
…………….. حُرُوفٌ عَانَقَتْ الْفَضَاءَ ………………
… الشَّاعر الأديب …
……. محمد عبد القادر زعرورة …
يَا وَيْحَ قَلَمِي مَا أَعْذَبُ الْحَرْفَ يَكْتُبُهُ بَغْدَادِيُّ الَمَذَاقِ
عِرَاقِيُّ الْشَّهْدَ وَالْتِّرْيَاقَ
مِنْ رُبَا الْمُوْصِلِ لَمْلَمَ عِطْرَهُ
وَمِنْ سُهُولِ الْبَصْرَةَ لَمْلَمْ الْتِّرْيَاقَ
وَمِنْ بَاسِقَاتِ الْنَّخِيْلِ
يُجْلَبُ الْشَّهْدُ عَذْبُ الْمَذَاقِ
وَمِنْ سُهُولِ الْرَّافِدَيْنِ بِمَاءِهَا الْرَّقْرَاقِ
جُلِبَ الْحِبْرُ الَّذِي كَتَبَ الْجَمَالُ حُرُوْفَهَ
وَرَسَمَهَا وَأَخْرَجَهَا فَكَانَ الْإِنْبِثَاقُ
إِبْدَاعَاً جَلِيْلَاً جَلِيْلِيَّاً نَقَاءً وَصَفَاءً
وَتَأَلُّقَاً جَابَ الْآفَاقَ
رَسَمَتْهُ أَنَامِلٌ بَغْدَادِيَّةُ الْوَجْهِ
جَلِيْلِيَّةُ الْسُّحْنَةِ
حِسَانٌ جَمِيْلَاتٌ رِقَاقُ
سَمَتْ وَعَلَتْ وَجَلَسَتْ
عَلَىَ عَرْشِ بَابِلَ كَمَارِدٍ عِمْلَاقٍ
وَتَرَبَّعَتْ عَلَىَ قِمَمِ الْجَلِيْلِ بَارِقَةُ الْسَّنَاءِ
كَعَرُوْسٍ مِنْ رُبَا بَلَدِي عَانَقَتْ الْفَضَاءَ
فَأَتَتْ فَاتِنَةُ الْجَنَاحِ وَالْبَهَاءِ
وَلَا تَزَالُ بِارْتِقَاءٍ
حَتَّىَ أَعَالِي الْسَّمَاءِ
يَا وَيْحَ قَلَمِي إِذَا نَطَقَتْ حُروفُهُ
صَادِقُ البَوْحَ يُصْدِرُهُ مِنَ الأَعْمَاقِ …
…………………………
كُتِبَتْ في / ٣ / ٢ / ٢٠٢٣ /
… الشَّاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …