رجــل الحذاقة بقلم الأديبة عبير صفوت

مسرحية قصيرة

 

الشخــــوص

الفتاة ” يُسر ”

رجُل الجريمـــة

رجل الحذاقة والخديعة

رجُــل النـــــور

امراة الثوب الأزرق والسلام

إمــــراة الحــــب

تقف إمراة الثوب الأزرق و السلاَم حائرة ، وهى تعترض فى ثورة قائلة ، وهى تنظر للفتاة ” يُسر” :

ماذا ؟! كان ذنبها ، المسكينة ، لتسقى ورودها ، بماء العسرات .

ماذا ؟! كان ذنبها .

إمراة الحب تجيب ، و عينيها تلتمع بالعشق والمتعة :
ذنبها ، انها أحبت .

إمراة الثوب الأزرق و السلاَم ، تعترض قائلة :

الحب الحقيقي لا يجرح القلوب .

ٱمراة الحب ، وكأنها تتغنى بكلمات الحب :

بالحب وحده انت غالي عليا ، بالحب وحده انت ضي عينيا ، بالحب وحده وهو وحده شوي .
***

تقف ” يُسر” تنظر حولها بهلع ، وترتبك حائرة ، تراه قادماَ من بعيد ، تهرول علية ، تتسأل بلهفة ، وهى تعانقة وتتسرع قائلة :

لماذا تأخرت عن موعدك ؟!

ينظر نحوها ، رجل الجريمة قائلاَ :

لقد تأخرت ، حسبك تفور الأشواق ، وتنصهر .

تبتعد ” يُسر ” مستنكرة ، متسائلة :

هل الحب رغبة ، أم شعورا بالأمان .

يضحك رجل الجريمة قائلاَ ، بكل ثقة :

الحب حالة هوجاء ، من الثقة والغيرة ، والوفاء والخداع ، والمشاكسة ، والمؤامرة .

يقترب رجل الجريمة ، من ” يُسر” ، قائلاَ بلغة شبقية :

هأنتِ ، وهأنا ، وحدنا .

تعترض ” يٌسر ” قائلة بتحدى :
أنا لأ اعتقد ذلك ، برغم حبى للمغامرات .

يسرع إليها ، رجل الجريمة ، متواصلا ، مع كلمة المغامرات ، مؤيدا :

اذا ، فلتحيا المغامرات .

تهرب ” يُسر” تختبئ ، خلف الجدار ، ثم تظهر مجدادا ، تنتظر رجل الجريمة ، لكنة يأتى متكاسل ، تخاطبة بلغة المطاردة :

لماذا ؟! تأخرت .

لا ينفس رجل الجريمة ، بكلمة .

تناورة ” يُسر ” بسؤال أخر :

هل مازالت ؟! تحبنى .

ينظر رجل الجريمة بميِقات الساعة ، قائلا فى عجلة :
أتى المِيقات ، الذى لاَبد فية الرحيل ، وابدا ليس منه عودة .

****
إمراة الثوب الأزرق والسلاَم ، فى رثاء :

هذا أثر الخديعة .

أمراة الحب ، فى أصرار :

ربما كانت تسلم ، بأسم الحب .

إمراة الثوب الأزرق والسلاَم :

كان عليها أن تقدم السلام والنقاء ، قبل الحب والرغبة .

إمراة الحب :

الحب هو كل شئ .

إمراة الثوب الأزرق والسلام :

ٱنما الحب ، رغبة منفلته ، وليس هو كل الأشياء فى العالم .

إمراة الحب :

وللأسف الرغبة ، هى سبب التواجد .
***

تخاطب ” يًسر ” حالها ترثى ، وتبكى ، وتبحث ، ثم ترى رجل ” الحذاقة والخديعة ” تسئلة متهجمتاَ ، بأنفعال :
كيف تتجراء ؟! وتتأخر عن موعدى .

ينظر لها ، رجل الحذاقة و الخديعة ، وكأنة تفاجأ ، مفتعلاَ ، مثل الساحر ، متفوها بصوت أعذب :
وهل أجروء ؟!

تنقشع عن وجنتيها ، بحور الغمام ، والخجل ، متلاطفة بلين ، ومتلكأة :

وعود ، وعود بلاَ تنفيذ .

رجل الحذاقة ، يبتسم برياء ، بنية متخاذل :

الأوامر لها التنفذ ، والفعل لاَبد لأدارتة بالمال .

تتفاجأ ” يُسر” تفرح ، وتلقى كلمات خالية من الأتزان :

المال ، لنا من أجل الأرتباط ، أنا وانت .

الرجل المخادع ، كأنه يداعب طفلة :

انتِ وانا .

تهرع ” يُسر” تحضر كومة من النقود ، وتقول مستبشرة :

اذا ، أصنع بيتنا الجديد .

يسير ، الرجل الحاذق ، على قدر ، مرمى حيز ، عقلها الضيق ، مرددا :

بهم ، نصنع المعجزات .

تتبعة ” يُسر ” :

معجزات الحب والسكينة .

***
إمراة الثوب الأزرق والسلام ، تتأثر :

هؤلاء الرجال ، اليس لديهم قلوب ؟!

امراة الحب :

ساذجة لدى البراءة

إمراة الثوب الازرق :

بدأت اكره الحب .

أمراة الحب :

بدأت اكره الرجال ، لكن الحياة ابدا ، لن تكون ، بلاَ حب .

إمراة الثوب الازرق :

لكن ذلك خداع وحذاقة .
***

تجلس ” يُسر” فى صرامة ، لا تنظر حولها ، لا تبكى ، لا تتحرك ، لا تبتسم .

يقترب منها ، رجل النور قائلاَ ، وهو يمد يده مبتسماَ :

بلاَ دنيا او متاع ، بلاَ لقاء او خطيئة ، نحن فى ايدينا الحب ، من أجل الحب ، والحياة رصيدها مباع .

تنظر ” يُسر ” يمينا ويسارا ، لا ترى شئ ، تستمع جيدا ، وتجهر صارخة :

من المتحدث ؟! من المتكلم ؟!

يعود الصوت مرة اخرى :

أنا النقاء ، أنا الحب .

تحاول ان تتبصر ، لما وراء الصوت ، قائله بنبرة عالية ، كأنها تخاطب رجلاَ خلف الجبال :

وهل هذا ؟! يسمى حب ، انا حتى لا أراك يا ….يا…. ما اسمك ؟!

يقول الصوت :

رجل النور .

تقول ” يُسر” ، وهى ترفع صوتها :

لكنى لست إمراة النور .

يضحك الصوت قائلا :

أخرجى العالم من داخلك ، ليسكن النور .

” يُسر ” فى جدية :

وهل هذا ؟! ينفع أمثالى ، اللذين يبحثون عن الحب .

رجل النور قائلاَ :

اذ كنتِ ذاهدة بالعالم ، الاَ الصدق .

” يٌسر ” تتمتم :

هل أكون صادقة بنفسي ؟!

رجل النور ، يؤكد :

وصديقة لها .

***

أمراة الحب ، تتنهد زافرة ، أثقال وكأنعا محنة :

عَرفت طريقها اخيرا .

إمراة الثوب الازرق والسلام :

وهل ستتجلد ؟!

إمراة الحب :

اذ أحبت ، رجل النور .

إمراة الثوب الازرق :

كيف تحب ؟! رجلاَ لا تراه .

إمراة الحب :

بل رأتة ، الف مرة ، واذ كان حبا صادقا .

إمراة الثوب الازرق والسلام :

لن تتناسي رجل النور ، لأن الصدق منجاة القلوب .

إمراة الحب :

الحب هو الطهر والنقاء .

امراة الثوب الازرق والسلام :

الحب ، هو الطهر والصدق والسلام .

تمت

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

(محاكمة لورانس/ الأديب والشاعر/ العربي لعرج “

(محاكمة لورانس) =الشعر المسرحي = يرفع الستار: على الكرسي يقف أرسطو مناديا بالفضيلة لفك الصراع بين الأنا والغير والجمهور تنوع من الفلاسفة العقلانيين والأخلاقيين، ديكارت، هيغل، هيدغر ،سارتر، وكانط. احتدم…

باتنة: الأيام المسرحية للطفل لدار الثقافة و الفنون

نظمت دار الثقافة و الفنون أيام المسرح للطفل تزامنا مع العطلة المدرسية الشتوية و التي تدخل ضمن برنامج “مسرح الطفل” ، تضمنت عروض مسرحية متنوعة لبراعم الصغار ، حيث انطلق…

One thought on “رجــل الحذاقة بقلم الأديبة عبير صفوت

  1. Hey there would you mind letting me know which web host you’re using? I’ve loaded your blog in 3 completely different web browsers and I must say this blog loads a lot faster then most. Can you recommend a good hosting provider at a honest price? Thank you, I appreciate it!|

اترك تعليقاً