يا زارعة الريحان بقلم توفيق ركضان القنيطري

🌹 يا زارعة الريحان🌹
توفيق ركضان القنيطري

يا زارعة الريحان
في ربوع قلبي
بالله عليكِ تمهلي
كيف تنمو براعمه
ويفوح أريجها
في صحراءٍ
قَفْرها منذ عقود
لم ينجلي
هجير الأسى
اغتال خصوبتها
جفف غديرها
وعَزَّ الغيثُ من علِ
سِدْرُ الحزن
امتدت عميقا أشواكه
لها على أديم الروح وجعٌ
مُرُّ المذاق
كطعم الحنظل
أتراها نسائم حبكِ تهب
ربيعا زاهيا
فتَخْضَرُّ واحاتها
وتتمايل مزهوة فراشاتها
وتصدحُ في أجوائها
شقشقات العنادلِ
كم أحِنُّ لحب عذري
لتشابكِ الأناملِ فيه رعشة
كرعشة الخشوع
عند الناسكِ التقي المتبتل
حين يكون للعيون بوح
وإن أخفى الحيِيُّ عشقَه
وَشتْ عيناهُ بما أسرَّ و لم يقُلِ
وإن جلجل من خيول الرغبات صهيلها
شُدَّتْ بالحياء أزِمَّتُها
وكأنها لم تجمح ولم تصهلِ
أحن لليلة تقرع دفوف البهجة على مدارها
احتفاءً بموكب حورية
تزين الحناء كفيها
و يُطربُ مسامعي
من وقع قدميها نَقْرُ الخلاخلِ
ليلة وإن حضر البدر فيها
بدا شاحبا
أمام شمس حسنها
من زرعتِ الريحان بربوع قلبي
وفي ليلة العمر
على طبقٍ من هيام تُهديه لي

🌹توفيق ركضان القنيطري 🌹

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

اشتهيك اكثر من الكلام

عيناكِ سحرٌ، وموجٌ في مرافئهِيروي اشتياقي، ويُغرقني بالسهرِوجهي إذا لاح دفءُ النورِ في خدِّكِألقى الضياءَ، وذابَ الحزنُ في البصرِأنفاسكِ العطرُ، تمشي فيّ مرتجلةًكاللحنِ يمضي، فيوقظُ رعشةَ الوترِفي حضنكِ الآنَ أوطانٌ…

على متن القطارات

بسام العبدالله قطارُ العمرِ مضى، والضوءُ في أفقٍيُلوّحُ الودعَ.. والأرواحُ في شُرُفِ مررْتُ بالبصرةِ الأولى.. فكم وجَعٍعلى الأرصفةِ الذكرى بلا طَرَفِ وفي الموصلِ الغنّى، تهاوى نخلُهاكأنّهُ الحلمُ قد طارَ من…

اترك تعليقاً