الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم

الذاكرة والكتابة

الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار.

فكيف تكون الكتابة حوارًا؟
الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل كتابة تُنقّب في الذاكرة، وتُستخرج منها المعاني المدفونة .

هل نكتب لنفهم… أم لنُفهِم؟

سؤال ذو شقّين.
فلو لم نكن نفهم، لَمَ كنا نكتب.

الكتابة أنواع، بل الكاتب قد يتنوّع في أساليبه ومواضيعه:
▪ شعرية
▪ أدبية
▪ فلسفية
▪ اجتماعية
▪ فنية
وربما تُدمَج هذه كلها في موضوع واحد، حسب رؤيته.
من الكُتّاب من يكتب لمجرد الكتابة، ومنهم من يكتب استجابة لموقفٍ مرّ به، أو لفكرة أُثيرت في ذهنه، أو لسؤال طرح عليه .
؟ عندما يُطرح موضوعٌ للنقاش

قد يثير فكر الكاتب، فيكتب فيه وعنه
وقد يكون طرحه بسيطًا، أو غوصًا في العمق
يبدأ من فكره، ويناقش ذاته، ويستعين أحيانًا بالمصادر، من كتبٍ أو من الإنترنت
هنا تتحوّل الكتابة إلى تفكير حيّ، وإلى رحلةٍ لفهم الذات والعالم

الكتابة تفتح أبواب الذاكرة

فهي تُوسّع أفقها، وتوقظ فيها روح الإبداع
لكن في غمرة التسلسل، قد ينسى الكاتب فكرة ما أو يغفل عنها
و حين يُراجع ما كتب، تعود الذاكرة لتوقظه، فتذكّره بكلمات ناقصة أو فكرة مهمَلة
فالذاكرة لا تسكت، بل تُكمل ما بدأه القلم
حتى الكاتب المتمكّن، قد يشتّ فكره أحيانًا عن “الأهمّ” ويغرق في “المهمّ” فقط

عندما يكتمل النص…

يشعر الكاتب أنه أدرك أبعاده، فيكون قد كتب أوّلًا لنفسه، وفهم.
وإذا سنحت له فرصة النشر ؟ عبر منتدى، صحيفة، أو مجلة ، فهو يشارك الآخرين بما فهم، ويمنحهم فرصة للفهم .

لكن استقبال القارئ ليس واحدًا
هناك من يقرأ بسطحية عابرة
. وهناك من يقرأ بتمعّن ووعي، فتصل إليه الرسالة
القراءة فعلٌ إرادي
قد تكون من الملل، أو من الفضول، أو من طلب العلم
وقد تكون، للأسف، بدافع سيء
للتنمّر، أو فضح مستور، أو إسقاط المعاني على أناسٍ لم يُذكروا، بدافع من “سوء الظن .”

في الشيخوخة…

ينصح أطباء الأعصاب كبار السن بالقراءة كدواء للدماغ
أما إذا كان الشيخ كاتبًا أو شاعرًا، فالنصيحة تتضاعف:
لا تتوقف عن القراءة والكتابة، فهما دواؤك وذاكرتك

ملفينا توفيق أبومراد
عضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين
20/7/2025

Related Posts

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

أجنحة منكسرة للشاعرة المغربية خنساء ماجدي

أجنحة منكسرة. لا تسألوني لماذا أغيبقد أشرد في ملكوت اللهأغرق في دوامة الحيرةوأتيه في صحاري الإحباط.أضيع من حر الشكوىولا تسقيني بنات البحر.هذا العالم لا يسعني …ولا يسع الهاربين من جزره…

اترك تعليقاً