي للأعداء ولو نظرت الى تاريخ إلام لتبينه أن ثقافة القبائل متغلغلة في عقلية الإفراد .. حيث ينتمي إلى قبيلة يدافع عنها وعن عادات متصلة فيه من زمن قبائل العصر الجاهلي .. وأكبر دليلا على ثقافة القبائل ما يوجد في كل بيت …..
النيش وشرف القبيلة
.. ما هو النيش في التعريفات المتعارف عليها بين عموم البشر هو قطعة أثاث منزلية أصبحت من الأشياء الأساسية في جهاز العروسين في العصر الحديث وتكلفهما الكثير من الأموال والجهد لإخراجه بشكل مميز
هو في الشكل قطعة أساس منزلية تشبه الدولاب ولكن واجهتها من الزجاج لكي تظهر المقتنيات الثمينة والأنيقة الموجودة به
ظهر النيش فى تسعينيات القرن الماضي أي ما يقرب من 30 عامًا وأطلق هذا الاسم على الدولاب المسئول عن حفظ أدوات المائدة ، ويرجع تسميته بهذا الاسم الغريب إلى اللغة الفرنسية niche وتعني كوخ بيت الكلب .
وبفحص التعريفات نتبين موقع النيش من الاعتقادات العربية .. حيث تعتقد النساء وهي عنصر مهم فى الحياة الدنيوية على أن النيش يمثل فخر العائلة أمام عيون الآخرين وأنه قادر على تغير نظرة الضيف من العائلة .. إنها تلك النظرة التي تتغير دواما إذا طرح جديد والجديد تلك الرصة الغربية التي حدثت لأدوات المائدة .. والنيش هو المكان التي تضع عليه السيدات لافته ممنوع الاقتراب ومسموح بالتصوير فقط ، هو المكان الذي يتم فتحه بمعرفة الزوجة كل عيد للتنظيف والبكاء على الأشياء المكسورة والحديث عن ذكريات الشراء ولكن يمكن أن يفتح أذا كان هناك عريس للبنت ذو شان .. تخرج القطع وتفرض عليها نظرية الاهتمام الزائد عن الحد .. تلك الأشياء المدفوع فيها آلاف الجنيهات تمثل معتقدات قبيلة قديمة .. تتحدث عن التباهي بما لدا القبيلة من رجال وخيل وشعراء ونساء أنها السير في نظرية الأنا أنا القبيلة التي يجب إن تكون هى تبحث عن الشكل في عيون الآخرين وتلك أفاه العرب فى العمل بنظرة الآخرين لي .. علي مدار سنوات العمر تم استهلاك آلاف الجنيهات دون أى عائد عملي أو تفكير فى كيفية استغلال تلك الإمكانات المتاحة خروجا من أزمات تحدث في سنوات العمر .. ضع عنك كيف تطلب من إنسان يعيش مع معضلة كبيرة قد تأثر على حياته كلها .. أنه ذلك الكائن المدلل الذي يعيش بيننا .. ولا نعرف متي كان والي أين سوف يسر حتي أننا يمكن إن نتخلص من أي شيء إلا هو حتي عندما تموت صاحبة النيش نحتفظ بذلك الكائن تخليدا لذكرها .. إنها المرأة التي تؤمن بتلك الخرافات وهي التي تصنع معتقداتنا هي قادرة علي تغير قرارات الرجل أنظر الى قرار سيدنا آدم في قصة الشجرة ( شجرة الخلد ) كذلك وجودها في كل قصص التاريخ .. كيف هي تؤثر على قرارات الرجل بما تملكه من تأثير .
إذا هناك علاقة بين وجود النيش والتكريس إلى ثقافة القبيلة .. وكيف هي من أضاعت الكثير من التقدم الحادث في الحياة .. إن القبيلة مرحلة في الحياة عندما كان الإنسان يبحث عن حماية لكي يعيش الحياة مطمئن إلي تلك العلاقات التي تفرضها الحياة في أن تكون من قبيلة تبحث عن شرف التفضل على الآخرين حتى لو كنت جاهل لا تصنع في الحياة إضافة واحدة ولم تملك أي موهبة ولا حبة فرح بذلك الدولاب المسيطر على مساحة من الحياة به وعليه ذكريات الشراء .. تعالي لنعيد ترتيب الحياة كما نحب وليس كما تريد القبيلة أن ذكر النيش فى هذا المقال هو مثال عن الأشياء الضائعة منا .. والتي يمكن استغلها لتطور الحياة العربية .. وذلك لتلبية احتياجات الإنسان العربي .. وماذا بعد ؟ توقف لمدة عشرة دقائق أنت وأنا في منتصف الطريق لنبين أين نسير ولماذا ؟ أسئلة مشروعة لتعديل المسار .. واتخاذ القرار السليم بعيدا عن حياة القبيلة كذلك سوف تمضي في الحياة كما كان يعيش الآخرين أما سوف تتعلم من التجارب الناجحة أم سوف نبقي تحت رحمة أعدائنا .. أنما خلق الله الحكايات وتجارب الآخرين لنتعلم منها لكي يعيش الإنسان حياة أفضل .
أسوان / بقلم الأديب محمد الليثي محمدمقالي بعنوان // النيش وشرف القبيلة
( المدن وشرائع القبائل نموذج )
ماذا فعلت المدن في شرائع القبائل ؟
هناك أكثر من تعريف للقبائل ..ومنها أن تعريف كلمة القبائل يرجع إلى أن ( القبائل من قبائل الشجرة أي أغصانها ويقال قبائل من الطير أي أصناف وكل صنف منها قبيلة …والقبيلة هي الجماعة من الناس يكونون من نحو واحد وربما كان القبيل من أب واحد كالقبيلة وهكذا فالتعريف يقوم على التصنيف وفكرة التجمع والتدرج كما أن هذا التجمع يقوم على النسب المشترك للمجموعة. ويقوم التعريف عادة على اعتقاد المجموعات القبلية في انتمائها إلى جد أعلى مشترك، يميزها من مجموعات أخرى مماثلة ويفصلها عنها.) 1
ويعطي الأستاذ فيليب خوري وصفا دقيقا لبنيات القبيلة وركائزها عندما يصفها بأنها (“نظام وهي الأصل في المجتمع البدوي، فكل خيمة تمثل أسرة والمعسكر المكون من عدة خيام يسمى حي، وأعضاء الحي الواحد يسمون قوما، ومجموعة الأقوام القريبة النسب يكونون قبيلة، يخضعون لرئيس واحد هو أسن أعضاء القوم، يتداعون إلى الحرب بصوت واحد، ويضيفون كلمة بني إلى الاسم الذي يجمعهم، ويتكلمون لغة واحدة وينتمون إلى أصل مشترك، كما يشتركون في ملكية منطقة من لأرض” ) 2
(يتميز المجتمع القبلي بانغلاق وحداته على نفسها فلا توجد اتصالات منظمة بالأجانب ولا هجرات إلا في الظروف المناخية الصعبة، كما أن انعزال أفراد القبيلة في البوادي والصحراء جعلهم هم أنفسهم دون تغيير مما ولد لديهم شعور لا سبيل إلى زعزعته بأن الأرض التي تكسب منها القبيلة عيشها هي أرضها ما دامت تقيم فيها وكل محاولة من جانب أي غريب تعتبر عدوانا صريحا يجب دفعه، واعتبرت بالتالي ملكية المراعي والآبار والواحات ملكا جماعيا وسمح للأفراد بتملك الحيوانات والمقتنيات الخاصة.)3
من كل تلك الاقتباسات نتعرف على تعريف القبيلة ونميز مجتمعاتها .. التي تختلف عن مجتمع المدينة ..فمجتمع القبيلة له تأثير على أفراده حين يمحوان شخصية الفرد وخصوصيته إلى شخصية ومكانة القبيلة ( تجد عنترة العباسي يحمل عصاه إلى الخلاء ليرعى أغنام قبيلة بني عبس ) إذا يتحرك الإنسان في الحياة عن طريق القبيلة .. ليس له طريق معين .. هو يعيش الحياة لنصرة القبيلة والدفاع عنها .. وذلك يختلف عن المدينة التي تذيب الإنسان فى وحداتها .. وتدفعه الى الانغلاق على ذاته لكي يبحث عن مصلحته الضيقة التي تتمحور حول شخصه .. وأسرته الصغيرة والكبيرة .. وأن كان ينسحب تحت مصالحه الشخصية والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا وصل الإنسان الى هذه العزلة ؟ .. حتى أنك تصاب بالدهشة عندما ترى حلم الوحدة العربية لا يتحقق .. برغم زراعة المبدأ الاساسى للوحدة فتجد أن النبي صلى الله وعليه وسلم المعماري الأول والذي قام ببناء مدينة يثرب ..وأن التغير الاساسى الذى طرا على المدينة والذي أثر فيها تأثيرا كبيرا هو بناء المسجد النبوي فى وسط مدينة يثرب .. حيث تم شق طرق رئيسية تصل المسجد بالضواحي، فقد أشارت الروايات التاريخية إلى طريق يمتد من المسجد ويتجه غربا حتى يصل إلى جبل سلع وطريق من المسجد يخترق منازل بني عدي بن النجار ويصل إلى قباء جنوبا ومن قباء وجد طريق يتجه شمالا إلى البقيع كانت الشوارع قياسية فقد كان عرض الشارع الرئيسي سبع أذرع، والذي يتفرع منه خمس أذرع والشارع الأصغر ثلاث أذرع. غطيت شوارع المدينة في حينها بالحصى .. وحين وصل المهاجرون .. وهى نقطة فارقة فى حياة المدن العربية ..حيث يتضح أن المهاجرين قد تركوا شرائع القبيلة خلفهم عندما وصلوا الى يثرب .. حيث وهب لهم الأنصار بعض الأراضي الفارغة ليسكنوا فيها، وقد قسمت الأرض بطريقة قبلية حيث إن لكل قبيلة أعطيت أرضا .. تبنى فيها كما تشاء ..كما أنه ترك السوق للخلاء حيث كان التجار يحضرون كل يوم لعرض بضاعتهم .ز وبرغم ذلك كان الاهتمام الأول للرسول .. هو للمرافق العامة حيث أقام الرسول خيمة بالمسجد لأجل التداوي، كما أقيمت دور الضيافة لاستقبال الوفود كان أهمها دار عبد الرحمن بن عوف واتخذت مواضع لقضاء الحاجات تسمى المناصع واختيرت مواضع للذبح بعيدا عن السكان، وعين مكاناً لصلاة العيد. في نفس الوقت وبالموازاة مع البناء قام الرسول بإعادة تنظيم المدينة إداريا واجتماعيا حيث أن أول عمل هو الموآخاة بين المهاجرين والأنصار والذي حقق الكثير من الأهداف أهمها المساعدة على دمج المهاجرين في المجتمع الجديد وتقوية الأواصر بينهم وبين الأنصار والتأكيد على أهمية التكافل الاجتماعي.
من كل ذلك تتبين أن البداية كانت في التخلص من عادات القبيلة .. والاندماج في مجتمع المدينة وتربية الحيوانات الخاصة وطرح مبدأ الخصوصية وبرغم ذلك ورغم التوسع فى فكرة المدينة تجد أن التخلص من شرائع القبيلة .. كان طريق غير ممهد ولكن كان هناك ارتدادات كثير منها على سبيل المثال ما جاء حين يٌعتبر هذا الشعور القبلي من أهم مشكلات البداوة، فقد باعد منذ القديم بين العرب وبين شعورهم بالأممية، أي اعتبارهم أمة واحدة فقد لاحظ الأستاذ أحمد أمين( )أن العرب لما انتصروا على الفرس في موقعة ذي قار لم يتغنوا كعادتهم في الفخر بنصرة العروبة عامة بل تغنوا بنصرة القبائل التي اشتركت في الحرب ومن هنا كان الفخر القبلي دليلا على فقدان الشعور بأن العرب أمة رغم أن الإسلام حارب هذه الحميّة القومية وسماها عصبية جاهلية وجعل الأخوة في العقيدة تسمو على كل العلاقات والانتماء الوحيد الذي يحق للمسلم الافتخار به هو الانتماء لأمة الإسلام العالمية.
أذا مسائله القبيلة تعيش مع الإنسان العربي .. لأنه شعور بالحماية والدفء بعيدا عن الخوف من المجهول ، الذي يكتنف الوحدة التي تلبس الإنسان في المدينة .. إن المتأمل للشعوب العربية يجد أنها متمسكة بشرائع القبيلة برغم ادعاء التحضر الذي تتظاهر به الشعوب والإفراد وقد أدرك ذلك الاستعمار .. فصال وجال على مدار التاريخ العربي ..حتى يتمكن من أسنغال ثروات المناطق العربية .. برغم أن التكافل الاجتماعي كان فكرة وفعل تم طرحة من بداية صناعة المدن العربية .. وصول المهاجرين – ثاني تلك التغيرات كانت المدينة في العصر الأموي حيث تم إضافة الكثير من المرافق العامة مثل منشآت الحكم ودور العلم والمشافي والشرطة والدواوين ودور العبادة ودوائر الحكم المختصة وغيرها، وكانوا يضعون هذه المرافق إما في المركز مع المرافق الرئيسية أو على طول الشوارع الرئيسية التي تربط الضواحي بمراكز المدن كما بنوا القصور المميزة وعرفت القصور الأموية بروعة بنائها ونافست دار الخلافة ودور الإمارة. أضف إلى ذلك، سمح الأمويون للناس بالبناء في الأسواق فلم تعد أرض فضاء بل إنها أصبحت مبنية والدكاكين ثابتة فيها وكانت بداية لآنشاء الأسواق الثابتة في العصور الإسلامية اللاحقة وتميز العصر الأموي بطراز من البناء وأسلوب انتشر في كافة البلاد وعرف بطراز البناء الأموي. .
وبرغم كل هذا التاريخ نجد أن الإنسان العربي يعيش داخليا حالة ثقافة القبيلة بعيدا عن المدن .. والاندماج في علاقات المدن والدفاع عن منجزاته الحضارية .. وهناك نماذج ثلاثة داخل المدن تدل دلالة أكيدة على تغلغل ثقافة القبيلة وتمسك الإنسان العربي بذلك والدفاع عنها .. النموذج الأول وجود تكتلات داخل المدن تنتمي إلى قبائل بعينها هذه المناطق تخرج من حياة المدنية وتعيش في حياة القبيلة وثقافتها .. فأنت عندما تدلف إلى إحدى هذه المناطق تحس بتغير كبير في المنظر والأشخاص والرائحة وعلاقة الأشخاص كذلك في نوعية الملابس التي ترتدي كان الأشخاص لديهم انفصالا .. كما أنك تجد أشخاصا يجلسون في هذه المناطق مهمتهم هي الدفاع عنها .
النموذج الثاني .. ما يطلق من تسميات على بعض المناطق تنتمي إلى قبائل بعينها .. أو رجال
وهذا الفعل راجع إلى تبني ثقافة القبائل وهذا الفعل يدفعنا إلى النموذج الثالث وهو انتشار الجمعيات التي تنتمي إلى بلاد بعينها حيث تقوم هذه الجمعيات بتقديم خدمات معينة بعيدا عن سلطات المدن كما إن الملاحظ أنها تقوم بعمل مدافن خاصة بها بعيدا عن الآخرين مما يوجد انتماءات مختلفة داخل المجتمعات العربية والمدن العربية وكان الواجب الانتماء الى المدن والبلاد حتى لا نوجد للاستعمار والأعداء النفاذ من تلك الثغرات لتفتيه الأمة العربية التي جاء الإسلام لكي يجعها أمة واحدة قادرة على التصدي للأعداء ولو نظرت الى تاريخ إلام لتبينه أن ثقافة القبائل متغلغلة في عقلية الإفراد .. حيث ينتمي إلى قبيلة يدافع عنها وعن عادات متصلة فيه من زمن قبائل العصر الجاهلي .. وأكبر دليلا على ثقافة القبائل ما يوجد في كل بيت …..
النيش وشرف القبيلة
.. ما هو النيش في التعريفات المتعارف عليها بين عموم البشر هو قطعة أثاث منزلية أصبحت من الأشياء الأساسية في جهاز العروسين في العصر الحديث وتكلفهما الكثير من الأموال والجهد لإخراجه بشكل مميز
هو في الشكل قطعة أساس منزلية تشبه الدولاب ولكن واجهتها من الزجاج لكي تظهر المقتنيات الثمينة والأنيقة الموجودة به
ظهر النيش فى تسعينيات القرن الماضي أي ما يقرب من 30 عامًا وأطلق هذا الاسم على الدولاب المسئول عن حفظ أدوات المائدة ، ويرجع تسميته بهذا الاسم الغريب إلى اللغة الفرنسية niche وتعني كوخ بيت الكلب .
وبفحص التعريفات نتبين موقع النيش من الاعتقادات العربية .. حيث تعتقد النساء وهي عنصر مهم فى الحياة الدنيوية على أن النيش يمثل فخر العائلة أمام عيون الآخرين وأنه قادر على تغير نظرة الضيف من العائلة .. إنها تلك النظرة التي تتغير دواما إذا طرح جديد والجديد تلك الرصة الغربية التي حدثت لأدوات المائدة .. والنيش هو المكان التي تضع عليه السيدات لافته ممنوع الاقتراب ومسموح بالتصوير فقط ، هو المكان الذي يتم فتحه بمعرفة الزوجة كل عيد للتنظيف والبكاء على الأشياء المكسورة والحديث عن ذكريات الشراء ولكن يمكن أن يفتح أذا كان هناك عريس للبنت ذو شان .. تخرج القطع وتفرض عليها نظرية الاهتمام الزائد عن الحد .. تلك الأشياء المدفوع فيها آلاف الجنيهات تمثل معتقدات قبيلة قديمة .. تتحدث عن التباهي بما لدا القبيلة من رجال وخيل وشعراء ونساء أنها السير في نظرية الأنا أنا القبيلة التي يجب إن تكون هى تبحث عن الشكل في عيون الآخرين وتلك أفاه العرب فى العمل بنظرة الآخرين لي .. علي مدار سنوات العمر تم استهلاك آلاف الجنيهات دون أى عائد عملي أو تفكير فى كيفية استغلال تلك الإمكانات المتاحة خروجا من أزمات تحدث في سنوات العمر .. ضع عنك كيف تطلب من إنسان يعيش مع معضلة كبيرة قد تأثر على حياته كلها .. أنه ذلك الكائن المدلل الذي يعيش بيننا .. ولا نعرف متي كان والي أين سوف يسر حتي أننا يمكن إن نتخلص من أي شيء إلا هو حتي عندما تموت صاحبة النيش نحتفظ بذلك الكائن تخليدا لذكرها .. إنها المرأة التي تؤمن بتلك الخرافات وهي التي تصنع معتقداتنا هي قادرة علي تغير قرارات الرجل أنظر الى قرار سيدنا آدم في قصة الشجرة ( شجرة الخلد ) كذلك وجودها في كل قصص التاريخ .. كيف هي تؤثر على قرارات الرجل بما تملكه من تأثير .
إذا هناك علاقة بين وجود النيش والتكريس إلى ثقافة القبيلة .. وكيف هي من أضاعت الكثير من التقدم الحادث في الحياة .. إن القبيلة مرحلة في الحياة عندما كان الإنسان يبحث عن حماية لكي يعيش الحياة مطمئن إلي تلك العلاقات التي تفرضها الحياة في أن تكون من قبيلة تبحث عن شرف التفضل على الآخرين حتى لو كنت جاهل لا تصنع في الحياة إضافة واحدة ولم تملك أي موهبة ولا حبة فرح بذلك الدولاب المسيطر على مساحة من الحياة به وعليه ذكريات الشراء .. تعالي لنعيد ترتيب الحياة كما نحب وليس كما تريد القبيلة أن ذكر النيش فى هذا المقال هو مثال عن الأشياء الضائعة منا .. والتي يمكن استغلها لتطور الحياة العربية .. وذلك لتلبية احتياجات الإنسان العربي .. وماذا بعد ؟ توقف لمدة عشرة دقائق أنت وأنا في منتصف الطريق لنبين أين نسير ولماذا ؟ أسئلة مشروعة لتعديل المسار .. واتخاذ القرار السليم بعيدا عن حياة القبيلة كذلك سوف تمضي في الحياة كما كان يعيش الآخرين أما سوف تتعلم من التجارب الناجحة أم سوف نبقي تحت رحمة أعدائنا .. أنما خلق الله الحكايات وتجارب الآخرين لنتعلم منها لكي يعيش الإنسان حياة أفضل .
أسوان / بقلم الأديب محمد الليثي محمد