الانتحار _______________________________________البحر : الكامل بقلم: “زكيَّة أبو شاويش أُم إسلام”

الانتحار _______________________________________البحر : الكامل
يا من تراني والشَّباب يلفُّني ___ عندَ المغيبِ أريدُ ما لم يرضني
فأغصُّ بالدَّمعِ الهتونِ وأبتني ___جسراً من الأَملِ المضيّعِ من هني
إنِّي سأنتظرُ القطارَ وقد أتى ___ أنوارُهُ سبقت وقد لا أنحني
سيمرُّ فوقي إذ أردتُ تخلُّصاً ___ من كلِّ أوجاعِ الحياةِ معَ الغني
……………….
قد جفَّ حلقي من تذكُّرِ ما مضى___والعقلُ كانَ وما يزالُ بلا جني
سأُغادرُ الدُّنيا بغيرِ تأسُّفٍ ___ إلَّا على روحٍ لها من يعتني
أهلٌ وأحبابٌ ومنيِّ من رأى ___ ذاكَ الجمالَ وقد تمنَّى مسكني
لا للثراءِ وقد أحاطَ معذَّباً ___ بالقهرِ والحزنِ الَّذي قد هدَّني
……………..
أنا لا أريدُ من الحياة مسوِّفاً ___ في كلِّ أمرٍ إن أردتُ يعدنني
ويدوسُ قلباً بالعذابِ مؤكِّداً ___ أنِّي الجهولةُ والغنى لم يغرني
والضربُ باتَ جوابَ سؤلٍ عارضٍ ___عمَّا فعلتُ لهُ ولم أتبيَّنِ
إنِّي سأهربُ لا أريدُ مُكبِّلاً ___ لكنَّ من ملكَ الزِّمامَ يشلُّني
………………
موتٌ بطيءٌ قد يروِّضُ قردةً ___ ذاكَ احتمالٌ ، والغرابُ يغذِّني
ما كانَ لي سندٌ سواكَ إلهنا ___ وإذا أردتُ لقاكَ كنتَ تردُّني
سأُودِّعُ الدُّنيا فهل من منقذٍ ___ ذاتَ الجمالِ من القبيحِ المنتنِ
ويعيذهُ من نارِ أُخرى خالداً ___ فيها إلهٌ لا أبالك لم يني
………………….
إنَّ الصلاةَ على النَّبي تجيرنا ___من كلِّ شيطانٍ وإن لم نفتنِ
من رحمةِ المولى على ضعفٍ قضى ___ وقفَ القطارِ فلم يصل للمنحني
من كانَ يدعو بالخلاصِ مؤكِّداً ___ يأساً ككفرٍ لا يكونُ لمؤمنِ
صلوا على خيرِ الدُّنى وادعوا لها ___بهدايةٍ تنهي العذابَ بأحسنِ
………………..
الأربعاء 11 جمادى الأُولى 1443 ه
15 ديسمبر 2021 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً