تائه في صلة الرحم للكاتب وائل السعدني

تائه في صلة الرحم…

إستيقظ ليلاً بصعوبة بالغة و أخذ يتخبط من فوق سريره ثم قام يترنح يمنة و يسرة و كيف لا و هو لم يأكل منذ يومين، فقد فقد وظيفته مع أخيه منذ فترة و لم يجد عملاً منذ ذلك الحين و ها هو قد قارب على الخمسين من عمره فاقداً لكل شيء و ها هم أولاده مع زوجته عند أمها كي تجد ما تطعمهم بعد أن يئست من زوجها من أن يصرف على أبنائه و هو لا يعمل.
الأيام كانت تمر ببطء شديد و كأنها قرون من سنين عصيبة مرت و كل ما يشغل باله هو أبنائه و كيف ينتحر من العجز عن الوصول لرمق الحياة الذي يروي الظمئان.
لم يعبأ به أخيه و لم يستطع باقي إخوته أن يساعدوه فلكل همه و مشاكله، فالأحوال باتت عصيبة على الجميع حتى بات الكل و كأنه مدفون في همومه و آلامه.
مرت عليه كل أيامه و لياليه التي كان فيها سعيداً هانئاً قبل أن تدهسه الأيام و المحن.
لسان حاله يقول بصرخات مكتومة: أين هي صلة الرحم مما أنا فيه و أين المؤمن للمؤمن كالبنيان و أين و أين مما أنا فيه.
هل هذا نتاج معاص كنت قد فعلتها صغيراً أو كبيراً و هل هذا تكفير عنها فلا شقاء بعد الموت أم لازال هناك حساب و عقاب؟
أصبحت أواصر الأخوة بيني و بين إخوتي كالماء ينساب بين أصابعي فلا أملك أن أبقيه، فهل هذه حياة؟
رباه من أنا و كيف أنا و إلى أين أنا؟
و هكذا يفيق متخبطاً في سريره و مترنحاً، و هكذا ينتظر من يعطف عليه بلقمة تسد رمقه، و هكذا أصبحت صلة أرحامنا.
وائل السعدني

Related Posts

الصبر بقلم الكاتبة والأديبة اللبنانية ملفينا ابومراد

الصبر كم قيل في الصبر من المحاسن، حتى في الكتاب المقدس، حيث يُعدّ الصبر من ثمار الروح، ومن علامات الرجاء والإيمان .ففي رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (8:‏25)، يقول“لَكِنْ…

وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

اترك تعليقاً