الرياض – في مهرجان الجنادرية

الرياض – في مهرجان الجنادرية


شعر/د. عبد الولي الشميري

 عَهْدٌ جَديدٌ وشَوقٌ ما لهُ حَدُّ

إلى الرّياضِ الّتي يَزْهُو بها المَجْدُ

أَحُجُّ أطلالَ مَنْ حَبُّوا ومَنْ عَشِقُوا

وليس بيني وبين المُنْحَنَى بُعْدُ

والحُبُّ لا يَعْرِفُ العُشَّاقُ ما صَنَعَتْ

يداهُ، والحُبُّ لا غَيٌّ ولا رَشَدُ

يَهِيمُ قَلبُكَ في نَجْدٍ وساكِنِهِ

اللهُ يَرْحَمُ مَن قالَ: الهوى نَجْدُ

أَتَيْتُ أَحْمِلُ أَشلاءً مُبَعْثَرَةً

مِنَ القَصائدِ أفنى صَبْرَها الوَجْدُ

أشكو إلى نَجْدِ مِنْ حُبٍّ ومِنْ وَلَهٍ

والفارسُ الحُرُّ في شَرْعِ الهَوى عَبْدُ

أهذهِ نَجْدُ يا صَحْبِي الَّتي خَلُدَتْ

عَبْرَ الزَّمانِ لها في صَدْرِهِ نَهْدُ

فأينَ كُثْبانُها اللَّاتي شُغِفْتُ بها؟

وأين خَيْمَةُ جَندولِ الهوى (دَعْدُ)

أرى، ولكن أرى أبراجَ شامخةً

أعناقُها في خمارِ السُّحْبِ تَمْتَدُّ

مآذنًا وقِبابًا للهُدَى رُفِعَتْ

ما يُغْمد البَرْقُ إلَّا قَهْقَهَ الرَّعدُ

والرَّمْلُ أَصبحَ بُستانًا ومُنْتَجَعًا

والبِيدُ فاتِنَةٌ فُستانُها الوَرْدُ

هذي الرِّياضُ التي لاثَتْ عَمائِمَها

زُرْقُ السَّحائِبِ غَنَّى شِعْرَها الرَّنْدُ

ما لِلرِّياضِ وما لي والعِتابُ على

قلبي الّذي لِلزَّمانِ الجَدْبِ يَرْتَدُّ

ذِكرى الزَّمانِ الّذي وَلَّى وفي يَدِهِ

سَيْفٌ مِنَ الصَّمْتِ بَتَّارٌ لَهُ حَدُّ

نَوعٌ مِنَ الهَزْلِ عَصْرُ النِّفْطِ يَفْضَحُهُ

والهَزْلُ في حُكْمِ أَعرافِ الهَوَى جِدُّ

دَعْنِي أُحَدِّثُ عَن يَومي وما صَنَعَتْ

بِيَ الجميلاتُ، والأَلْحاظُ، والخَدُّ

الصَّادِقاتُ إذا هَدَّدْنَنِي رَهَبًا

الكاذِباتُ إذا ما حانَ لي وَعْدُ

وعن مَحاسِنِ هذا المِهْرَجانِ ولا

تَسَلْ، فكم زانَ هذا المُلْتَقَى وُدُّ

مِن صَفْوَةِ الصَّفْوَةِ العَلْياءِ مَنْزِلَةً

ضُيوفُهُ مِنْ لآلِي آدمٍ عِقْدُ

كم شاعرٍ في قِبابِ الشَّمْسِ هامَتُهُ

وعالِمٍ ثَوْبُهُ الإخلاصُ والزُّهْدُ

باسْمِي وباسمِ الوفودِ الغُرِّ أَشْكُرُهُمْ

والفَضْلُ للهِ والإنعامُ والحَمْدُ

  • Related Posts

    احتفاء باليوم الوطني للفنان ، نظم قطاع لولاية جيجل فعاليات عديدة تحتفي بالفنانين و المثقفين في مختلف دروب الابداعبداية الاحتفالات كانت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حيث نظمت أصبوحة فكرية أثثها…

    الى صديق سهيل سركيس

    سهيلُ سَركيسُ الوقورُ إذا خَطاقامتْ موازينُ العُلى من حيثُ كانْ من “قَبري حُوري” جاءَ ينسُبُ نخلَهُللرُّشدِ… للأصلِ الرفيعِ… وللأمانْ في صَدرهِ حُكمٌ، وفي عَينَيْهِ نورٌيفتي القلوبَ، ولا يُجادِلُهُ اثنانْ وسماتُه……

    اترك تعليقاً