فقرة زدني بقلم:منقول

فقرة زدني
الدرس الحادي عشر :البيت الحادي عشر من معلقة إمرؤ القيس
البيت:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
فقالت: لك الويلات ، إنك مرجلي
الشرح:
الخدر: الهودج، والجمع الخدور ، ويستعار للستر والحجلة وغيرهما ، ومنه قولهم:
خدرت الجارية، وجارية مخدرة: أي مقصورة في خدرها لا تبرز منه، ومنه قولهم:خدر الأسد يخدر خدورا ، وأخدر إخدارا ، إذا لزم عرينه ، ومنه قول ليلى الأخيلية:
فتى كان أحيا من فتاة حيية
وأشجع من ليث بخفان خادر
وقول الشاعر:
“كالأسد الورد غدا من مخدره”
والمراد بالخدر في البيت الهودج.
عنيزة : إسم حبيبته، وهي إبنة عمه، وقيل هو لقب لها وإسمها فاطمة، وقيل :بل إسمها عنيزة ، وفاطمة غيرها.
وقوله:”فقالت لك الويلات” أكثر على أن هذا دعاء منها عليه، والويلات:جمع ويلة ، والويلة والويل: شدة العذاب، وزعم بعضهم أنه دعاء منها له في معرض الدعاء عليه، والعرب تفعل ذلك صرفا لعين الكمال عن المدعو عليه، ومنه قولهم: قاتله الله ما أفصحه، ومنه قول جميل:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى
وفي الغر من أنيابها بالقوادح.
ويقال:رجل الرجل يرجل رجلا فهو راجل، وأرجلته أنا، صيرته راجلا.
و”خدر عنيزة” بدلا من الخدر الأول، والمعنى : ويوم دخلت خدر عنيزة وهذا مثل قوله تعالى”لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السماوات” ومنه قول الشاعر:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم
لا يلقينكم في سوأة عمر.
وصرف “عنيزة” لضرورة الشعر ، وهي لا تنصرف في غير الشعر، للتأنيث والتعريف.
يقول:ويوم دخلت هودج عنيزة ، فدعت علي ، أو دعت لي في معرض الدعاء علي ، وقالت: إنك تصيرني راجلة لعقرك ظهر بعيري، يريد أن هذا اليوم كان من محاسن الأيام الصالحة التي نلتها منهن أيضا.
منقول

Related Posts

فتيلٌ من بقايا نبي

صحيفة نحو الشروق

الغدر للشاعرة اللبنانية ملفينا ابومراد

الغدر**الغدرُ سيفٌ لا يُرى في قبضَةٍيُخفي ويَجرح، لا نُميّزُ مقرَّهُ نخشى الخيانةَ في العيونِ، فإنّهاسرٌ يُدارُ، ولستَ تدري مفرَّهُ يَجرح، يُضني، يَقتلُ الأحبابَ فيصمتٍ، فتَبهَتُ في العيونِ ممرَّهُ ضَحايا الغدرِ…

اترك تعليقاً