العائلة بين الماضي والحاضر بقلم/ ا. فاطمة النهام كاتبة وقاصة بحرينية

العائلة بين الماضي والحاضر

بقلم/ ا. فاطمة النهام
كاتبة وقاصة بحرينية
اختصاصية ارشاد اجتماعي اولى بوزارة التربية والتعليم
مملكة البحرين

اتذكر حينما درست مقرر (مدخل الى علم الانثربولوجيا) في جامعة البحرين وفي احدى المحاضرات تطرق الدكتور الى تصنيفات العائلة فمنها الاسرة الممتدة ومنها الاسرة النووية كما تصنف من منظور ورؤية علماء الانثربولوجيا.
فالاسرة هي اللبنة الأساسية لبناء اي مجتمع، وهي اهم وسيلة من وسائل التربية والتنشئة الاجتماعية.
وبحسب ما شرح لنا الدكتور في المحاضرة حول تصنيفات الاسرة ذكر بأن الاسرة الممتدة هي الكبيرة المكونة من الزوج والزوجة والأبناء والأجداد والاحفاد، تتعايش مع بعض البعض في بيت واحد يضم العائلة الكبيرة، بينما النووية هي الأسرة الصغيرة المكونة من الاب والام والابناء.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل العائلة في الزمن الحاضر كما هي في الماضي؟!
من المؤسف ان هناك امور عديدة تغيرت وعادات كثيرة تبدلت وأهمها هي العادات الاجتماعية والتواصل الاسري والذي يعتبر العامل المهم في قوة دعائم العائلة وسندها.
حدث ذلك نتيحة لما مر فيه الزمن من تغير في نمط الحياة المترتب عن الثورة التكنولوجية المعلوماتية التي يمر بها العالم، حيث أصبح جميع أفراد الأسرة يمتلكون الهواتف والأجهزة الذكية مما جعلهم ينشغلون عن بعضهم البعض وبالتالي إلى حدوث التباعد الاجتماعي والاسري.
بينما في الماضي كان أفراد العائلة يتحلقون حول جهاز التلفزيون، في لمة أسرية جميلة، يستمتعون بمشاهدة الحلقات التلفزيونية ويتفاعلون ويتناقشون حول احداثها.
كذلك من اهم وسائل نمط الحياة الحديثة هو توافر الانترنيت بالمنزل والذي يعتبر سلاحا ذو حدين، فعلى قدر الاستفادة منه يعتبر ايضا وسيلة تكنولوجية هادمة حيث شغلت أفراد الاسرة عن التواصل والتخاطب الجماعي.
ما يلاحظ بان أنماط الحياة تغيرت في الوقت الراهن مما أدى إلى انقراض العادات والممارسات الحياتية الأسرية القديمة والجميلة.
نمط الحياة والتواصل الأسري أصبح ضعيفا عن ذي قبل، لان العائلة في السابق كانت تستند على بعضها البعض في قوة العلاقات.

ما أجمل تلك الأيام..
ليتها تعود.

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

سلو االفؤاد للشاعرة السورية غنوة حمزة

سَلوا الفؤادَ سلوا الفؤادَ بلطفٍ عن مواجعِنالايُجدي للجرحِ بعدَ النزفِ تطبيبُ في بحرِ عشقٍ هوَت للقاعِ قافيتيوالشيبُ في إلهامٍ لايجديهِ تخضيبُ أغفو وأصحو على ذِكرى تعذّبُنيقد شابَ قَلبي وبعضُ الشّوقِ…

كأنك مطر بقلم بسام احمد العبدالله

كأنكِ مطر لا تسألي كيف أحبكِأنا لا أملك تفسيرًاكما لا تملك الريحُ مبررًا لجنونهاولا البحرُ سببًا لافتراسه اليابسة حين تغيبينتغلق المدنُ أبوابها، وتصير الأرصفةُ مبلّلة بالأسىكأنكِ المطرُولم تأذني للغيم أن…

اترك تعليقاً