امّ اللغات بقلم: “لمياء العامرية شاعرة الهضاب”

امّ اللغات

كِلّوا الى الحرف ما تأتي به العِبَرُ

يا امّة الضادِ ، والامجاد ، والسِيَرُ

امّ اللغات ، وكم زانت برونقها

صحائف مجدٍ ؟ كم وثّقتْ فِكَرُ ؟

كم شيّدت صرح تاريخٍ ، لامّتنا ؟

تعلو مآثرهُ عزّاً ، ومُفتَخرُ

مذ كرّم الله ما في اللوح من لغةٍ

حتّى اجتباها بآيِ الذِكْرِ ، تدَّكرُ

كم زلزلتْ حين بعثٍ من طغى ، وبغى ؟

انّ الظلام امام النور ، يندحرُ

بلاغةٌ ، اعجزتْ كلّ اللغات فما

يأتي بها الروم ، لا الاعلاجُ ، لا التترُ

فاضت على كلّ شبرٍ في الدُنا صُحُفاً

من العلوم ، ومن اسلافنا الدررُ

نحوٌ ، وصرفٌ ، واعرابٌ ، بلاغتنا

والمنهل العذب في شعرٍ ، وما نثروا

كم حاولوا ؟ .. كل ما كان عندهُمُ

مزوَّقَاتٍ ، فلا يأخذكُمُ الخَوَرُ

انّ المعاجمَ ، إثراءٌ لألسننا

تحوي الفصيح بما يستنطق الحجرُ

ما ان لكم غيرها ، ام اللغات فماْ (سْ)

اسطاعتْ بها ألسن الاعلاج ، ما قدروا

لا ينطق الضاد الاّ يعربٍ ، عربي

والضاد فينا ، وهذا الساح فاْبتدروا

صحيفة نحو الشروق