البداية بقلم: الكاتب كروشي يونس
شاعرة وكاتبة المتوسطة
أكملت الإبتدائية كشاعر للمدرسة ، ونجحت في الدراسة لأسافر في قطار العلم والمعرفة إلى المتوسطة التي تبعد عنا بعدة كيلومترات ، وفيها تعرفت على وجوه جديدة من الثلاميذ والأساتذة وغيرهم ، ما عدا زملاء الأمس الذين درسوا معي في الإبتدائية أو كنت أعرفهم ، وهنا لابد أن أنسى أنني كنت شاعرا للمدرسة ، والآن سأصبح تلميذا وكفى لأني ما زلت جديدا على هذه المتوسطة لكي أضع مشاريعي المستقبلية.
مرت السنوات وعدت، وطموحي نحو الكتابة تعقد، ووجدت منافسا آخر وهي تلميذة أدبها جميل، وكلامها مرموق ، أخلاقها عالية، تنافست أنا وهي في عدة حفلات فكانت دائما صاحبة الأغلبية ، إشتد التنافس ، أخذتها شاعرة المتوسطة وإنتزع الحلم مني ولم أستطع صناعة أي شيء يوقف أدبها ، أو حتى كلامها.
وفي يوم من الأيام، طلبت منا المتوسطة أن نألف كتابا ، كتاب يحكي عن المتوسطة وعن تاريخها ، وعن كل شيء تكتسيه، وطلبو منا أن نتم الكتاب في وقت وجيز ، شرعنا في التأليف ، وكانت المألفة صاحبة التعجيز ، أعجزتني عن وضع الحبر وكتابة وتأليف الكتاب ، وأخذوا كتابها الذي يحمل عنوان”العهد القديم في العهد الجديد” وأعطوها كاتبة المتوسطة ، أما أنا فنلت المركز الثاني ولم أحقق الأماني ، فرضيت لما عجزت عنه أحلامي ، وعجز عنه لساني.