عفــاف بقلم: الأديبة “عبير صفوت”

قصة قصيرة
عفــاف
بقلم الأديبة عبير صفوت
لَم أَصْدَقَ هَذَا الْحَدِيثِ ، عِنْدَمَا قَالَت ، شقيقتي الصَّغِيرَة “سلوي” أَنَّهَا رَأَتْ أَبِي الرَّاحِل ، وَقَدْ تُحْدِثُ مَعَهَا ، مِسْكِينَة “سلوي” دَائِمًا تُرِي مَالًا نَرَاهُ نَحْنُ الْعُقَلَاء ، أُرِي لِهَذَا السَّبَبِ ، تَنَازَل أَبِي لَهَا عَنْ كُلِّ الْأَمْلَاك وَالْأَمْوَال ، حَتَّي نَهْتَم بِهَا ، حبيبتي الصَّغِيرَة ، ساهتم بِك إلَى آخِرِ الْعُمُرِ .
تَابِعٌ الْمُحَقِّق أَقْوَالِه ، إمَام الَّتِى كَانَتْ تَجْلِس امَامِه :
هَذَا مَا طَلَبَهُ بِالضَّبْط ، اسْتِرْدَاد أَمْلَاكِه وَأَمْوَالُه .
قَالَت “عفاف” مندهشة :
أَنَّا لَا أَفْهَمُ .
آكَد الْمُحَقِّق :
تنازلت “سلوي” ل “سيد الغريب” عَن أَمْلَاكِهَا وَأَمْوَالِهَا لَيْلَة أَمْس .
زعرت “عفاف” كَيْفَ ذَلِكَ ؟ هَذَا لَا يَجُوزُ ، أَنَّهَا مُخْتَلَّةٌ عَقْلِيًّا .
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
لَيْس بِالشَّيّ الَّذِي يَتَحَتَّم عَلَيْهَا عَدَم التَّنازُل لِلْآخَرِين .
اعْتَرَضَت “عَفاف” إنَّمَا لاحقتها الْأَخِيرَة الصَّغِيرَة مُصْرِه :
جَاء أَبِي . . جَاء أَبِي .
لَوَّحَت “عفاف” إلَى شقيقتها :
مَات اباكِ ، لَقَدْ مَاتَ اباكِ .
إنَّمَا أَصَرَّت الأخري :
جَاء أَبِي بِالْأَمْس .
رَبَط الطَّبِيب الشَّرْعِيّ حَلْقِه نَاقِصَة الذَّكَر بِذِهْنِه قَائِلًا :
إِذَا دَعَوْنِي اكْشِف بَعْض الغُمُوض .
حَضَر الطَّبِيب الشَّرْعِيِّ بَعْدَ وَقْتِ وَجِيز وَقَالَ وَهُوَ يَشْعُرُ بالانتصار :
هاهي الْأَدِلَّة .
انْتَبَه الْمُحَقِّق مشدوها :
اذدوجت البصمات الَّتِي كَانَتْ بِعَقْدِ التَّنازُل ، هُنَاك بصمتان ، بَصْمَة لِلْآخَر الَّذِي طُلِبَ حَقِّه بِالْمَال وَالْأَمْلَاك ، وبصمة لرجلا آخَر .
خَرَجَت “عفاف” عَنْ الْمَأْلُوفِ تَجْهَر :
مَنْ هُوَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ؟
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
لَلْأَسَف أَنَّه عَمِّك شَبِيهٌ اباكِ ، الَّذِي كَانَ بِالْخَارِج مُنْذُ وَقْتِ طَوِيلٌ
قَالَت “عفاف” كَأَنَّهَا رَسَت عَلَى شَاطِئِ مِن الرِّحَاب :
نَعَم فُهِمَت ، تِلْك هِي الأُلْعُوبَة الَّتِي تَمَّت مَع الصَّغِيرَة ، حَتَّى اعْتَقَدَت أَنَّ أَبَانَا لَمْ يَمُتْ
قَالَ الْمُحَقِّقُ :
لَعِب بِعَقْل الصَّغِيرَة المتوهة .
تَابَعَه الطَّبِيب الشَّرْعِيّ :
إذَا طَلَبَ الْحَقِّ بَاطِلٌ .
حَتَّى لَاحِقَةٌ الْمُحَقِّق بِثِقَة :
يَتَلَاعَبُون إنَّمَا الْقَدْر ، دَائِمًا يُفْرَض كَلَّمْتُه .
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

الفتاة االصغيرة سارة قصة بقلم علي بدر سليمان الجزء الاول.

الفتاة الصغيرة سارةبقلمي علي بدر سليمان يعلو صوت القصف وأصوات القذائف على كل شيء ويأخذ الناس بالصراخ والضجيج.ويبدؤون بمغادرة منازلهم وسط حالة من الذعروالخوف.وكل منهم يحاول أن يأخذ أقل مايملكمن…

A unique love story by/ Abdu Morkos Abd El Malak

A unique love story by/ Abdu Morkos Abd El Malak My love story is a unique one. It is more romantic, dramatic, and fantastic than any of those stories; we…

اترك تعليقاً