
/_أشوَاقٌ و أَوْرَاق_(حمزة عبد الجليل)_//
______
غَزَا الشَيْبُ الأذْقَانَ وَقَدْ جَفَتْ مآقِينَا
وَمَا عَادَت الأشِعْارُ تُؤازِرُنَا وَتُسَلِينَا
وَكَـأَنَ النَظْمَ عَقَ وَمَا عَـادَ يُطَاوِعُنِي
لَمَا إشْتاقَتْ إِلَى عَيْنِ الحَبِيبِ قَوَافـِينَا
جَفَتْ مَنِ كَانَتْ عِنْدَ الضَنى تُسَاعِدُنِي
شَحَتْ الأقْلاَمُ وَقَلَبَ الفُرَاقُ المَوَازِينَا
وَ كُنْتُ أَسْتَدْعِي طَيْفَهُ بِلَـيْلٍ يُسَامِرُنِي
فَغَابَ الحَبِيبُ وَالطَيْفُ صَارَ يُعَـادِينَا
بِتُ بَحُزْنٍ مِنْ كُلِ صَوْبٍ يُحَاصِرُنِي
وَمَا رَستْ قَوَارِبُ رَاحَةٍ عَلَى مَوَانَينَا
إِشْتَدَ إِعْصَارُ الهُمُومِ أمْوَاجُهُ تَتَقَاذَفُنِي
لا حَنَتْ عَلَى شِمَالٍ وَلا رَحَمَتْ يَمِينَا
يَبِيتُ الوَاشِي قَرِيرًا والأَرَقُ يُلاَزِمُنِي
بِأوْجَعٍ تَـارَةً نُنَاجِيهَا وأُخْـرَى تُنَاجِينَا
سُحْقًا لَكَ مِنْ نَمَامٍ وَمَا كُنْتَ لتُوَاجِهُنِي
أَ مَا يَكْفِيكَ بُعَادٌ وَشَوقٌ وفِينَا مَا يَكْفِينَا
عَلِمْتُ مِنْ غَيْظٍ حَبِيبِي بالجَفَـا يُعَامِلُنِي
وَ أنـا مَن تَوَسَلْتُ للأَقْـدَارِ فِي تَلاَقِـينَا
فسَبَقَ سَيْفُ الفُرَاٌقِ دُعَاء كَمْ يُلاحِـقُنِي
وَبَعْدَ الرَجَاءِ قَـدْ تُحَقِقُ الأقْـدَارُ أَمَنِينَا