موت شاعر بقلم ** جمعه عبد المنعم يونس**

موت شاعر
************
لا تتوقف كثيرا ً
عند الأسماء أو الأماكن
وأنت تتحسس أماكن الجروح القديمة
وأستعد لما هو قادم ..
لن يمهلك الوقت لفعل ذلك..
لا تتوقف كثيرا ..
المتربصون بك..
يظنون أن ما تملك من كتب قديمة
يعد كنزا يتوارثونه
أنهم أغبياء …
ربما تدهسك سيارة مجنونة
وأنت تطارد أسم النص ..
اسم النص..
الذي يفر منك مهرولاً في الطرقات ..
ويسبب لك ارتباكا ً كثيرا ً
وربما يكون سببا ً لموتك..
لا تجلس كثيرا…
لا تجلس كثيرا ً في شمس الشتاء
شمسها خادعة ….
ممتعة في الصباح
حارقة في الظهيرة
ربما تنفجر رأسك وأنت سارح في ملكوتك
من حرارة أشعتها
وتتطاير قصائدك
كالعصافير الخضراء الصغيرة
تغرد حول جثتك …
وتعلن موت شاعر.
لا تحزن…
عندما تنعي الجرائد أو الإذاعات
خبر موتك ..
موتك الذي سيفرح له الكثيرين ..
ستهرول المطابع ..
للاستيلاء على قصاصاتك وقصائدك لنشرها
سيربحون أموال طائلة
ويقتسمون الأرباح فيما بينهم
وسيهرول المتربصون بك للاستيلاء على كتبك القديمة
التي تحمل رائحة أنفاسك
لبيعها ..
وأنت ترقد هناك في مقبرتك الفقيرة
خلف النهر …
مجردا ً من كل شيء ..
لا تحزن كثيرا ً هناك..
لأنه …..
ربما لا يزورك هناك أحدا ً
***********************
بقلم ** جمعه عبد المنعم يونس**
**مصر العربية 1 ابريل 2021*
  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

    قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

    إلى رسول الله

    بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

    اترك تعليقاً