قلوب حاجة بقلم الأديبة عبير صفوت

قلوب جاحدة

بقلم الأديبة عبير صفوت

يَتَثَنَّى لِلْجَمِيع الأَخْطَاء ، حِينَ يَكُونُ مسموحا لَهُمْ بِذَلِكَ ، إِنَّمَا مَا كَانَتْ إيَّاه ؟ ! أَنْ تُرْسَلَ رِسَالَة لصديقتها ، كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ :
أَنَا بَرِيئَةٌ بَرِيئَةٌ .

نَسِيتُ أَنْ تَقُولَ الشِّرِّيرَة عَلَيْنَا اقْتِنَاص الفُرَص فَحَسْب ، إِنَّمَا مَا الشَّرّ فِى ذَلِكَ ؟ !

جَعَلَهَا الْقَدْر زَوْجَة لرجلا لَا تُطَاقُ طِبَاعَه ، كَانَت عَائِلَة مُكَوَّنَة مِنْ الْأُمِّ وَالْأُخْتِ وَالْأَخ الصَّغِير .

بدى حُسْبَان العَائِلَة وَقِيعَةٌ مِن الشِّبَاك الْمُهْلِكَة للفتاة ، إنَّمَا رُوَيْدًا ، هِى لَيْسَت أَىّ فَتَاة ، وَقَد خَدَم الْحَظّ خطواتها المأهولة بِسُوء الْحَظّ وَهَلَاك الْمَشَاعِر ، هَلْ مَا حَدَثَ ؟ ! كَانَتْ لَهُ متضطرة ، أَبَدًا لَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ ، رُبَّمَا كَانَ عَدَمُ الوعى ، عَامِلٌ مُسَاعِد لَهَا فِى تَنْفِيذ الْقِصَّة .

وَجَاء وَبَاء ” كورونا ” وَقَال الْجَمِيعِ أَنَّهُ مُمِيت .

كَانَ مِنْ السَّهْلِ التَّضْحِيَة بِهِم ، أَهْلُ الزَّوْجِ المقيت ، سَمِعْت الزَّوْجَة الشِّرِّيرَة عَنْ إصَابَةِ امْرَأَةً تَاجِرَةً للاقمشة ، كَمْ كَانَتْ تَعَشَّق وَالِدِه زَوْجِهَا الْأَقْمِشَة ، حَتَّى أَرْسَلْتهَا لَهَا تَعْتمِدُ عَلَى جشعها فِى حُبّ التسوق ، ذَهَبَت الْمَرْأَةِ وَ ابْنَتِهَا .

كَمَا كَانَ الْأَخُ الصَّغِير لِزَوْجِهَا يُصَاحِب اللَّهْو وَالْمُجَازَفَة ، خدعتة الشِّرِّيرَة زَوْجَةَ أَخِيهِ ، حَتَّى ذَهَبَ لِهَذَا الْغُلَامِ الآخَرُ الَّذِى كَانَ مَرِيضًا بالفيروس الْمُمِيت .

نَشِبَت الْمَشَاكِل المصطنعة بَيْنَهَا وَبَيْنَ الزَّوْجِ المقيت ، رَحَلْت قَبْلَ عَوْدِهِ الْأَهْلِ مِنْ الْخَارِجِ .

رافقت عائلتها الْكَرِيمَة شَهْرًا وَاحِدًا ، حَتّى سَمِعْت عَنْ خَبَرِ وَفَات الزَّوْج وَعَائِلَتِه ، بِسَبَب عَدْوى الْمَرَضِ .

الْآن هِى أَرْمَلَة ، يَتَثَنَّى لَهَا الْحَظُّ إنْ تَحْيَا بِلَا ضَمِير ، رُبَّمَا لِأَنّ مَاتَ مِنْ كَانَ يؤرقها .

وَهُنَا عَادَت تَقُول صديقتها :
أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ أَنْت شريرة .

هَل هِى فِعْلًا شريرة ، أَم أَحْيَانًا يَمُنُّ عَلَيْنَا . الْقَدْر باخطر الفُرَص . .

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً