تعودت قراءة الفنجان بقلم الأديبة ريحان الجزائري

تعودت قراءة الفنجان…
رغم أن السواد لا يستهويني أبدا…
فلطالما أغراني البياض الذي جهلت قرائته دوما…
تعبت من قراءة بقايا السواد الذي يعلق في فناجين القهوة…
مع أن السواد لا يحتاج لقراءة فهو يطغى على كل شيء يلمسه…
تماما كالشر ما دخل على شيء إلا وأظلمه سوادا…
أما الخير فهو ذلك البياض الذي لا تعكسه إلا مرايا الأرواح الطيبة…
لذلك أريد قراءة البياض الذي يشع من القلوب…
أريد قراءة النقاء الذي يفيض من الأرواح…
أريد قراءة الصفاء الذي يختلج الأنفاس…
فوحده البياض الذي يستحق منا القراءة…
ووحده البياض الذي يستوجب علينا فك شفرته…
ووحده البياض الذي يستدعي منا التفقه في أبجدياته…
لذلك سأعتزل قراءة السواد وسأتوجه لقراءة البياض…
سأعتزل قراءة فناجين القهوة وسأتجه لقراءة بياض الأرواح…
فبياض الروح لا يضاهيه بياض ولو كان بياض الحليب…
لذلك لا داعي لتغيير القهوة بالحليب إنما يجب استبدال السواد بالبياض…
يجب اعتزال الشر واحتراف الخير…
حينها لن أستطيع ولن يستطيع أحد قرائتكم…
لأنه لا يقرأ القارئ مهما كان متعلما من صفحة بيضاء. #ريحان_الجزائري

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

اشتهيك اكثر من الكلام

عيناكِ سحرٌ، وموجٌ في مرافئهِيروي اشتياقي، ويُغرقني بالسهرِوجهي إذا لاح دفءُ النورِ في خدِّكِألقى الضياءَ، وذابَ الحزنُ في البصرِأنفاسكِ العطرُ، تمشي فيّ مرتجلةًكاللحنِ يمضي، فيوقظُ رعشةَ الوترِفي حضنكِ الآنَ أوطانٌ…

على متن القطارات

بسام العبدالله قطارُ العمرِ مضى، والضوءُ في أفقٍيُلوّحُ الودعَ.. والأرواحُ في شُرُفِ مررْتُ بالبصرةِ الأولى.. فكم وجَعٍعلى الأرصفةِ الذكرى بلا طَرَفِ وفي الموصلِ الغنّى، تهاوى نخلُهاكأنّهُ الحلمُ قد طارَ من…

اترك تعليقاً