قِصَّة الجَرِيمَة البصمة بِقَلَم: “الأديبة عَبِير صَفْوَت”

قِصَّة الجَرِيمَة
البصمة
بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت

غَامِضٌ ومثير مَا قَدَّمَهُ الْمُسْتَحَقِّ فِي ذمة الْأَمْر ، بَعْدَ عَامٍ مِنْ الْهِجْرَةِ ، يَعُود لِلْمُطالَبَةِ بِحَقِّة ، تُرِي مَا خَلَّفَ الكواليس ؟ !

قَالَ الْمُحَقِّقُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ، وَهُوَ يَعْبَثُ بِقَلَمِة الحبري بَيْنَ أَصَابِعِة ، حَتَّي ناورة الطَّبِيب الشَّرْعِيّ بتساؤل :
هَل تَعْتَقِد ؟ ! أَن بِالْأَمْر خَدِيعَةٌ .

أَجَاب الْمُحَقِّق بِطَرِيقِة مُطَوَّلَة :
بَعْدَ ذَلِكَ ، اعْتَقَد غُمُوضٌ بِالْأَمْر .

جَلَس الرَّيِّس عَتْرِيس ، يموء كالقط الْمَغْلُوب :
أَبَدًا أَبَدًا واللهي لَم ابصم ، أَنَا أَمْضِي يَا بية .

اِسْتَفْهَم الْمُحَقِّق :
كُنْت أُمِّي قَبْلَ عَامِ ، أَلَيْس كذالك ؟ !

أَبَاح الرَّيِّس بِإِصْرَار :
تَعَلَّمْت فِي تِلْكَ الْأَحَايِين .

نَظَرٌ الْمُحَقِّق صَوْب الرَّجُل يُؤَكِّد :
وَقَبْلَ ذَلِكَ ؟ !

نَثَر الطَّبِيب الشَّرْعِيّ عِدَّة أَوْرَاق قَائِلًا :
قُدِّمَت تِلْك الْأَوْرَاق مِن رَجُلًا كَانَ بِالْخَارِج لِمُدَّة عَام ، عَاد يُطَالَب بِحَقِّهِ مِنْ الْمُتَّهَم “الريس عتريس” الَّذِي بِصُم عَلِيّ عِدَّة أَوْرَاق لِهَذَا الرَّجُلِ .

تَفَكَّر الْمُحَقِّق :
بَعْدَ عَامٍ يَعُود لِيَطْلُب الْحُقُوق .

الطَّبِيب يقراء بنبرة عَالِيَة :
حَازِم الملط ، رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ السَّوَابِق ، عِدَّة قَضَايَا توجت بِاسْمِه .

جَلَس فائِز الْعُمْدَة ، يَسْرُد والدموع تَغْلِبُه بِالْبُكَاء :
مُنْذُ عَامٍ يَا بية ، كَان الرَّيِّس صَدِيقِي ، قَرَّرَ أَنَّ يَتَعَلَّمَ ، فِي حِينِ ذاك ، رَأَيْته صَدِيق ل حَازِم الملط ، الَّذِي تَطَوَّعَ إنْ يَعْلَمَ الرَّيِّس ، جَعَلَهُ يَقُومُ بِالْكِتَابَة عَلِيّ عِدَّة أَوْرَاق ، قُمْت بِالتَّحْذِير مِنْ ذَلِكَ الملط ، إنَّمَا بِلاَ جَدْوَى .

مَرَّت شُهُور ، عَلِم الْجَمِيع بثراء الرَّيِّس ، وَرِيث لِعَمِّة ، وَقَدْ عَلمت مُصَابٌ الاتِّهَام الَّذِي قَدَّمُه الملط ضدد الرَّيِّس .

جَلَس الملط يَفْرَك أَصَابِعِه مصراً :
لَم أَطْلُب إلَّا الْحَقَّ ، الَّذِي طَالَ انْتِظَارُه عَام .

قَالَ الْمُحَقِّقُ بِثِقَة أكيدة :
حَقّ بَاطِلٌ وَأَوْرَاق مُلَفَّقَةٌ .

جَهَر الملط مُتَبَجِّحٌ :
الْأَوْرَاق سَلِيمَة والبصمات وَاضِحَةٌ .

الْمُحَقِّق بِعِنَاد :
تتحاذق عَلِيّ رَجُلًا كَانَ أُمِّي .

قَال الملط بِإِصْرَار :
الْآنَ هُوَ مُتَعَلِّم و وَرِيث .

لَوْح الْمُحَقِّق لمدون الملاحظات :
أَثْبَت التَّحْلِيل الجِنَائِيّ ، عَدَم أَحَقِّيَّة ” حَازِم الملط” فِي الْمُطَالَبَةِ بِرَدِّ الْحُقُوق ، نَظَرًا لتقادم الْأَوْرَاق الْمُقَدِّمَة وَثُبُوت التَّلَاعُب بِأُمِّيَّة الْمُتَّهَم ، وإدلاء شهاد الْإِثْبَات ، عَلَيَّ مَا تَمَّ فِي وَقْتِهِ وتاريخة ، إسْتنَادًا إِلَيَّ مَا رَأَتْ عَيْنِه .

الطَّبِيب الشَّرْعِيّ يَتَحَدَّث بِهُدُوء :
كَانَ الْقَرَارُ صَعُب وَمَوْضِع الشَّاهِد ضَعِيفٌ .

الْمُحَقِّق يَدُقّ الْمَكْتَب بكفوفة بِارْتِيَاح :
إنَّمَا الضَّحَايَا الَّتِي ظَهَرَتْ فِي صَحِيفَةٍ الملط ، تَشَابَهَت بالاتهامات ، أَرَاحَت ضَمَائِرِنَا مِن صِنَاعَة الْعَذَاب .

الطبيب الشرعي يؤيد المحقق :
لكل ظلاّ أسود طريق من النتواءت

  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    الفتاة االصغيرة سارة قصة بقلم علي بدر سليمان الجزء الاول.

    الفتاة الصغيرة سارةبقلمي علي بدر سليمان يعلو صوت القصف وأصوات القذائف على كل شيء ويأخذ الناس بالصراخ والضجيج.ويبدؤون بمغادرة منازلهم وسط حالة من الذعروالخوف.وكل منهم يحاول أن يأخذ أقل مايملكمن…

    A unique love story by/ Abdu Morkos Abd El Malak

    A unique love story by/ Abdu Morkos Abd El Malak My love story is a unique one. It is more romantic, dramatic, and fantastic than any of those stories; we…

    اترك تعليقاً