سألتها … كيف حالكِ/بقلم المبدعة نداء الحسين

سألتها …
كيف حالكِ ؟؟؟
ضحكَت ..ومن ثمّ بكَت ..
لم أبكِ معها ..ولم أضحك ..
واكتفيت بالصمت …
مسحت دموعها وأجابت :
……
– هذا سؤالٌ موجعٌ ياجارتي ..
لا تسأليه و كفي عنه واصمتي ..
أو حلّليه إلى حروف ..
كاف ( كنت بخير )
ياء ( يارب )
فاء ( فات الأوان )
حاء ( حسرة )
ألف ( انهزام )
لام ( لماذا )
كاف ( كابوس )
دُهِشتُ حقاً ..لم أقل أي كلام ..
جوابها صعبٌ و دمعتها انهزام …
قالت : بماذا تفكرين ؟
قلت : بك ..
قالت : لماذا تصمتين ؟
قلت : اضحكي ..
قالت : وكيف ؟
فأجبتها : ها هكذا هاهاهاها …
قالت : أإنّك تسخرين ؟
قلت : لماذا ؟؟؟
قالت : أتضحك أمٌّ و كفاها خواء ..
أبناؤها هجروا مراسيم الدعاء ..
و تشتتوا كحبوب طلعٍ هاربة ..
و تفرّقوا كرمال بحر غارقة ..
أوتضحك أمٌّ و عيناها ترى
أبناءها حقاً جياع …؟!!!
و صيامها طال وطال بقاؤه ..
ماكان محض عبادةٍ ..
بل إنه رزقٌ وضاع …
أهديته دوماً لكلّ مسافرٍ ..
و وهبته طوعاً لكل مطالبٍ …
وبذرته في درب كل مهاجرٍ …
و الآن لا أجدُ التسوّل لائقاً ..
فكرامة الآباء و الأحفاد تمنع مطلبي..
و أنا الكرامة و الذهب ..
لكنني ياجارتي ..أصبحت ألحان القصب ..
تمضي هباء …
و رأيت من سكنوا المزابل سابقاً …
يتقدمون ..ليمنعوا عني الغذاء …
علّقت مرحات الصغار على الجدار ..
وشهادتي علّقتها فوق الستار ..
من ثم قد أحرقتها …
مانفعها ؟
ما نفعها ؟
صارت لدفء شتائنا حطباً ونار ..
و نسيت …
أحرقت كل قصائدي و مراجعي ..
وثياب أبنائي الصغار ..
حرقتها …
و الأحذية ..و الأغطية أصلحتها و لبستها ..
فستان عرسي والخرز ..
قد بعتهم و وهبتهم بأبخس الأسعار …
لا ..لا أطيق سؤالك ..
فلقد نسيت الحال ونسيت كيف الحال ..
زمن المؤونة قد مضى …
و أنا أراقب فرحة التجار …
لا تسألي عن حالتي ..فحالتي كحالتك ..
و حال غيرك ربما …
فحياتنا عنا غفت ..
فرشَت ونامت في الجوار ….

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

بسام العبدالله بن احمد حاصل على الاجازة في كلية التربية قسم معلم صف ودبلوم تأهيل التربوي من جامعة دمشق لديه العديد من القصائد وحاصل على العديد من بطاقات الشرف والتقدير من العديد من المجلات العربيه وحاصل على جائزة جمعية الرواق الثقافية

Related Posts

أجنحة منكسرة للشاعرة المغربية خنساء ماجدي

أجنحة منكسرة. لا تسألوني لماذا أغيبقد أشرد في ملكوت اللهأغرق في دوامة الحيرةوأتيه في صحاري الإحباط.أضيع من حر الشكوىولا تسقيني بنات البحر.هذا العالم لا يسعني …ولا يسع الهاربين من جزره…

وحدتي بألف خير بقلم الشاعرة المغربية خديجة بلغنامي

‎وحدتي بألف خير ‎وحدتي بخير…وأنا بألف خيربأحضانها أكون أنا بكل المقاييس‎كلما اختليتُ ارتقيت أكثر… أتامل الازدحام وهو يتساقط من أنامل الفراغ‎ …أشتهي وحدتي ويشتهيني فنجان قهوتي فأسُدُّ الباب في وجهِ…

اترك تعليقاً