يَا بَارِدَ القَلْبِ بقلم: “سمير الزيات”

يَا بَارِدَ القَلْبِ
—————
يَا بَارِدَ القَلْبِ هَلْ تُشْجِيكَ أَلْحَاني
وهَلْ سَمِعْتَ مَعَ الأَلْحَـانِ أَحْـزَانِي
نَادَيْتُ قَلْبَـكَ أنْ يُصْغِي فَاُخْبِرهُ
وأَنْ يُغَـنِّي بلَحْـنٍ بَيْنَ أَشْجَـانِي
نَادَيْتُـهُ فَتَمَـادَى في تَجَـاهُلِـهِ
ولَـمْ يُغَـرِّدْ بِمَـا يَشْدُوهُ وجْـدَانِي
ماذا دَهَـاكَ وقـدْ غَنَّيْتُ من وَجَـعٍ
ضَـجَّ الفُـؤَادُ بِـهِ والشَّوْقُ أَضٰنَانِي
قُلْ لِي بِرَبِّـكَ هَلْ مازلتَ تَعْشَقُنِي
وَهَـلْ فُـؤَادُكَ مَعْـنِيٌّ بِغُفْـرَانِي؟
***
يَا شَـارِدَ القَلْـبَ مَا أَبْقَيْـتَ لِي أَمَـلًا
أَصْـبُو إلَيْـهِ وأَسْمُـو بَيْـنَ خِـلَّانِي
ضَـلَّ الفُـؤَادُ وَنَـارُ الشَّوْقِ تَحْرِقُنِي
هَلْ تُنْكِـرُ الشَّوْقَ في قَلْبِي وَتَنْسَاني
مَهْلًا ـ حبيبي ـ كَفَـانِي مَـا يُؤَرِّقُنِي
وَمَـا يُبَـدِّدُ حُلْمًـا فِيـكَ أَشْقَـاني
لا تُشْرِقُ الشَّمْسُ فِي قَلْبِي إِذا غَرُبَتْ
كَأَنَّمَـا الْحُبُّ والتَّسْهِـيدُ اَعْمَـانِي
مَا عُدتُ أُبْصِرُ في قَلْبِي سِوَى أَسَـفٍ
قَدْ نَالَ مِنِّي ، ومِنْ قَلْبِي ، وَأَخْـزَانِي
***
أَخْـبِرْ فُـؤَادَكَ أَنْ يَمْضِي لِغَـايَتِـهِ
حَتْمًـا سَيَهْفُو إِلَى وَرْدِي وَبُسْتَـانِي
مَازِلْتُ أَغْفُـو وَأَصْحُو في حَدِيقَتِنَا
أَسْقِي الْوُرُودَ وَأَرْعَاهَـا بِتَحْنَـانِي
إِذَا الوُرُودُ وقَـدْ غَنَّيْتُ مِنْ شَجَـنٍ
تَفُـوحُ عِطْـرًا بَدِيعًـا فَـوْقَ أشْجَـاني
يَسُـرُّ نَفْسي ويَمْحُـو مـا يُؤَرِّقُنِي
فَنِمْـتُ نَوْمًـا عَمِيـقًا مِلْء أَجْفَـانِي
يَا بَارِدَ القَلْبِ لَـوْ تَبْغِي نِهَـايَتَـنَا
أَدْعُـو لِرَبِّيَ أَنْ تَحْـظَى بِنِسْـيَانِي
***
الشاعر سمير الزيات
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

الصبر بقلم الكاتبة والأديبة اللبنانية ملفينا ابومراد

الصبر كم قيل في الصبر من المحاسن، حتى في الكتاب المقدس، حيث يُعدّ الصبر من ثمار الروح، ومن علامات الرجاء والإيمان .ففي رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (8:‏25)، يقول“لَكِنْ…

وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

اترك تعليقاً