سقوط صامد…

أتعرفون معنى أن تتهاوى دون سقوط ؟
عندما يستريح الليل على تعبي
و أتنفس الصعداء دون حراك
عندما أختنقُ شوقاً و لا أتعرّف على محياك
أن أطمس معالم الحنين في عمق وسادتي
و أبتلع رضاب الوجع سُماًّ ينخر أركاني
و لا أنتحب …
أتهاوى دون سقوط
عندما يطول مكوث الليل في مُقلتي
أتدفأ بالسديم
وأعانق صدر السماء العارية
بذراع مبتورة ..
أدسّ بين طيات غيماتها نحيبي و الأنين
و أقبر الصدى كل حين …
حتى لا يصلك لظى أشواقي
و الحنين
أتهاوى دون سقوط
عندما أتقفى خطو طيفك
و روحي تهرول إليك
فأسجنها في سراديق الغياب
أنثى كالجبال في شموخها
لا تلهث وراء غبار الحكايات
المهترئة و الأحاجي الليلية
أنثى تؤمن بأن الأطياف لا حياة فيها
فقد رحلت يوم توقف نبض شوقي
و أعلنت الوفاة …
أتهاوى دون سقوط
عندما تشابهت ملامح أيامي جميعها
و تشابكت شراييني و شُلّ لساني
و كنتَ أنت الجاني …
رحلت الأطياف يوم قالت : اخسأي….
عقدت رحالها و تركتني فريسة الأحزان ….
أتهاوى دون سقوط
عندما أنهض إرباً و أستجمع شتاتي
أمام ناظرك
و أكمل الخُطا دون أن ألتفت ورائي
أن أنظر إلى مرآة روحي و أجدك
تحتل كل أركانها …فأرشّ عطر الغياب
أفترش السحاب
و أبتسمُ بعنفوان مهيب ..و أنصرف
أتهاوى دون سقوط
عندما أطمس لهفي عليك و أخفي خفقان قلبي
كلما لاحت طيوف الذكريات
ألا يرفّ طرفي و أنا أبحر في معالم عيونك
التي اغتُصبت عُذريتها ، فقدت بريقها
و جفّ ريقها على جدران الانتظار
أتهاوى دون سقوط
أن أقف متسمرة و كُلي يسرع إليك
هكذا نتهاوى دون سقوط

بقلمي: حنان الفرون