القاتلاتْ عيونُهْ …. شعر/د. عبد الولي الشميري

القاتلاتْ عيونُهْ

شعر/د. عبد الولي الشميري

يرعاكَ يا ذاكَ الزَّمان يَرعاكْ

في كلِّ قَريةْ مِن (شَمير) ذِكراكْ

على القِمَم بَينَ السُّفوحِ مَسْعاكْ

أهواكَ يا ذاكَ الزَّمانُ أَهواكْ

 

عَهْدُ الصِّبا عُهدُ الهَوى مُؤَكَّد

مَطلوق لا أخشىَ ولا مُقَيَّدْ

مُغْرَمْ ولكنْ بِالغَزالِ الأَغْيَدْ

لمّا استبدَّ الشَّوق بي وعَرْبَدْ

 

لا أخشى مِن عاذلْ ولا إشاعةْ

يومَ التقينا في نَخيلِ (قُباعَة)

ساعةْ وهل يَكفي الحبيبْ ساعةْ

قلبي معكْ فاحفظْ لي الوداعهْ

 

وأنت يا (ميرابْ) في الغمامهْ

رأسكْ وأقدامكْ على تهامهْ

قالوا جمعتَ الصَّقر بِالحَمامهْ

لَمَّا رَمَيْتَ القَلبَ مِن سِهامهْ

 

والماء و(الدردوشْ) في (المُريقِيْعْ)

(غُرّةْ شمير) في كلِّ سِفر توقيع

تغريدْ في لَحْنِهْ، وفي التّراجيع

وأنتَ فَخرْ الأرضْ والمواضيع

 

لمّا خطر قاسي الفؤاد أسمرْ

في ضفّةِ الوادي عليه مِئْزَرْ

لا تذكروا الغصنَ القويمَ الأخضرْ

وإلاَّ تقولوا مِسكْ فيه عنبرْ

 

قل للعيونْ القاتلاتْ ترحمْ

هجري حرامْ، الوصلْ كان أسلمْ

لا تقتلوا قلبي ولو تَحَتَّمْ

قتلي، مُباحٌ ما عليكْ مَغرمْ

 

يرعى القلوبْ يا نهرْ في (المُخَيْشِيْبْ)

ماللمها في مُقْلَتَيْهِ تَعذيبْ

وقف يحيّي في أدب وتهذيبْ

آسرْ وكاسرْ كيفْ ذي الأساليبْ؟

 

يا نجمْ  انزلْ واتركِ السماءْ ليْ

شَاطْلعْ مكانكْ وأصطحبْ غزاليْ

هاتوا الحبيبْ والحبْ شيءْ غاليْ

الحكمْ في ذا لا لكمْ ولا ليْ

 

قل للغزالْ القاتلاتْ عيونُهْ

لما ارتحلْ والدّمعْ في جُفُونُهْ

قالوا بلادهْ هيَّجَتْ شُجُونُهْ

(شرقي شميرْ) اللهْ يكونْ بعونُهْ

 

يا نجمْ أمسى في (شمير) سامرْ

أشجيتْ قلبيْ والفؤادْ حائرْ

ملأت أوراقيْ معَ الدفاترْ

حيرانْ في قلبي همومْ شاعرْ

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً