” عَــيْــنَـانِ خَــضْــراوانِ كَــالْأَلْـمَـاسِ / بقلم الشاعر /عـبـدالـنـاصـرعـليوي الــعــبـيـدي “

عَــيْــنَـانِ خَــضْــراوانِ كَــالْأَلْـمَـاسِ


——————————-
عَــيْــنَـانِ خَــضْــراوانِ كَــالْأَلْـمَـاسِ
بـبـريـقها تـسـبي قـلـوبَ الـنـاسِ
**
كـالـكـوَّتينِ عـلـى مـشـارفِ جَـنَّـةٍ
حَـضَـنـاهُـمَا زوجٌ مــــن الأقـــواسِ
**
وَكَـأَنَّـهَا فِــي الْـحُسْنِ تـوءَمُ فَـرْقَدٍ
لَاحَـتْ عَـلَى الْأَكْوَانِ فِي الأَغْلَاسِ
**
أَو ظَـبْـيَـةٌ عِــنْـدَ الـصَّـبَـاحِ تَـخَـبَّأَتْ
مِــنْ أَعَـيْنِ الْـحُسَّادِ تَـحْتَ كِـنَاسِ
**
أَخْـفَـى الْـحِـجَابُ طَــلَاَوَةً وَنَـضَـارَةً
فَــبَـدَتْ مُـشَـعْشِعَةً كـزَهـرِ الْآسِ
**
كـمَـلـيكَةٍ إِذْمَـــا تَــحَـرَّكَ رِمْـشُـهَا
يَــهْــتَــزُّ آلآفٌ مِــــــنَ الْـــحُــرَّاسِ
**
لَــمَّـا رَنَـــتْ بِـلِـحَاظِهَا وَتَـبَـسَّمَتْ
مـاظـلَّ عَـقْـلٌ رَاسِـخٌ فِـي الـرَّاسِ
**
أَصَـبَـحْتُ كَـالْْبَهْلُولِ أَمْـشِي تَـائِهًا
وَنَـسِـيتُ بَـعْـدَ غَـرَامِـهَا جُـلَّاسِي
**
وَكَـأَنَّـهَا مِــنْ حُـسْنِهَا فِـي لَـحْظَةٍ
صَــبَّـتْ خُــمُـورَ الأَنْـدَرِيـنَ بِـكَـاسِ
**
فَـرَضَخْتُ طَـوْعًَا حَـيْثُ ذُبْتُ صَبَابَةً
وَأَنَــا الَّــذِي قَــدْ كُـنْـتُ كَـالْْـعَبَّاسِ
**
وَرَفَـعْـتُ رَايَـاتـي لـهـا مُـسْتَسْلِمًا
وَفَـقَدْتُ كُـلَّ شَجَاعَتِي وَحَمَاسِي
**
كَـيْفَ الـنَّجَاةُ أَأَتَّـقِي سِـحْرَ اللمَى
أَمْ نَـغْـمَةَ الْإيـقَاعِ فِـي الـوَسْوَاسِ
**
أَدْمَــنْـتُ خَـمْـرَتَـهَا وَدَيْـــدَنَ دَلَّـهَـا
وَسَـبَـقْتُ مَـرْجِعَـهـا أبــا نَـوَّاسِي
**
لم يقتربْ كأسُ المُدامةِ من فمي
دَارَتْ بِــــيَ الْأَفْــكَــارُ كَـالْْـخَـنَّاسِ
**
أَهْـذِي كَـمَا يَهْذِي الْكِلَاَمَ مُهَلْوِسٌ
عَـانَـى مِـنَ الْإِرْهَـاقِ وَ الْـوَسْوَاسِ
**
وَتَـحَـشْرَجَتْ رُوحِـي ومَـابيَ عِـلَّةٌ
لَـكِـنْ هَـوَاهَـا بَـاتَ فِـي أَنْـفَاسِي
**
قَـالُوا انْـسَها واسْـمَعْ كلامَ مُجَرِّبٍ
حَـتَّامَ تَـبْقَى فِـي الـغَرَامِ تُـقَاسِي
**
فَـأَجَـبْـتُهُمْ إنْـــي غَـــدَوتُ مُـتَـيَّمًا
وَتَــكَـبَّـلَـتْ كَـــفَّــايَ بِـــالْأَمْــرَاسِ
**
هَـــلّا سَـأَلْـتُم غَـيْـرَ هَــذَا مَـطْـلَبًا
لَا أَسْــتَـطِـيـعُ ومــاأظــنُّ بِنَـاسِي
**
إنْــي عَـرَفْـتُ مِــنَ الـنِّسَاءِ جَلائِلاً
هِي وَحْدُهَا مَنْ أَلْهَبَتْ إِحْسَاسِي
**
إِنَّ الْـمَـشَـاعِرَ لِاِتُــبَـاعُ وَتُـشْـتَـرَى
هِـــي لِـلْـمَـحَبَّةِ دَائِـمًـا كَـأَسَـاسِ
**
سُـفُـنِي مُـحَـطَّمَةٌ بِـشَـطِّ جَـزِيـرَةٍ
قَـــدْ مَـــرَّ أَعْــوَامٌ وَهُــنَّ رواســي
**
وَطُــيُـورُ أحْـلَاَمِـي بِـلَـيْلٍ هَـاجَـرَتْ
وَالْأُمْـنِـيَـاتُ تَــبَـدَّدَتْ مِـــنْ يَـــاسِ
**
مـاضـرَّ إِنْ مَــرَّتْ بِـأَرْضِـي نَـسْـمَةٌ
أَوْ أَنَّ أَمْــطَــارًا أَتَــــتْ بـيـبـاسـي
**
فاخْــضَــرَّتِ الآفَـــاقُ بَــعْـدَ تَـصَـحُِّـرٍ
وَتَـفَـتَّـحَتْ بِـالـحبِّ كُــلَّ غِـرَاسِـي
**
مَـــرَّتْ كَــمَـا مَــرَّ الـرَّبِـيعُ بِـقَـاحِلٍ
وَغَـدَتْ لِـبَعْضِ مُـواجِعي كَـالآسِي
———————–
عـبـدالـنـاصـرعـليوي الــعــبـيـدي

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

مراسل صحفي في صحيفة نحو الشروق مدير في شركة سياحية

Related Posts

اشتهيك اكثر من الكلام

عيناكِ سحرٌ، وموجٌ في مرافئهِيروي اشتياقي، ويُغرقني بالسهرِوجهي إذا لاح دفءُ النورِ في خدِّكِألقى الضياءَ، وذابَ الحزنُ في البصرِأنفاسكِ العطرُ، تمشي فيّ مرتجلةًكاللحنِ يمضي، فيوقظُ رعشةَ الوترِفي حضنكِ الآنَ أوطانٌ…

على متن القطارات

بسام العبدالله قطارُ العمرِ مضى، والضوءُ في أفقٍيُلوّحُ الودعَ.. والأرواحُ في شُرُفِ مررْتُ بالبصرةِ الأولى.. فكم وجَعٍعلى الأرصفةِ الذكرى بلا طَرَفِ وفي الموصلِ الغنّى، تهاوى نخلُهاكأنّهُ الحلمُ قد طارَ من…

اترك تعليقاً