زفير بقلم الكاتب وسام الحميدي

– زفير .. –
– المدينة لعنة المكان وعقابه الأبدي ،بعد أن افشى بسر البقاء لبني البشر ..
شهيق : اعناقنا بيد الرغبة والجسد ..
زفير : مصيرنا بيد الضباب ..والعقل يتكئ إلى جدارقديم كطفل ينتظر وصول الحلوى ويده خلفه ..
-المدينة في السابعة صباحا ..رائحة المدينة تفوح ..كأنه الكذب المعتق وحفنة حزن وغصة قديمة ..هدوء خال من الدسم وكل شيء يرتدي ثيابه ..الشارع الممتد المنهك بعد ليل طويل نحيف اجوف ..كتل الإسمنت الشاحبة ..الأب ينزل عن السرير يفرك عينيه ويبحث في جيبه عن فاتنة الحلم حلم البارحة ..والفاتنة كالمدينة تختفي عند الصباح ..
الرصيف الكسول ككل الكهول ..والعاشقة تختبئ خلف يدها تجمع شعرها تمسح حزنها تمزجه بالنشوة وقهوة الصباح بفنجان يتسع لعالم كامل ..عالم مر و وحيد ..
الطفل يسأل قلبه ماذا يعني بكلمة ( طلقني )..هل انتهى كل شيء ..هل هو الموت هل هو الشر ..كل شيء يرتدي ثيابه في السابعة صباحا يختفي عري الثياب والكل بزيه الرسمي يرتدي عري الروح والعقل ..العقل
العقل يدخن امله الاخير ..زفير ..علنا نلتقي ..
– وسام الحميدي…

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

أنفاس النبوءة

سألتُكِ: أينَ تُخفينَ النبوءَةَ الـتيشقّتِ الحُبَّ في رأسي، وفي صدري؟قُلتِ: بلقيسُ ما زالتْ تُجَرّبنيولا تَخونُ قلبًا ما زالَ في السَّرِّما عندكِ هدهدٌ يروي الحكايةَ لي،لكنَّ ما في دمائكِ الآنَ من…

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

اترك تعليقاً